في ظل الدعوات التي يطلقها تنظيم الإخوان للتظاهر يوم الجمعة المقبل الموافق 30 أغسطس، ضد ما أسموه "الانقلاب العسكري"، نفى عدد من القوى الثورية مشاركة الإخوان في تلك المظاهرات، حيث أعلن محمود نوار، المتحدث باسم الاشتراكيين الثوريين، رفض الحركة مشاركة الإخوان المسلمين والنزول للشارع، مؤكدا أن نزول القوى الثورية للشارع مستقبلا سيكون بمعزل عن التحالف مع الاخوان المسلمين تحت أي ظرف. وقال نوار إن الحركة وقفت أمام دار القضاء العالي احتجاحا على قرار الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دون أن يكون ذلك التحرك تأييدا لموقف الإخوان، و أشار نوار إلى تخوفات من الانقلاب على ثورة يناير ومن أداء الحكومة الحالية وبالأخص حركة المحافظين والتي ضمت عددا كبيرا من ضباط القوات المسلحة والتضييق على الحركة العمالية وتجاهل مطالب العمال. وأضاف نوار، أن الحركة تدين العنف الذي يمارسه عناصر تنظيم الإخوان في مواجهة منشآت الدولة، مؤكدا على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بعد محاكمة كل من تسبب في القتل و الإرهاب. في السياق ذاته، قال هيثم الخطيب، منسق اتحاد شباب الثورة، إن محاولات الإخوان جر أسماء القوى الثورية في صفوفها هي محاولات مفضوحة لكسب تعاطف الشارع المصري الذي نزل في 30 يونيو بالملايين للمطالبة بتحقيق مطالب ثورة يناير، وأضاف الخطيب أن مصر تمر بمرحلة أشبه بما بعد 11 فبراير 2011، مشيرا إلى أنه طالب المجلس العسكري السابق بمد المرحلة الانتقالية من ستة أشهر إلى عام، واستنكر الخطيب إغفال الحكومة ملفات هامة كملف الشباب وتفعيل دورهم في مؤسسات الدولة، وانتقد الخطيب الوزراء المحسوبين على جبهه الإنقاذ لعدم اهتمامهم بمطالب المواطن البسيط، و تحدث الخطيب ل"الوطن"، عن مقابلته لوزير المالية أحمد جلال، وعدم إبداء رأيه في تطبيق قانون الضريبة التصاعدية وهو ما يلمح إلى تباطؤ السلطة الحاكمة في اتخاذ أي إجراء يخفف عن المواطنين، فيما أكد الخطيب أن الشعب المصري في حالة جاهزية للخروج للميادين طالما لم تظهر بوادر الانحياز لمطالب الشعب منذ 30 يونيو حتى الآن، وطالب الخطيب الفريق أول عبدالفتاح السيسي، باستكمال تحقيق مطالب الشعب المشروعة. فيما أعلن حسن شاهين، المتحدث باسم حركة "تمرد"، أن أي كلام حول تحالف القوى الثورية مع الإخوان هو "خيانة للثورة والشعب المصري"، مضيفا أن الإخوان "انتحروا سياسيا" وهم يحاولون استغلال ما يمكن استغلاله من أوراق الضغط الأخيرة للحصول على دعم سياسي من القوى السياسية الأخرى عن طريق استغلال بعض الإجراءات السيئة التي تنتهجها الحكومة الحالية. وقال نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، ل"الوطن"، إن قرار المحكمة إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك جاء في توقيت سيئ ويضر بثورة 30 يونيو، وإن تنظيم الإخوان يسعي لاستغلال القرار في حشد يشمل تيارات أخرى غير أنصار النظام لكسب أرضية جديدة. وأشار نعيم إلى أن مبارك تم تقديمه إلى المحاكمة بأدلة واهية وتم العبث بالأدلة الحقيقية أثناء فترة حكم المجلس العسكري، ملمحا إلى أن القاضي اضطر لمثل هذا القرار، إلا أن ذلك لن يؤثر على تعاطف الشارع المصري مع القوات المسلحة، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، و شدد نعيم على أن التخوفات التي يثيرها البعض من عودة الحكم العسكري ما هي إلا "صناعة أمريكية لشق الجيش المصري"، حيث يرى نعيم أن السيسي يمثل لأمريكا "عبدالناصر جديد"، وأن هتاف "يسقط حكم العسكر" هو هتاف رفعه الإخوان عندما تعارضت مصالحهم مع من تحالفوا معهم قبل وصولهم للسلطة. وأضاف نعيم، أن تحركات الإخوان المسلمين ستنحصر بشكل ملحوظ الفترة المقبلة، خاصة بعد انصراف قطاع عريض من التيار الإسلامي، وعلى رأسهم السلفيون، عن التحالف مع الجماعة. واعتبر نعيم، أن حملة الاعتقالات التي طالت قيادات تنظيم الإخوان حتى الآن تعد غير مؤثرة على مخططات التنظيم الدولي، مشيرا إلى أن عدم قدرة الإخوان على الحشد في الفترة المقبلة سيؤدي إلى استمرار العنف في الشارع المصري بعد رفض الإخوان تقديم أي تنازلات.