كوتد الخيمة، تظل العلاقات بين الدول العربية راسخة، لا تتأثر ب"سحابات صيف" عابرة، ومن آن لآخر تُظهر المواقف عمق العلاقات المشتركة، ففي الوقت الذي قررت فيه الجزائر تكريم الفنان محمد فوزي، بإطلاق اسمه على المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر العاصمة، كانت الصدفة حاضرة في الإسكندرية، عندما افتتح محافظ الإسكندرية حديقة جميلة بو حريد المناضلة الجزائرية، في حي منتزه أول. "محمد فوزي"، الفنان الذي اشتهر بألحانه المتنوعة، التي ميزته عن ملحنين جيله، حيث لحن وكتب قرابة 400 أغنية، إلا أنه أضاف إلى تاريخه الفني الكثير، عندما قام بتلحين النشيد الوطني للجزائر، ما دعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة إلى إطلاق اسمه على المعهد الوطني للموسيقى ومنحه "وسام الاستحقاق الوطني"، تكريمًا له، وتخليدًا لذكرى مرور 60 عامًا على تأليف نشيد "قسما"، عرفانًا من الجزائر بدعم الفنان محمد فوزي له. إلا أن إطلاق التسمية على المعهد، ومنح الوسام سيكون في وقت لاحق ربما قبل نهاية السنة الجارية، ولكن عائلة الموسيقار قد وافقت على وضع حقوق لحن للنشيد تحت تصرف الدولة الجزائرية. يتزامن تكريم الفنان محمد فوزي في الجزائر، بافتتاح محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، حديقة "جميلة بو حريد"، بمنطقة العوايد، التابعة لحي منتزه أول، في الإسكندرية، بعد الانتهاء من أعمال التطوير والترميم بها. "جميلة بو حريد"، المناضلة الجزائرية، التي قضت خمس أعوام في سجون الاحتلال الفرنسي، ذاقت فيهم ألوان العذاب الذي لا يتحمله بشر، ما جعلها رمز الكفاح والنضال من أجل الحرية، وسكنت بها قلوب العرب من المحيط إلى الخليج، فما كان لمصر إلا أن تطلق اسمها على أجمل الحدائق، والتي تعد مستنشقًا للهواء النقي بالمنتزه، لتكون بذلك تكريمًا لدورها النضالي ضد الاحتلال. فاتحة أبوابها من جديد لأبناء الإسكندرية، حديقة جميلة بو حريد، التي بدأ العمل على ترميمها وتطويرها، منذ فبراير الماضي، لينتهي الآن العمل بها، حيث بلغت تكلفة الأعمال بها نحو مليون جنيه، وتبلغ مساحتها 3400 متر، لتصبح للترفيه والتجميل أسفل كوبري العوايد الذي يعد هو أبرز مداخل المدينة.