قال فيتسلاف ماتوزوف، الخبير السياسي الروسي والدبلوماسي السابق، في حواره عبر الأقمار الصناعية من موسكو مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية السي بي سي في برنامج "هنا العاصمة"، إن مسألة الأزمة السورية المعقدة التي فرضت إرادتها على الأجواء في قمة العشرين رغم النقاشات حول الازمات الاقتصادية والمالية حول العالم، حيث بدا الانشقاق واضحًا حول الرؤية تجاه الملف السوري بين مؤيد ومعارض للضربة الأمريكية وإن كانت الغلبة للمعارضين حتى في دول مثل جنوب إفريقيا والهند وروسيا الفيدرالية وحتى في الدول الأوروبية ثمة ضغوط كبيرة كتلك السائدة في البرلمان البريطاني الذي رفض ضرب سوريا. وتابع ماتوزوف، قائلًا إن الموقف الأمريكي يبدو غريبًا وغير واضح؛ فالرئيس باراك أوباما لا يحتاج إلى تفويض لتوجيه ضربة لسوريا، لأن صلاحياته تخول له المضي قدمًا صوب ذلك دون الرجوع إلى الكونجرس لكن لا نعلم لماذا يطلب تفويضًا من الكونجرس، كما أن الولاياتالمتحدة تقول إن الضربات ستكون محدودة وتستهدف مناطق السلاح الكيماوي وتخزينها في المستودعات وهذا أمر قد لا يبدو واضحًا من الناحية السياسية أو الدبلوماسية أو حتى الإنسانية كيف سيحدث هذا، وقال الانشقاق بين القطبين بدا واضحًا حتى في اللقاء الذي لم يدم أكثر من عشرين دقيقة بين أوباما وبين بوتين ولم يستمر؛ نظرًا لاختلاف الموقف بشكل واضح". وأضاف الخبير الروسي قائلًا: "القيادة الروسية لا تعارض ضرب الأهداف إذا ثبت تورط النظام السوري في هذه المجزرة ونطالب دومًا بمقاومة ذلك ومحاسبة المسؤولين، ونحن لدينا جهات استخباراتية دقيقة وأقمار صناعية حتى من خلال (جوجل إرث) يمكن تعقب منابع الانفجارات ومصادرها لكن على أي حال فإن التقارير الاستخباراتية تؤكد عدم تورط النظام السوري في ذلك، وأن الأمر برمته ذو صلة بالجماعات المتشددة في صفوف المعارضة السورية". وحول كون هناك خطة لتمكين الإخوان في سوريا، قال ماتوزوف:"في قراءتنا لوثائق ويكليكس في دمشق للسفارة الأمريكية في عام 2010، يتبين أن هناك اتصالات دارت وتقارير تتحدث أن المعارضة السورية ليست قوية بما يكفي وأن الصف الأقوى هو الإخوان المسلمون وحاولت التزواج بينهما إلا أن المعارضة رفضت ذلك لأنها منظمة إرهابية". وقال حول حديث بوتين حول مصر، إن الحديث عن مصر كان ضروريًا وهامًا رغم غلبة الشأن السوري على المناقشات السياسية، حيث إن مصر دولة مهمة في السياسة الدولية ومهمة في معادلة الشرق الأوسط، وإن روسيا تحترم خيارات الشعب المصري ورغبته وإن هناك علاقات تاريخية بين الشعبين وتؤيد المسار الديمقراطي وحقوق الإنسان وتحقيق الاستقرار للشعب المصري". وأضاف أن "روسيا واضحة رغم وجود سفنها في البحر المتوسط، وأنها لن تدخل في حروب في منطقة الشرق الأوسط لكنها في ذات الوقت لن تسمح بتدمير سوريا وتقسيمها". وقال الخبير الروسي إن "تنظيم الإخوان مدرج ضمن المنظمات الإرهابية لدى السلطات الروسية وبشكل رسمي منذ عام 2008 ونُشر ذلك في الصحف الرسمية، وأنصار التنظيم يتم مطاردتهم في الأراضي الروسية".