استغرب ممثل روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبنزيا، وقاحة واشنطن بإعلان نيتها التعاون مع روسيا، في نفس اليوم الذي قامت فيه بطرد 60 دبلوماسيا روسيا، واتهمها بالتعسف. ولفت نيبنزيا الانتباه إلى حقيقة أن السفير الأمريكي لدى روسيا، جون هانتسمان كالعادة "يقول ويردد الكلمات ذاتها التي نسمعها من الأمريكيين في كثير من الأحيان عن أنهم يعولون على استمرار التعاون مع روسيا"، وفقا لما ذكرته قناة"روسيا اليوم"الإخبارية الروسية. وقال نيبنزيا للصحفيين الروس "هذه دعوة غريبة على الأقل للتعاون على خلفية ما ارتكبه الجانب الأمريكي". واعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، أن الولاياتالمتحدة تتعسف في استخدام حقوقها كدولة تستضيف مقر الأممالمتحدة، بعد أن قامت بإبعاد 12 دبلوماسيا روسيا يعملون في الأممالمتحدة. وقال نيبينزيا: "إن موظفي بعثة روسيا الدائمة لدى الأممالمتحدة معتمدين لدى الأممالمتحدة وينفذون واجباتهم الوظيفية في إطار المنظمة فقط". وأوضح أن الوثائق الرئيسية التي تنظم وضع موظفي البعثات الدائمة في الولاياتالمتحدة، هي اتفاقية امتيازات وحصانات الأممالمتحدة لعام 1946، وأيضا الاتفاقية بين الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة حول مقر الأممالمتحدة عام 1947، مضيفا: "وهكذا، فإن طرد الدبلوماسيين الروس، فضلا عن غيرها من الخطوات غير الودية الأخيرة، ومنها منع الوصول إلى الممتلكات الدبلوماسية الروسية، وعدم إصدار التأشيرات لموظفي البعثة وغيرها، يمكن اعتباره تعسفا في استخدام الولاياتالمتحدة لحقوق والتزامات الدولة المضيفة". ولم يستبعد الدبلوماسي الروسي، أن تكون الدول الغربية قد اتفقت فيما بينها على طرد الدبلوماسيين الروس قبل الحادث الذي وقع مع الجاسوس البريطاني سكريبال. واعتبر نيبنزيا: "إنها صداقة ضد روسيا بلا شك، حول القضية التي كلما تعمقنا فيها كلما زادت التفاصيل الغامضة، لا يوجد شيء من هذا القبيل، هناك حكم أصدروه بدون أي تحقيق، يتم إخبارنا باستمرار عن بعض التحقيقات، لكننا لا نعلم ماذا يخبئون وراء هذا، نحن نطلب باستمرار أن يعطونا بعض المعلومات الحقيقية حول هذا الأمر، لكننا لا نتسلم أي رد". وقال أيضا "كلما زاد ذلك، ازدادت الأسئلة، بما في ذلك عندي أنا حول ما الذي حدث قبلا، الحادثة في سالزبوري سبقت طرد الدبلوماسيين الروس، أم أن قرار طرد الدبلوماسيين الروس كان متخذا قبل حادثة سالزبوري التي اتخذوا منها ذريعة؟".
جدير بالذكر،أن23 دولة، أعلنت أمس الاثنين، بينها بريطانياوالولاياتالمتحدة وكندا، و16 دولة من الاتحاد الأوروبي، عن طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، وعلى وجه الخصوص، أعلنت السلطات الأمريكية أنها ستطرد 48 دبلوماسيا روسيا و12 موظفا من البعثة الروسية لدى الأممالمتحدة، فضلا عن إغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل. وذلك على خلفية مزاعم بلا دلائل عن تورط موسكو بتسميم العميل البريطاني السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال في مدينة سالزبوري البريطانية.ورحبت الممثلة البريطانية الدائمة لدى الأممالمتحدة، كارين بيرس، أمس الاثنين برد الدول الغربية على روسيا بشأن قضية سالزبوري، مشيرة إلى أن "الحلفاء أظهروا تضامنا قويا".