لا تتحدث غادة عادل للصحافة إلا نادرا، فهى إما مشغولة ببيتها وزوجها وأولادها، أو مشغولة بفنها وتصوير مسلسلاتها وأفلامها. من هنا اتهمها الكثيرون بالغرور، خاصة حين ترفض الرد على الصحفيين، أو إجراء لقاءات صحفية أو تليفزيونية، وهو ما ترد عليه فى هذا الحوار بأنها أم لخمسة أطفال ولا تعيش حياة الفنانين، وليست من هؤلاء النجوم الذين يأتى إليهم «النسكافيه» وهم نائمون فى السرير. وتنافس «غادة» فى رمضان هذا العام بمسلسلين جديدين، هما «فرح العمدة» و«سر علنى»، عن هذين العملين، وعن تفكيرها فى الاعتزال، وعن سفرها إلى لندن، وعن حقيقة خلافاتها مع إياد نصار، وعن غيرها الكثير والكثير تحدثت غادة عادل فى هذا الحوار الصريح والحميم. * ما الذى جذبك إلى «سر علنى»؟ - لأن الشخصية التى أقدمها فى العمل جديدة، وهى شخصية واقعية، فهناك من يقول إننى أجسد شخصية طيبة أو شخصية شريرة، وهذا غير واقعى، فالإنسان بداخله الخير والشر، ولا يوجد شخص لديه شخصية معينة، والظروف هى التى تتحكم فى ظهور أى منهما سواء الخير أو الشر، وهذا ما وجدته فى شخصية «أمينة»، هذا إلى جانب كل عوامل العمل، فالسيناريو مختلف، والكاتب محمد ناير عملت معه من قبل فى فيلم «الوتر»، وهو يكتب الشخصية بشكل فيه عمق وإحساس ومشاعر متقلبة، وكنت أتمنى العمل مع غادة سليم، إلى جانب المنتج جمال العدل الذى كنا دائما نقول لبعضنا: نريد أن نعمل سويا، ومن هنا فإن كل العوامل ساعدتنى لقبول الدور، وبمجرد علمى بكل الأطراف الرئيسية فى العمل، قلت: أرسلوا لى السيناريو فورا. * وما سبب تغيير اسمه من «العهد» إلى «سر علنى»؟ - فى الحقيقة لا أعلم ما السبب فى تغيير اسم المسلسل، لكنى أرى أن اسم «سر علنى» أقوى، ويجذب أكثر، فتخيلى كيف يمكن أن يصبح السر «علنيا»، إنهما كلمتان متناقضتان. * أكد تقرير رقابة التليفزيون أن المسلسل متميز الصياغة وعميق الفكر وجرىء فى اقتحام العالم السرى لمافيا شركات الأدوية.. ما ردك؟ - أول مرة أسمع هذا الكلام وسعدت جدا بهذا التقرير، وجسدى اقشعرّ بصراحة من السعادة، وأكد لى إحساسى بأن العمل جيد، واختيارى كان فى محله، والحمد لله ففريق العمل كله قام بمجهود كبير، والمشاهدون سيجدون المسلسل مليئا بالأحداث والمفاجآت غير المتوقعة، فكل حلقة فيها مفاجأة، وستستمر هذه المفاجآت حتى الحلقة ال29 وال30، وهذا أيضا ما جذبنى فى العمل، فليس لدىّ أى مانع أن أجلس فى المنزل لسنوات، ثم أعود لتقديم عمل قوى يناقش قضية مهمة، خاصة أن مسلسل «سر علنى» يناقش قضايا الفساد، وهى قضايا مهمة تهم الوطن، خاصة فى المرحلة المهمة التى تمر بها مصر الآن. * هل صحيح أن أحداثه مأخوذة من الفيلم الأجنبى «الهارب» للمخرج أندرو ديفيز، الذى دارت أحداثه حول شركة أدوية ضخمة أنتجت دواء لاقى رواجا كبيرا لكنه مضر؟ - فى الحقيقة أنا لا أعلم هذه المعلومة، ولم أشاهد هذا الفيلم. * ما حقيقة سفرك إلى لندن، وما تردد عن تركك لتصوير المسلسل بشكل مفاجئ؟ - هذا الكلام عار تماما من الصحة، أنا طلبت إجازة لمدة خمسة أيام، وسافرت إلى لندن، ولا يوجد أى خلاف، كما تردد، وعندما خرج هذا الكلام ضحكت كثيرا، حتى أن المخرجة غادة سليم كلمتنى وطلبت منى أن أرد على هذه الشائعات، وعندما عدت فوجئت بأن إياد نصار يقول إن هناك شائعة حول مشاكل بيننا وأننا لا نتحدث سويا، حتى إنه قيل إننى أصبت بانهيار عصبى وأصبت بالإغماء أثناء أحد المشاهد فى المقابر، وأنا لم أصب بالإغماء فى حياتى، كل هذا الكلام مجرد شائعات ولا أساس لها من الصحة، ولا أعلم لماذا تطلق هذه الشائعات. * مسلسل «فرح العمدة» كان من المفترض أن يعرض فى العام الماضى، ولكن تم تأجليه، ويعرض هذا العام، هل ترين أن عرض مسلسلين لك فى رمضان أمر مضر أو مفيد لك؟ - فى الحقيقة لا أعمل حسابا لهذا، والله وحده هو الذى قدر أن يعرض لى عملان فى شهر رمضان، وربما تكون المقارنة فى صالحى، و«فرح العمدة» من المسلسلات التى أحبها جدا، حيث أجسد فيه شخصية فتاة شعبية، وهناك جمهور يحب هذه النوعية من المسلسلات، وكل نوعية لها جمهورها. * وأى الشخصيتين أقرب إليك؟ - الشخصيتان قريبتان إلى قلبى، «فرح العمدة» مأساة فتاة تعبت واتبهدلت فى الدنيا كى تصل لما تريده، أما «سر علنى» فمأساة وطن، والعمل فيه شخصيات متداخلة فى بعضها، والقضية كلها قضية بلد، وأرى أن هذا المسلسل سيجذب المثقفين، أما «فرح العمدة» فسيجذب الطبقة الكادحة، ويستطيع المشاهد بسهولة أن يفصل بين «غادة» هنا و«غادة» هناك، فالشخصيتان مختلفتان تماما. * ما المسلسلات التى تتابعينها؟ - المسلسلات هذا العام كثيرة جدا، ولكنى أتابع «فرح العمدة» و«سر علنى»، وأتابع أيضا مسلسلات زملائى: أحمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وشريف منير، وبالتأكيد أشاهد مسلسل عادل إمام، ومحمود عبدالعزيز، فعودة الكبار هذا العام بالتأكيد خلفها عمل قوى، ولدى فضول أن أعرف ما هو، وأشاهد أيضا يسرا وهند صبرى. * ما حقيقة أنك تفكرين فى الاعتزال؟ - لا أفكر فى الاعتزال، وكل هذا الكلام غير حقيقى، أنا أحب عملى وفنى، وإذا فكرت فى الاعتزال سأعتزل، ولن أصرح، فأنا لست من الشخصيات التى تتحدث عن شىء ستقوم به، بل تفعل ثم تقول. * لماذا يتهمك البعض بالغرور؟ - إذا اتصل بى صحفى ولم أرد يقال إننى مغرورة، فالفنان مثله مثل أى إنسان لديه التزامات ومشاغل فى حياته، وأنا فنانة لدىّ عملى وأم لخمسة أطفال، ولا أعيش عيشة الفنانين، ولا أصحو من النوم ليأتى لى النسكافيه فى السرير، كنا نصور لمدة خمسة أشهر، ودخل علينا رمضان ولم ننته من التصوير، وكنت مضغوطة ولم أنم لمدة أسبوع، وعندما تأتى قنوات تليفزيونية وصحافة إلى البلاتوه دون ميعاد سابق، هل من المتفرض أن أصور لقاءات تليفزيونية ولقاءات صحفية وأعطل التصوير؟!، بالطبع ليس كل الصحفيين يفعلون ذلك، ولا يجوز اليوم أن تقول المخرجة غادة سليم أن الممثلة معطلة الديكور، وإذا رأى الناس أن اهتمامى بعملى واحترامى له غرور أوافق على هذا، لأنى أحب أن يتحدث عملى عنى، والآن أنا نضجت ولا أخاف من الشائعات.