يعرض تليفزيون رمضان هذا العام عدداً ربما غير مسبوق من المسلسلات التى تعرض فى الموسم (أو المهرجان) السنوى الرمضانى، ولعدد من النجوم والأسماء اللامعة ربما يفوق أى موسم فيما مضى! وإذا كانت المسلسلات هذا العام، فى بعض التقديرات، تتجاوز السبعين عملاً، فإننا من واقع ما تقدمه عادة هذه الأسماء، من مخرجين ومؤلفين ونجوم، نحاول فى هذه السطور، مع مفتتح الشهر الكريم، أن نقدم هنا ما نظن أو نتوقع أن يكون (أهم خمسة مسلسلات فى تليفزيون رمضان هذا العام). الأعمال الخمسة هى: 1. «الفاروق عمر بن الخطاب»: ليس للضجة التى تثار بشأنه بسبب ظهور شخصيات الصحابة بما فيهم الخلفاء الراشدون لأول مرة، وإنما مرجع الأهمية الأول أن هذا المسلسل للثنائى الفذ المخرج السورى حاتم على والمؤلف السورى الفلسطينى وليد سيف، اللذين رأينا لهما من قبل روائع تتصدر كل مستويات الدراما التليفزيونية العربية المعاصرة، مثل مسلسل «صلاح الدين الأيوبى»، والثلاثية عن الأندلس، ومسلسل «التغريبة الفلسطينية» أعظم ما قدم من دراما سواء فى التليفزيون أو السينما عن القضية الفلسطينية حتى الآن.. إن هذا الموسم الرمضانى هو موسم «الفاروق عمر» بالدرجة الأولى (وتعرضه إم. بى. سى). 2. «نابليون والمحروسة».. للمخرج العربى التونسى الكبير شوقى الماجرى، الذى قدم ببراعة واقتدار من قبل إبداعات كبرى مثل «أبناء الرشيد الأمين والمأمون»، و«الاجتياح».. إن شوقى الماجرى، وحاتم على، هما المخرج الأول، والأول مكرر، فى كل دراما تليفزيون العرب فى هذا العصر. 3. «الخواجة عبدالقادر».. أهمية هذا المسلسل لا ترجع فقط إلى جاذبية وحضور بطله يحيى الفخرانى، وقيمة وتميز بطلته الممثلة السورية الكبيرة سلافة معمار التى تقدم فى هذا العمل أول أدوارها فى مصر.. إنما أيضاً لأهمية اسم مؤلفه عبدالرحيم كمال، الذى يعد أحد أقدر كتاب الدراما المصريين الذين ظهروا فى العقد الأخير. 4. «الغالبون».. إنتاج عربى لبنانى متميز للمخرج رضوان شاهين، الذى يقدم بسلاسة وتدقيق، فنياً وفكرياً، جذور النضال والمقاومة العربية من خلال لبنان ودور حزب الله فى تحرير الجنوب، فى مزج درامى مرهف بين الإنسانى والنضالى، وتوقعنا قياساً على الجزء الأول الذى عرض على قناة «المنار» فى رمضان الماضى. 5. «كاريوكا».. إخراج عمر الشيخ، تأليف فتحى الجندى، بطولة وفاء عامر. ونرجو بعد الصدمة فى كثير من مسلسلات حياة المشاهير أن يأتى هذا المسلسل على مستوى أهمية الفنانة تحية كاريوكا، إذ يقدم تناولاً لسيرة حياتها، فهى حياة حافلة بالغة التميز، بقدر تفوق «تحية» وتميزها كراقصة وممثلة فى آن معاً. ومن العيب والجهل أن يقول البعض باسم الدين، ومن ورائهم مسئولون منافقون فى التليفزيون المصرى، إنه من غير اللائق تقديم حياة نجمة نجمات الرقص فى مصر.. خصوصاً فى رمضان!