ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين، أن التوقعات تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستعد لإصدار بيان رئاسي يؤكد فيه أن أمريكا تعترف ب"القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، وإذا ما صدقت التوقعات فإن ذلك سيشكل انقلابا دراماتيكيا على الموقف الأمريكي التقليدي المعروف من قضية القدس، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية. وأضافت الوزارة في بيان منها اليوم، أنه منذ اللحظة الأولى، أجري الرئيس محمود عباس سلسلة طويلة من الاتصالات مع نظرائه من القادة العرب والمسلمين والدوليين، وأطلعهم على مخاطر هذه الخطوة وانعكاساتها المدمرة على الأوضاع برمتها، مطالبا بتدخل فوري وتحرك سريع قبل فوات الأوان، للحيلولة دون صدور مثل هذا الإعلان الخطير. بدوره، يواصل وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه من الأشقاء والأصدقاء وعلى مستوى العالم، لوضعهم في صورة التداعيات الخطيرة المتوقعة لمثل هذا الإعلان الأميركي، داعيا إلى مواقف حازمة من شأنها أن تقنع الإدارة الأمريكية بالتراجع عن إصدار هذا الإعلان. وفي السياق ذاته، تعقد الجامعة العربية الثلاثاء المقبل، اجتماعا لها على مستوى كبار المندوبين الدائمين، بناء على طلب تقدم به الوزير المالكي باسم دولة فلسطين، على أن يعقبه اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، لتدارس هذا التغيير الخطير في الموقف الأمريكي تجاه القدس. كما طالب وزير الخارجية الفلسطيني، بعقد اجتماعات طارئة ومماثلة لمنظمة التعاون الإسلامي للغاية ذاتها، ويواصل اتصالاته الحثيثة مع عديد الأطراف العربية والإقليمية والدولية بمن فيها أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ووزير خارجية المملكة المغربية الشقيقة، بصفتها رئيسة لجنة القدس، ومع مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وغيرهم من المسؤولين الدوليين. ويواصل الوزير الفلسطيني، التنسيق الدقيق مع وزير الخارجية والمغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بخاصة في سياق دور المملكة والملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات، وكرئيس للقمة العربية. وأكدت الوزارة الفلسطينية، أن خطوة أمريكية من هذا النوع والمضمون ستقضي نهائيا على فرص السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة، بخاصة أنها تفقد أمريكا دورها كراعٍ لعملية السلام، بل وتصبح طرفا في الصراع منحازا لصالح الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني والشرعية الدولية، كما أنها ستؤجج الأوضاع في المنطقة برمتها ببعديها الأمني والديني، وتعكر أجواء المفاوضات وتنشر حالة من فقدان خطير للأمل في السلام والحلول السياسية للصراع. وتابعت "الخارجية الفلسطينية"، أنها ترى أنه في حال صدر هذا الإعلان، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياته ونتائجه.