دعا السفير الإيطالي لدى لبنان، جوزيبي مورابيتو، اليوم، لوجوب اعتماد مقاربة جديدة تهدف إلى تلبية حاجات اللاجئين السوريين ودعم الدول التي تستضيفهم، منبها إلى "أجواء من التوتر بدأت تظهر بين الجماعات المضيفة واللاجئين السوريين في لبنان". وقال مورابيتو، في مؤتمر صحفي، بعد لقاء مع ممثلة مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بلبنان، نينيت كيلي، في مقر السفارة الإيطالية وسط بيروت، إنّه "رغم جهود المجتمع الدولي، فإن تفاقم الأزمة يتطلب مقاربة جديدة تهدف إلى تلبية حاجات اللاجئين ودعم الدول التي تستقبلهم لمواجهة التحديات التنموية". وأشار إلى أن "التضامن المؤثر" الذي أظهره المجتمع اللبناني تجاه السوريين الذين نزحوا من بلدهم لن يستمر إلى الأبد، وقال: "بدأت تظهر أجواء من التوتر بين الجماعات المضيفة واللاجئين، ومن هنا هناك حاجة إلى حكومة تتوفر لديها القدرة على تقليص هذا الوضع المتأزم". وأوضح مورابيتو أن بلاده خصصت مبلغ 26.8 مليون يورو لإغاثة اللاجئين السورين المهجرين داخل بلادهم وخارجها، منها 11.2 مليون يورو لللاجئين السوريين في لبنان. بدورها، أعربت كيلي عن قلقها باعتبار أن "آلاف النازحين يعيشون في ملاجئ عرضة للهواء والأمطار والثلج دون مراعاة للأصول الصحية، ما ينتج عنه أمراض ومعاناة كبيرة". ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين، 763 ألفا موزعين على معظم المناطق اللبنانية. وكشف تقرير صادر مؤخرا عن البنك الدولي بعنوان "تداعيات الأزمة السورية على الاقتصاد والمجتمع اللبناني" أن المصاريف المباشرة للخزينة اللبنانية لتأمين الخدمات الإضافية للنازحين السوريين بلغت 1,1 مليار دولار وأن 170 ألف لبناني سينحدرون تحت خط الفقر باطار التداعيات السورية على لبنان. وأشار التقرير الدولي إلى أن خسائر الاقتصاد اللبناني نتيجة الحرب في سوريا تبلغ 7,5 مليار دولار، ما يعني إلى جانب النقص في الناتج المحلي نقصا في الاستثمارات وتراجعا في السياحة والاستهلاك وقطع الطرق البرية أمام التصدير.