يمر الألتراس بشكل عام وألتراس «أهلاوى» التابع للأهلى و«وايت نايتس» التابع للزمالك بشكل خاص بمرحلة حرجة، خاصةً خلال الفترة الماضية بعد الزج باسمهما فى عالم السياسة وانتشار أقاويل بأنهما إحدى أذرع جماعة الإخوان التى تستخدمهما للحشد فى فعالياتها الجماهيرية وإثارة الفوضى، وكأن السياسة شبح يطارد الألتراس. ويواجه ألتراس «وايت نايتس» شائعات التسييس منذ فترة كبيرة، خاصةً بعد انضمام عدد كبير من أعضاء المجموعة إلى حركة «أحرار» المؤيدة لحازم صلاح أبوإسماعيل، إضافةً إلى وجود «سيد مشاغب» أحد قيادات المجموعة بالحركة بشكل مستمر فى المظاهرات، كما جرى القبض على اثنين من أعضاء المجموعة خلال الأحداث الأخيرة، ما أثار عدداً من علامات الاستفهام حول توجه المجموعة سياسياً. وكشف أحد قيادات «وايت نايتس» ل«الوطن» أن المجموعة تلقت عددا من العروض من «سعد» نجل خيرت الشاطر، نائب المرشد عن طريق وسطاء للمشاركة فى اعتصام الإخوان فى «رابعة العدوية» الذى جرى فضه منذ أكثر من أسبوعين، مؤكداً أن قيادات الألتراس رفضوا أى محاولة للجلوس معهم من أجل التفاوض، وتابع: «هناك محاولات مستميتة من أجل إقحامنا فى السياسة وتوجيهنا لدعم فصيل بعينه، إلا أن ذلك لم ولن يحدث لأن الألتراس مشجعو كرة قدم، قرروا الوقوف فى صفوف الحق دون توجهات». ونفى القيادى فى ألتراس الزمالك مشاركة المجموعة بشكل رسمى فى الأحداث الأخيرة، وقال: «كل من يشارك من المجموعة يشارك بشكل فردى ولا يوجد أى وجود جماعى لنا فى الأحداث»، وأوضح: «كل فرد فى المجموعة له توجهه الخاص ولن نستطيع مصادرة رأى أى شخص ما دام بعيداً عن المجموعة والمدرج». وقالت مصادر ل«الوطن» إن «وايت نايتس» تستعد لعقد اجتماعات مكثفة خلال الأسبوع الحالى من أجل هيكلة المجموعة، وإعادة ترتيب الأوراق، خاصةً بعد تزايد حدة الانتقادات فى الفترة الأخيرة وتخوف قيادات المجموعة من إفلات الأمور من بين أيديهم وهو ما يسعوا لتصحيحه لإفشال كل محاولات «تسييس» المجموعة وتشويه صورتها. وكان لألتراس الأهلى نصيب من الاتهامات والانتقادات حول مساندة المجموعة لجماعة الإخوان وجلوس قياداتها مع خيرت الشاطر خلال فترة حكم محمد مرسى، وهو ما نفته المجموعة تماماً. وبعيداً عن السياسة بدأت حدة الخلافات تتزايد بين ألتراس «أهلاوى» و«ديفيلز» التابعتين للنادى الأهلى والتى وصلت ذروتها خلال مباراة فريقهما أمام أورلاندو الكونغولى أول أمس التى استضافها استاد الجونة، بعد اشتباكهما بمدرج «التالتة شمال» وإلقائهم للشماريخ على بعضهم البعض، ما أسفر عن وقوع إصابات بين الطرفين وتدخل الأمن لفض الاشتباكات، وهو ما ترتب عليه قرار منع الجماهير مرة أخرى من حضور المباريات. وأصدرت مجموعة «ديفيلز» بياناً رسمياً عقب الأحداث تعتذر فيه للنادى الأهلى وجماهيره عن التصرفات التى وصفتها ب«الصبيانية» مؤكدة أنهم كانوا مجرد رد فعل وأن انسحابهم جاء للمصلحة العامة، مشيرة إلى أن ما حدث هو خلاف بين المجموعتين ليس له أى بعد سياسى كما تردد، مشددة على أن «ديفيلز» ستكمل حلم قائدها ومؤسسها الشهيد محمود الغندور أحد ضحايا مجزرة بورسعيد، معلنة حضور كافة المباريات الرسمية القادمة تحت اسم وبانر الجروب الرسمى. وكانت الأزمة بين مجموعتى ألتراس الأهلى بدأت منذ نحو شهرين وتحديداً خلال مباراة الأهلى وطنطا الودية التى استضافها ملعب مختار التتش بالجزيرة، بعدما رفضت مجموعة ألتراس «أهلاوى» وضع مجموعة «ديفيلز» التى تمثل جماهير الأهلى بالإسكندرية ومعظم المحافظات البانر الخاص بهم بسبب خلافات داخلية بين المجموعتين، وهو ما تم على أثره اتخاذ «ديفيلز» قرار تجميد المجموعة لأجل غير مسمى، قبل أن تعود وتعلن العودة إلى المدرجات خلال المباراة الماضية. ألتراس الأهلى نفى علاقة الإخوان بأزمة «المدرج» ورفض محاولات التيارات السياسية استغلال مذبحة بورسعيد