أكد الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق لمنظمة الأممالمتحدة، ضرورة أن تقوم مصر بدور على المستوى الدولي، من اجل أن يهتم العالم بالقضايا المصرية والعربية. وقال غالي انه أجرى خلال الفترة الماضية، ومنذ قيام ثورة 30 يونيو، لقاءات واتصالات مع عدد من الشخصيات الفرنسية والأوروبية والدولية، لتوضيح حقيقة ما جرى في مصر بعد الثورة. وأضاف أن هذه الاتصالات، تهدف فى المقام الأول، لتأكيد أن ماحدث فى مصر "ليس انقلابا عسكريا"، ولكن التطورات جاءت بناء على إرداة الشعب المصرى، وأن النظام الحالى يتولى شؤون البلاد فى مرحلة إنتقالية يتم خلالها وضع الدستور وإجراء الانتخابات، بهدف تحقيق الديمقراطية الحقيقية في البلاد. وأوضح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أنه كان هناك "سوء تفاهم"، من جانب الغرب، الذي يرى أنه إذا انتخب شخص، فهذا دليل على أنه وصل إلى الحكم فى إطار الديمقراطية، "بينما انا أؤكد ومنذ أن كنت أشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة أن الانتخابات ليست الديمقراطية، ولكنها الخطوة الأولى فى مسيرة الديمقراطية. وتابع: "إذا لم يوجد تعدد أحزاب قائمة على الشورى، فإن الاحزاب لا معنى لها، والانتخابات كذلك"، موضحا أن الدليل على ذلك أن موسولينى وكاسترو وصلوا إلى السلطة عبر انتخابات. وعما إذا كان يرى أن هناك تغيرا فى الموقف الأوروبي، لاسيما من جانب فرنسا خلال الفترةالأخيرة حيال ما يحدث فى مصر..أعتبر الدكتور بطرس غالى أنه لا يرى تغيرا حقيقيا..مؤكدا أن الأمر يتطلب من جانب مصر المزيد من الجهود والاتصالات مع الخارج. وأشار الى أن مصر أهملت إفريقيا وأوروبا، وترتب على ذلك وجود "عدم إرتياح" للتغيرات التى تشهدها في مصر حاليا، وبالتالي لابد من الاهتمام بالخارج، لاسيما أن الاتجاه الجديد للسنوات القادمة هو العولمة، التي تتطلب المزيد من الاتصالات والانفتاح مع كل أنحاء العالم. وعن القضايا التى يرى أنه يجب التركيز عليها فى مصر حاليا، أوضح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أنه على الرغم من المشكلات التي تمر بها مصر حاليا، إلا انه يتعين التركيز على قضيتين رئيسيتين، هما الانفجار السكاني، والمياه. وأضاف أن الانفجار السكانى يتطلب تحديد الهجرة الداخلية إلى العاصمة القاهرة، وإيجاد وسيلة لتحديد النسل، حيث أنه لايجوز أن يصل تعداد السكان إلى 100 مليون نسمة، متمركزين على 10% فقط من الأراضى المصرية. وأكد أن قضية المياه تتطلب تعزيز التعاون مع دول حوض النيل، مذكرا بأنه عندما كان مسؤولا قام بإنشاء مجموعة "أندوجو"، للربط بين دول حوض النيل كافة.