تعتبر عائلة الدحدوح، واحدة من أبرز العائلات الفلسطينية التي كان لهم دورًا بارزًا في ميادين العزة والفخار، فكانت ثمار تضحياتها منذ العام 1948 حتى أمس 19 شهيدًا، ناهيك عن عشرات الجرحى والأسرى، ليصبحوا 20 شهيدًا باستشهاد الفتى محمد دحدوح. وشيع الفلسطينيون في مدينة غزة عصر، اليوم الأحد، جثمان الشهيد محمد سامي الدحدوح إلى مقبرة الشهداء شمال شرق مدينة غزة. واستشهد الشاب الدحدوح صباح اليوم الأحد، متأثرًا بجراح أصيب بها خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في جمعة الغضب الثانية شرق حي الشجاعية احتجاجًا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتواصلت "الوطن" مع سامح الدحدوح، أحد أفراد عائلة الشهيد محمد، والذي أكد أن العائلة تميزت على مدار السنوات الماضية بدورها النوعي في مواجهة الاحتلال حيث ساعدت ظروفها الاقتصادية وعملها في التجارة والزراعة على إيواء العديد المجاهدين وتوفير العتاد العسكرية لهم، فقدمت في عام 1948، الشهيد خالد محمود الدحدوح 23 عامًا الذي سقط مدافعًا عن مدينة "يافا" المحتلة، وفي نكسة عام 1967 قدمت الشهيد أحمد حمدان الدحدوح الذي سقط في حرب "المخيمات. وفي عام 1968 اعتقل الحاج شعبان الدحدوح والد الشهيد القائد خالد الدحدوح "أبو الوليد" بتهمة دعم الفدائيين وتوفير سبل الأمان لهم، حيث أوى في بيته الفدائيان موسى وعارف عاشور قبل تمكنهم من الخروج إلى مخيمات اللجوء خارج الوطن المسلوب. عائلة المجاهدين مع بداية تشكيل النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كان شباب وشيوخ عائلة الدحدوح من أوائل من آمنوا بفكر ونهج حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ضد الاحتلال الغاشم، فكانت الانتفاضة الأولى بمثابة الشرارة التي أججت في صدورهم نار المقاومة والجهاد. وكان منهم الاستشهادي البطل فخري الدحدوح مفجر ثورة سلاح السكاكين حيث استطاع الوصول يوم 15-1-1993 تل أبيب رغم الإجراءات الأمنية الصهيونية المعقدة، وتمكن من قتل اثنين من اليهود الصهاينة وجرح أكثر من عشرة آخرين بإصابات مختلفة وذلك حسب اعترافات المصادر الصهيونية آنذاك، وبعد العملية قامت قوات الاحتلال الصهيونية بحملة اعتقالات واسعة طالت العديد من أبناء عائلة الدحدوح وكوادر حركة الجهاد الإسلامي، وكان على رأس المعتقلين الشهيد القائد أبو الوليد الدحدوح ليقضي ثلاثة سنوات من عمره في غياهب السجون وأقبية التحقيق الصهيونية. ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة كانت عائلة الدحدوح من أوائل العائلات الفلسطينية المجاهدة التي هبت لنصرة القدس فقدمت الشهيد تلو الشهيد في العمليات والاشتباكات والاغتيالات إلى أن وصل عددهم في انتفاضة الأقصى 15 شهيدًا جميعهم من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من أبرزهم: "الشهيد محمد الدحدوح، والشهيد أيمن شعبان الدحدوح، والشهيد أمين حمدان الدحدوح، والشهيد عبدالكريم الدحدوح، والشهيد مهدي الدحدوح، والشهيد محمد شعبان الدحدوح، والشهيد محمد فهمي الدحدوح، والشهيد خالد شعبان الدحدوح، وأخيرًا نجله الشهيد كامل خالد الدحدوح.