حلمت، منذ انضمامى لقسم الإعلام أثناء الدراسة الجامعية، أن أُنشئ موقعاً إلكترونياً يحمل اسم «مصر»، أو أن أعمل فى جريدة «وطنية» تحمل اسماً له علاقة باسم هذا البلد، وسعيت لتحقيق هذا الحلم بالتدريب على مهنة الصحافة أولاً، ثم عملت فى عدة صحف ومواقع فقط من أجل التعرف على طبيعة هذه المهنة، حتى شاهدت إعلاناً تليفزيونياً عام 2012، يخبر بظهور جريدة «ناشئة» تحمل اسم «الوطن»، وشعارها أنها «جريدة يكتبها القارئ»، يعمل على إدارتها وبها «خيرة صحفيى البلد»، وظننت أن هذا الإعلان هو الإشارة الربانية بأولى خطوات تحقيق ذلك الحلم. كان قراراً سريعاً ومتسرعاً، أن أتقدم باستقالتى من الموقع الإلكترونى الذى كنت أعمل فيه وقتها، قبل أن أضمن قبول التحاقى بالجريدة الجديدة، فبمجرد معرفتى بعنوان مقر «الوطن»، وطريقة التقديم للالتحاق بفريقها، أبلغت زملائى بأن اليوم هو آخر أيامى معهم كزميل عمل، دفعنى ما ظننته «إشارة ربانية» ألا أسير وراء الخطوات المنطقية لترك عمل حالى للبحث عن عمل جديد، فكان يقينى أننى سأكون ضمن هذا الفريق، وبالفعل لم تخذلنى «نبوءتى» وانضممت بشكل رسمى ل«الوطن» كمحرر فى الموقع الإلكترونى، بعد ثلاثة أيام فقط من توديع عملى الذى أصبح يومها «سابقاً». كان أول سؤال طرحه علىّ مدير تحرير الموقع حينها فى المقابلة الشخصية: «أنت أحسن صحفى فى مصر؟»، فأجبت: «طبعا لأ مقدرش أقول كده»، فأخبرنى أننى غير مقبول «لأن من يعمل حالياً فى الوطن هم أفضل الصحفيين فى مصر، وباقى العناصر الذين نرغب فى ضمهم يجب أن يكونوا على نفس المستوى أو على الأقل لهم نفس الطموح»، فغيرت إجابتى: «أنا طموحى أن أكون رئيساً لتحرير هذه الجريدة الذى يعمل بها أفضل الصحفيين فى مصر»، وقتها وافق المدير أن أكمل المقابلة الشخصية واستمر فى طرح الأسئلة لإكمال الاختبار. أيقنت وقتها أننى بصدد العمل فى جريدة سيكون لها شأن، وستكون مؤثرة فى المجتمع المصرى، وهذا ما حدث بعد أسابيع قليلة من نشأتها، فبدأت ألحظ سرعة اختفاء جميع النسخ من «فرشة» بائع الجرائد فى أول شارعنا، وتقدم غير مسبوق فى عدد قراء الموقع الإلكترونى وزيادة عدد الزيارات حتى سبق صحفاً ومواقع لها تاريخ سنوات، وهذا كله فى شهرين أو ثلاثة فقط. بالطبع عدد الزيارات أو عدد النسخ الموزعة ليس معياراً وحيداً على النجاح والتأثير، لكن البدايات كانت مبشرة بالخير، واستمر النجاح حتى يومنا هذا الذى نحتفل فيه بمرور 6 سنوات على إنشاء جريدتنا وجريدة القراء، فلسنا اليوم بصدد رصد مؤشرات النجاح، ويكفينى -بصفة شخصية- أن أفتخر بأن اجتماع شباب حركة «تمرد» الأخير قبل إعلان بيان ثورة 30 يونيو كان فى «الوطن»، وفى كل مسابقة محلية أو عربية تحصل «الوطن» على نصيب الأسد من الجوائز المهنية، لأن من يعملون بها لديهم اليقين والطموح بأنهم أفضل الصحفيين، ولأن شعارنا هو «الوطن قوته فى ناسه».