أطلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مساء أمس الأول، حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء «الكونجرس» الأمريكى المترددين فى الموافقة على قراره بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إلى أن «مسئولاً كبيراً فى البيت الأبيض قال إن الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفى البيت الأبيض، ضاعفوا جميعاً عدد مكالماتهم الهاتفية مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين، وفى كل المكالمات تم التأكيد على أنه إذا لم تفعل واشنطن شيئاً ضد الأسد، فإن ذلك سيضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما قد يشجع الأسد وحزب الله وإيران الذين سيرون أن انتهاكاً صارخاً إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه تبعات»، وأشار المسئول الأمريكى إلى أن البيت الأبيض أجرى، أمس، عدة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء «الكونجرس»، إضافة إلى عقد اجتماع مع برلمانيين من الحزب الديمقراطى. وفى السياق ذاته، قال مسئولون أمريكيون بوزارة الدفاع الأمريكية، أمس، إن حاملة الطائرات الأمريكية التى تعمل بالطاقة النووية «نيميتز» وعدداً من السفن الأخرى ضمن مجموعتها القتالية، اتجهت غرباً صوب البحر الأحمر للمساعدة فى الهجوم الأمريكى المحدود على سوريا، فى حالة اتخاذ القرار النهائى. ونقلت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، أمس، عن أحد أعضاء مجلس النواب الأمريكى، دون ذكر اسمه، قوله إن «أنظار الديمقراطيين متجهة الآن جميعاً صوب رئيسة المجلس السابقة نانسى بيلوسى، فإذا وافقت فإن الاحتمال الأكبر هو أن يمنح مجلس النواب التفويض للرئيس الأمريكى». من جانبه، أطلق وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى هو الآخر، حملة لإقناع «الكونجرس» بالموافقة على شن الضربة العسكرية ضد النظام السورى، مؤكداً أن واشنطن لديها أدلة على أن هذا النظام استخدم غاز «السارين»، وفى تطور وصفه كيرى بأنه «مهم جداً»، قال: «اطلعنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولاياتالمتحدة من أول الواصلين إلى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى إخضاعها للفحص، آثار غاز (السارين) موجودة فى عينات شعر، ودم جاءت إيجابية»، وأضاف: «مع كل يوم يمر تزداد قوة الأدلة. نحن نعلم بأن النظام أمر بشن هذا الهجوم، ونعلم بأنه استعد له ونعلم من أين أطلقت الصواريخ». وقال النائب الديمقراطى إليوت آنجل: «فى حال كان الكونجرس نزيهاً، فسيدعم الرئيس، إلا أننا لا نستطيع منع النواب من الدخول فى معركة سياسية للسعى إلى إسقاط الرئيس أو إضعافه»، ومن المقرر أن يعرض الرئيس الأمريكى، الأسبوع المقبل، المبررات الأمريكية لهذه الضربة خلال قمة مجموعة ال20 التى يحضرها عدد من قادة العالم فى روسيا. وقال كيرى لشبكة «إن.بى.سى.إن» الأمريكية، إن «رئيس الولاياتالمتحدة لا يعتزم ولا يريد أن تتحمل الولاياتالمتحدة مسئولية الحرب الأهلية السورية، لا يريد (أوباما) القيام بذلك. ما يريد القيام به هو تنفيذ قواعد الميثاق الدولى لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية»، مؤكداً أن «أوباما واثق بأنه عند عرض قضيته، فإن الناس سيدركون أن العالم لا يمكنه أن يقف مكتوف اليدين ويسمح ل(الأسد) أو لأى شخص آخر بأن ينتهك ميثاقاً عمره يقارب 100 عام. يجب ألا تستخدم هذه الأسلحة». وقال مصدر برلمانى أمريكى، إن لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، يمكن أن تصوت ابتداءً من صباح الأربعاء على القرار، أما الجلسة العامة لمجلس الشيوخ فلن تعقد قبل أسبوع على الأقل، مع انتهاء عطلة البرلمان الأمريكى، ويرجح أن يحصل أوباما على موافقة مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، كما دعا السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين، إلى توجيه ضربة عسكرية لسوريا، إلا أنه يريد كذلك الإطاحة بالأسد لإنهاء النزاع المسلح الذى أودى بأكثر من 100 ألف شخص». وقال النائب الديمقراطى جيم هايمس، إثر اجتماع «الكابيتول»، إن «القرار بصيغته الحالية لا يحظى بالدعم اللازم، هناك الكثير من القلق كونه مفتوحاً جداً»، أما السيناتور الجمهورى باتريك ليهى، رئيس لجنة العدل، فكشف أنه يعمل منذ الآن على صيغة بديلة تكون أكثر تحديداً.