«رمضان جانا والخير جانا».. إحساس اجتاح صاحب مقهى بلدى، وكشف عنه بدهان واجهة المقهى والمنطقة المقابلة، حيث كتب عليها سورا وآيات وعبارات قرآنية استعدادا لقدوم رمضان. المقهى باسم «نادى البحر الأعظم»، ويقع فى شارع المحطة بالجيزة. المكان المتواضع استقبل شهر الصيام بطقوس جديدة، تتسق مع طبيعة شهر الاعتكاف وقراءة القرآن، وتناسب أول رمضان تعيشه مصر بعد صعود التيار الإسلامى لسدة الحكم. فى مدخل المقهى كتبت عبارة «من كان رزقه على الله فلا يحزن»، وفى داخله سورة الفلق برسم عثمانى. كراسى وترابيزات المقهى موضوعة إلى جوار سور نظيف مدهون بالأبيض ومنقوش عليه آيات قرآنية وعبارات «لا إله إلا الله، وبسم الله ماشاء الله، واذكر الله، وسبحان الله». «عم همام»، عامل فى المقهى، يستبشر بالقرآن ويعتبره بركة المكان: «قلنا رمضان جاى وده شهر كريم وبيحب القرآن.. بدل الرسومات اللى ملهاش معنى فى كل الشوارع». ينفى الرجل الأربعينى علاقة العبارات المكتوبة بنجاح الرئيس محمد مرسى أو جماعة الإخوان: «مش لازم أكون إخوان أو شيخ عشان أحط قرآن على بيتى أو المحل بتاعى، والإخوان دول أصلا جماعة سياسية، أما كلام ربنا فده بتاع كل المسلمين». وأكد «عم همام» أن كثيرا من الناس يعلقون هذه المقولات فى العمل أو البيت: «يبقى كلهم إخوان يعنى؟». «همام» يرى أن الحائط المكتوب أمر طبيعى: «إحنا ناس موحدين بالله ومالناش علاقة بالسياسة». «عادل منصور»، سائق تاكسى، يؤيد ما فعله صاحب المقهى: «أنا من زباين المكان.. كده الحيطة أنضف وأحلى، ولفظ الجلالة على الحيطة بيفكر الناس عشان تذكر ربنا.. خصوصا إننا فى أيام مفترجة».