قال آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إن بلاده ترفض حيازة السلاح النووي انطلاقا من مبادئها الإسلامية وعقيدتها، وليس من أجل الولاياتالمتحدة أو غيرها. وقال خامنئي، خلال استقباله قادة وكوادر الحرس الثوري الإيراني أمس الأول، إنه "لا ينبغي لأحد أن يمتلك هذا السلاح أيضا. عالم الدبلوماسية عالم إطلاق الابتسامات. يطلقون الابتسامات ويدعون لإجراء المحادثات ويقرون بالعداء صراحة في الوقت ذاته". وأضاف خامنئي: "الحرس الثوري من أجل الحفاظ على ثورتنا ينبغي أن يمتلك بالتأكيد معرفة كافية وشاملة بكافة التطورات والتيارات في مختلف الساحات. ليس من الضروري أن يمارس الحرس الثوري السياسة، ولكنه بحاجة إلى معرفة دقيقة للحقائق". وأشارت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية، إلى أن تصريحات خامنئي هي الإشارة الأقوى على استعداد إيران للمرونة في العلاقات مع الغرب، كما أنها دعم لاتجاه الرئيس المعتدل الجديد حسن روحاني. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، إن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، يريد فيما يبدو بدء حوار مع الولاياتالمتحدة، وإنه يريد اختبار ما إذا كان الأمر كذلك حقا. وقال أوباما، في حوار لشبكة "تيليموندو" الإسبانية، إنه يود أن ينتقل من الأزمة بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، إلى مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يضمن ألا تكتسب إيران أسلحة نووية. وأضاف: "سنحت هنا فرصة للدبلوماسية. وأرجو أن ينتهزها الإيرانيون. يبدو أن روحاني الرئيس الجديد شخص يتطلع إلى بدء حوار مع الغرب ومع الولاياتالمتحدة على نحو لم نشهده فيما مضى ولذا نود أن نختبر هذا". وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لها أمس، إن تصريحات خامنئي بمثابة "إذن" للرئيس الإيران الجديد، بالدخول في مفاوضات دبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن التصريحات الدبلوماسية الجديدة التي خرجت عن القادة الإيرانيين، أثارت مخاوف وتحذيرات إسرائيل من أن تكون حيلة لكسب بعض الوقت، بينما أشار مراقبون إلى أن إعلان طهران له أهمية كبيرة في قياس مدى التحول الذي شهدته العلاقات لتخفيف التوتر بينها وبين دول الغرب. وأشارت وكالة أنباء "فرانس برس" الفرنسية، إلى أن الولاياتالمتحدة تعتزم قريبا مصادرة ناطحة سحاب من 36 طبقة، تقول النيابة العامة الأمريكية إن إيران تمتلكها سرا. وجاء في بيان وزارة العدل الأمريكية، إن وضع اليد على المبنى الواقع في قلب مدينة "نيويورك" وبيعه، سيكون "أكبر عملية مصادرة على علاقة بالإرهاب في التاريخ". ويعتبر الادعاء الأمريكي أن مالكي المبنى، وهم مؤسسة "علوي" ومجموعة "اسا"، حولوا عائدات الإيجارات وغيرها من الأموال إلى بنك "ملي" العام الإيراني. وأضاف: "مؤسسة علوي تدير أيضا جمعية إنسانية لحساب إيران، كما تتولى إدارة المبنى باسم الحكومة الإيرانية". وأكدت مؤسسة "علوي" أنها تعتزم استئناف الحكم، بعد أن أعربت عن "خيبة أملها" منه، مؤكدة أنه "لم يتسن لنا نقض أدلة الحكومة أمام هيئة المحلفين". من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس، إن تحركات روحاني الأخيرة أثبتت أنه دبلوماسي بارز، مشيرة إلى أن تلك التحركات تحمل في طيها اتجاهين، فإما إيران تود فعليا التوجه إلى اعتراف غربي وإعادة العلاقات الدبلوماسية وتخفيف العقوبات، وإما أنها ببساطة تستغل تلك التصريحات لكسب الوقت للحصول على أول قنبلة نووية لها. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى ما نشرته صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، أمس الأول، بشأن استعداد إيران لإغلاق منشآتها النووية في منطقة "بوردو"، في مقابل وقف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، خاصة المفروضة على مصادر الدخل الرئيسية لإيران، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف أنه تبادل الرسائل مع روحاني، وهو ما اعترف به "روحاني" نفسه فيما بعد، إلا أنهما أكدا أن الوقت ليس مناسبا للقاء بعد.