حلوان، مدينة كانت فى أوائل القرن الماضى مزارا للاستشفاء، حيث البعد عن صخب القاهرة، وانتشار الحدائق، وذيوع أجواء العزلة. وصارت الآن، بعد تحولات عدة، مدينة الحركة بالمصانع المتاخمة للبيوت، والأسواق المنتشرة فى الطرقات، وطرف المدينة، الذى بات موطناً لرصد كل ما يتعلق بالطبيعة، تحت عنوان: «المرصد الفلكى». المرصد مقام فى طرف المدينة، على شكل نصف دائرة، وموجود به مبان مختلفة التصميم، فما بين قبة دائرية، ومبنى إدارى، ومتحف للمعدات القديمة. القبة الخضراء، أنشئت عام 1930، لرصد النجوم، كما تحتوى على تليسكوب شمسى، لرصد الظواهر الشمسية، إلى جوار مبنى يختص بالزلازل وقياس درجاتها. المكان يرتاده الشغوفون بعلم الفلك، يذهبون إلى مبنى على شكل منارة، يرفرف عليها علم باهت لمصر، ويتضمن مكتبة عامرة بآلاف الكتب العلمية، التى تعد مرجعاً أساسياً للأفلاك. المبانى يقبع بعضها فى مكانها منذ عام 1903، كالمبنى الخاص بالتليسكوب. الواقف فى آخر نقطة فى المكان، يشخص ببصره إلى لون أصفر باهت، لجبال متكسرة، وفضاء شاسع يحيط بالمكان، أما الجهة المقابلة، فوسط ركام من الأتربة، وعواصف الغبار تربض العمارات الشاهقة، قابعة من حولها يتعالى دخان المصانع. المرصد يشهد حالة نشاط نوعى، فى يوم رؤية هلال شهر رمضان، فعلى أساس عين تشاهد، وتصديق فم يتحدث، يتوقف الملايين عن تناول الطعام، ويبدأ شهر رمضان، لتنطلق طقوسه المتفردة. رؤية الهلال تتم عبر «تليسكوبين» بتدقيق النظر إلى نقطة غروب الشمس. ورغم أن المتوقع كان حضوراً كثيفاً وبهرجة أضواء واحتفالات، فإن الحضور كان مقتصراً على أفراد أربعة، نظروا فى التليسكوب، فحالت الأتربة الكثيفة دون رؤية الهلال، فجن الليل ورحلوا، لكن عينا فى توشكى كان قد استطاعت الرؤية، ليعلَن الجمعة غرة الشهر الفضيل.