أثار لقاء هشام قنديل رئيس الوزراء المكلف بمحمد عبدالمنعم الصاوى وترشيحه لتولى وزارة الثقافة حالة من الغضب بين المثقفين والأثريين على حد سواء؛ خاصة بعد تصريحاته التى أعقبت اللقاء والتى أكد فيها أن وزارة الثقافة فى حاجة لأموال الآثار. وأكد الروائى جمال الغيطانى أن هذا الاختيار غير موفق، وأن مميزات الصاوى الوحيدة لتولى هذا المنصب أنه «إخوانى»، مشيراً إلى أن الثقافة فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها مصر تحتاج إلى شخص ذى خبرة ورؤية وملم بواقع الثقافة والمثقفين، وهو ما لم يتوافر فى مرشح قنديل. وتعجب الغيطانى قائلاً إن القيادة السياسية بهذا الاختيار تخرج لسانها للثقافة والمثقفين لأنها مدركة تماماً رفض المثقفين للصاوى أثناء توليه الوزارة فى حكومة عصام شرف وخروجهم فى مظاهرات تطالب باختيار «مثقف» وليس صاحب مشروع تجارى أو بمعنى أصح صاحب «كافتيريا» على حد تعبيره. وأشار إلى أنه لم يضف أى جديد للثقافة والمثقفين خلال توليه منصب رئيس لجنة السياحة والثقافة والإعلام فى مجلس الشعب، مضيفاً أنه يتمنى خروج جموع المثقفين فى مظاهرات مطالبة بالتراجع عن هذا القرار. من جانبها أكدت الأديبة سلوى بكر أن جموع المثقفين لن يقبلوا بالصاوى كوزير لهم، مضيفة أن مصر بقامتها الثقافية وتاريخها العريق أكبر بكثير من شخص عبدالمنعم الصاوى الذى سطح الثقافة وتاجر بها من خلال مشروع حول الثقافة لسلعة للهضم موجهة لشريحة اجتماعية اختزلتها فى الرقص والتسلية فقط. وقال الناقد الفنى أسامة عفيفى: «بات من المؤكد تعيين الصاوى الذى يؤمن بخصخصة الثقافة، ورداً على ذلك فإن عدداً من كبار المثقفين سيقدمون استقالاتهم من اللجان الفنية ومن المجلس الأعلى للثقافة ومن مواقع قيادية، ليتسلم الوزارة مجرد جدران يستطيع وضع إعلانات شركته عليها». وأضاف أنه لم يُظهر أى كرامات فى مجلس الشعب تشفع له، بل ترك الأمر للجماعات الدينية للخروج علينا بمطالب تقيد حرية الإبداع مثل قضايا الحسبة ومطالب محاكمة الفنانين. من ناحية أخرى أكد محمد إبراهيم، وزير الآثار فى حكومة الجنزورى، أن تصريحات الصاوى بإلغاء وزارة الآثار ستثير حالة من الغضب بين جموع الأثريين لن تنتهى، ولن يعلم مداها إلا الله، خاصة أن ائتلافات الأثريين حذرت من مغبة هذه الخطوة، وهددوا بالخروج فى مظاهرات، مشيراً إلى أن هناك ضرورة إلى بقاء الوزارة بصفتها الاعتبارية.