استحدثت لجنة المقومات الأساسية لتعديل الدستور فصلاً جديدًا بباب الدولة والمقومات الأساسية وهو المقومات الثقافية، وهو اقتراح تقدّم به محمد سلماوي، ممثل اتحاد الكتاب. كانت اللجنة شهدت جدلاً بين الأعضاء حول ما تضمنته المادة الأولى المقترحة لفصل المقومات الثقافية ونص على "أن الهوية الثقافية المصرية هوية عربية إسلامية" وهو ما اعترض عليه 12 عضوًا رافضين كلمة "إسلامية" ومطالبين بحذفها، وقال بعض الأعضاء إن المادة الثانية تنص على أن الدولة إسلامية، متسائلين عن سبب تكرارها مرة أخرى في الهوية. وهو ما علق عليه محمد سلماوي، مقدم الاقتراح، قائلاً إن "المادة الثانية تنص على دين الدولة أما هذه المادة فتتحدث عن الثقافة والحضارة الإسلامية"، وأيّده محمد إبراهيم منصور، ممثل حزب النور، مؤكدًا على ضرورة النص على الهوية الإسلامية للثقافة المصرية، وهو ما أثار تعجب أعضاء اللجنة حول توافق ممثل النور مع سلماوي. وأوضح أحد الأعضاء بأن اللجنة تضمن متطرفين من كلا الجانبين، وقال: "إذا كان ممثل النور يقال عليه إنه متطرف ومتعصب لبعض الأمور، فبقية الأعضاء متطرفون ومتعصبون لآرائهم أيضًا ولا يحاولون الوصول لنقطة اتفاق". وتنشر "الوطن" نص المقترح: مادة "1": "الهوية الثقافية المصرية هوية مركبة وجامعة، متعددة الأبعاد التاريخية والعقدية والفكرية والثقافية وهي من سمتها العصرية الغالبة هوية عربية إسلامية استوعبت في تاريخ تشكلها الممتد آلاف السنين عقائد عديدة وثقافات متنوعة وسمات حضارية مختلفة، منها المصرية القديمة والقبطية والعربية الإسلامية، كما ضمّت ثقافات فرعية في تكوينها كالنوبية والبدوية فضلاً عن ثقافات عالمية تداخلت معها، وأثرت وتأثرت بها على مر تاريخها، جمعتها عبقرية مكان واحد وأنماط إنتاج اتّسمت بالثبات النسبي عبر تاريخها الطويل". مادة "2": "أسهمت مصر عبر هويتها الثقافية المميزة وتاريخها الحضاري الطويل في الرقي بالثقافة الإنسانية جمعاء؛ فالثقافة قوة من قوى مصر الفاعلة والأساسية في تأثيرها على المستوى القومي وفي حضورها الدولي على الصعد كافة". مادة "3": "المواطنة والانتماء الوطني هما دعائم الهوية المصرية الحديثة؛ فهي هوية تتخطى الفوارق العقائدية والعرقية، جمعت على امتدادها التاريخي بين الهلال والصليب واستوعبت في تدفق مياهها عبر العصور وكل الفيضانات الوافدة". مادة "4": "تلتزم الدولة بترسيخ القيم الأصلية للشخصية الحضارية المصرية من الانتماء الوطني والقومي والتكافل الاجتماعي والتدين والجلد والتسامح والاعتزاز بالنفس وبالتاريخ وبموروثنا وتراثنا العظيمين وذلك من خلال دعم هوية مصرية ثقافية جامعة برغم تعددها راسخة رغم حراكها".