واصلت روسيا حالة الترقب التى تتعامل بها مع الأزمة السورية والتهديدات بتدخل عسكرى أمريكى فى سوريا، حيث قالت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أمس، إن روسيا دفعت بسفينة استطلاع إلى شرق البحر المتوسط، فى الوقت الذى تستعد فيه الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محتملة إلى سوريا. ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر عسكرى لم تكشف عنه، قوله إن سفينة الاستطلاع «بريازوفى» غادرت القاعدة البحرية الروسية فى ميناء «سيفاستوبول» الأوكرانى المطل على البحر الأسود، فجر أمس، فى مهمة «لجمع المعلومات الراهنة فى منطقة الصراع المتصاعد». ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعقيب على الأمر. وأشارت «إنترفاكس» إلى أن «السفينة بريازوفى ستعمل بشكل مستقل عن وحدة بحرية متمركزة بشكل دائم فى البحر المتوسط، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال إن هناك حاجة إلى ذلك لحماية مصالح الأمن القومى الروسى». من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس: إن «المعطيات التى قدّمها الجانب الأمريكى لروسيا لا تحتوى على أى معلومات محدّدة وخرائط جغرافية وأسماء»، مشيراً إلى وجود تناقضات كثيرة فى هذه المعطيات، وأن الغرب يطبّق سياسة الكيل بمكيالين فى الشرق الأوسط، ويسعى إلى إسقاط النظم غير الصديقة له، بينما لا يتحدث عن تغيير الأنظمة الاستبدادية الحليفة له. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء أمس الأول، إلغاء صفقة أسلحة مع روسيا تتضمّن صواريخ «أرض - أرض» بعيدة المدى ومتطورة من طراز «إسكندر»، مشيرة إلى أن إرجاء تسليم النظام الأسلحة بطائرات مقاتلة ومنظومة الدفاع الجوى الصاروخى «S300»، يرجع إلى أن دمشق لم تسدد ثمنها بعد. وقال هونج لى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن بلاده قلقة للغاية من أى تحرّك عسكرى منفرد ضد سوريا، بعد أن أرجأ الرئيس الأمريكى الرد العسكرى على الهجوم الكيماوى المزعوم لحين التصويت عليه فى «الكونجرس» الأمريكى، مشيراً إلى أن واشنطن أطلعت الصين على أدلتها، إلا أنه يجب ألا يخلص أى جانب إلى نتائج التحقيق الذى يجريه خبراء الأممالمتحدة فى سوريا، مطالباً الخبراء الدوليين بإجراء تحقيق موضوعى محايد بالتشاور مع الحكومة السورية. من جانبه، قال علاء الدين بورجردى، رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيرانى: إن أى هجوم عسكرى على سوريا سيمتد إلى المنطقة، مهدداً أمن إسرائيل. وقال: «نعتقد أن أى عدوان عسكرى ضد سوريا سيمتد إلى منطقة الشرق الأوسط بكاملها ويحرقها، وقبل أى شىء سيُهدد أمن إسرائيل، إذا اندلعت حرب، فمن المؤكد أن إسرائيل ستُهزم. أيام تغيير الأنظمة بالقوة ولت، وإخفاق الولاياتالمتحدة فى تنفيذ هذا يثبت أن سياستها فشلت». ونظمت جمعيات المجتمع المدنى السورى حملة، مساء أمس الأول، لتكوين دروع بشرية فى مواقع تعتبر أهدافاً للضربة العسكرية الأمريكية المحتملة، وتجمّع عدد من السوريين فى جبل «قاسيون»، لإطلاق الحملة تحت عنوان «على جثثنا»، مؤكدين أن الهدف هو حماية المنشآت الحيوية. واتهمت المعارضة السورية، الرئيس السورى بنقل معدات عسكرية وأفراد إلى مناطق مدنية ووضع سجناء فى مواقع عسكرية كدروع بشرية، لتفادى الضربة العسكرية الغربية المحتملة. وتوجّه مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفرى، بطلب إلى المنظمة الدولية والأمين العام لها بان كى مون، لمنع «أى عدوان» عليها. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»: إن «الجعفرى دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسئولياته فى منع أى عدوان على سوريا والدفع من أجل التوصل إلى حل سياسى للأزمة فى سوريا». ورحبت سوريا بما سمته ب«الانكفاء الأمريكى التاريخى»، متهمة الرئيس الأمريكى بالتردد والارتباك، بعد أن أرجأ شن الهجوم العسكرى.