اهتمت إسرائيل بالأعمال التي تناولت الصراع العربي الإسرائيلى، سواء أكان مسلسلًا كوميديًّا مثل «ناجى عطا الله»، أو عملًا من ملفات المخابرات، مثل «الصفعة»، أو حتى برنامجًا تلفزيونيًّا. حيث أعلنت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، استياءها الشديد من مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، وقالت إن مصر والعالم العربى يحتفلون بشهر رمضان بمسلسلات معادية لإسرائيل، وأعربت القناة عن استيائها من اختيار القنوات العربية أعمالًا لتسلي أوقات مشاهديها بمسلسلات تقوم على كراهية العدو الصهيوني. وأشارت القناة إلى أن البطل «ناجي عطا الله»، الذي يقوم به عادل إمام، كبير ممثلي الكوميديا في أرض النيل، يجسد شخصية ضابط جيش متقاعد ودبلوماسي ورجل أعمال متخصص في النصب على الإسرائيليين، وأن المسلسل يزيد التعصب والعنصرية. أما الصحافة العبرية، فكان لها نصيب كبير في الهجوم على المسلسل؛ حيث شن الكاتب الإسرائيلي روعى كايس في صحيفة «يديعوت أحرونوت» هجومًا حادًا على المسلسل، وعلى الزعيم أيضًا، وكتب مقالًا بعنوان «إسرائيل الاحتلال.. والتجسس»، وبدأ مقاله برصد كامل للمسلسلات التي تناولت الصراع العربي الإسرائيلي، التي كان آخرها مسلسل «عابد كرمان» للمخرج نادر جلال والممثل السوري تيم الحسن، واعتبر الكاتب أن المسلسل قدم صورة سيئة جدًّا عن المجتمع الإسرائيلي. شن الكاتب ايدورام كيال في الصحيفة نفسها، هجومًا حادًا على عادل إمام ويوسف معاطي ورامي إمام، متهمًا إياهم بالجهل، وأنهم حتى لا يعرفون أسماء الشوارع في إسرائيل. واتبعت صحيفة «المفدال» أسلوب الهجوم السابق نفسه، واتهمت فريق العمل هذه المرة بأنهم يسخرون من اليهود والقيم اليهودية، في إشارة إلى تحريم أكل الجمبري والكابوريا ولعب القمار، وقالت الصحيفة إن هذه هي حال عادل إمام في السخرية، حتى إنه يمكن أن يسخر من ممثلين معه طوال أو قصار القامة، دون مراعاة لشعور الممثل الذي يقف أمامه. أما الكاتب الصحفي جاكي حوجي، فكتب مقالًا في صحيفة «معاريف»، قال فيها إن عادل إمام عاد إلى عادته القديمة في مهاجمة إسرائيل، التي هاجمها قبل 30 عامًا في آخر مسلسل له وهو «دموع في عيون وقحة» للمخرج الراحل يحيى العلمي، مؤكدًا أن عودة «إمام» هذا العام محاولة منه لتشويه المجتمع الإسرائيلي، وأشار إلى أن هذا شيء متوقع وأمر طبيعي للزعيم، خاصة وأنه يرغب في استقطاب جماهيره مرة أخرى من خلال مهاجمته لإسرائيل، بعد أن فقد جزءًا كبيرًا من جمهوره المصري بعد ثورة 25 يناير، بعد اتهامه بمحاباة النظام السابق ووقوفه ضد الثورة. واتهم موقع «وان» الإسرائيلى الشهير، المسلسل بالعنصرية، مشيرًا إلى أنه لا يقدم صورة حقيقية عن الدولة الإسرائيلية، على حسب تعبيره، وأن الممثلين لم يقدموا جهدًا في تمثيلهم واعتبرهم فاشلين. أما الصحفية سارة عازار في جريدة «هآرتس»، فقد هاجمت المسلسل على صفحتها الشخصية على «تويتر»، وقالت إن عادل إمام فنان عنصري يكره اليهود، مناشدة جميع المسؤولين في إسرائيل بعدم عرض أية أعمال له. وانتقد أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلام العربي وبعد مشاهدته لعدة حلقات لمسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، عبر تغريدة له على «تويتر»، قائلا «شاهدت حلقتين من فرقة ناجي عطا الله: التمثيل مبالغ فيه وكل ما يتعلق بإسرائيل مفبرك ووقعت أخطاء بالعبرية، والكراهية لليهود تبرز في كل مشهد». ولم يكتف «جندلمان» بنقد المسلسل فقط، بل انتقد أيضًا برنامج «الحكم بعد المزاولة» الذي يعرض على قناة «النهار»؛ حيث كتب أيضًا على صفحته، قائلًا: «برنامج الحكم بعد المزاولة يظهر نتيجة تحريض الرأي العام ضد السلام، برؤيتنا، السلام هو أسمى شيء ومثل هذا البرنامج الحاقد لن يبث فى إسرائيل». وعلى النقيض أعربت «يديعوت أحرونوت» عن ارتياحها المشوب بالحذر، لشخصية «باروخ» التي يجسدها شريف منير في مسلسل «الصفعة»؛ حيث رأت أن شخصية «باروخ» الضابط بطل يعمل لصالح الموساد، وأنها تظهر شخصية اليهودي المتدين المحافظ على الصلاة، والذكي، وصاحب الصفات الإيجابية، والمحب لوطنه، خاصة وأن هذه الصفات لا تتوافر في شخصية أي يهودي يظهر في أي عمل فني مصري، فدومًا ما يظهر اليهودي بالشخص الغبي، والبخيل، والعصبي الذي يشرب الخمر.