لم يعد موقف دول الغرب المعادى لما يحدث فى مصر حاليا والمنحاز لجماعة الإخوان يقف عند حد التهديد بقطع المعونات والمساعدات الغربية عن مصر، بل اتخذ منحى جديدا هو التهديد علنا بأن الوضع فى مصر قد يتحول إلى سيناريو جزائرى بامتياز أو سيناريو شبيه بالحرب الأهلية السورية.. فالسيناتور الأمريكى الشهير جون ماكين قال نصا: «نتذكر ما حصل فى الجزائر والقمع الذى أدّى إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وأنا أخشى أن تتجه الأمور فى مصر إلى نموذج الجزائر من جديد»، مطالبا «أوباما» بقطع المساعدات عن مصر، أما المحلل السياسى والكاتب الأمريكى بيتر بينارت فاعتبر أن أمريكا كان يجب أن ترغم الجيش المصرى على السماح للإخوان بالعودة إلى المشهد ولعب دور سياسى وأن مصر قد تسير على خطى سوريا من عنف مسلح فى المستقبل. «سوء فهم متعمد»، هو الوصف الذى أطلقه السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، معتبرا أنه مقارنة خاطئة وتظهر محاولات الغرب لجعل مصر تغرق فى مستنقع صراعات لا أمل فى النجاة منه. ووصف «شاكر» تصريحات جون ماكين ب«الجوفاء»: «جاء جون إلى مصر ورأى مدى تماسك المصريين، فلا يمكن لمصر أن تتحول لجزائر أو سوريا»، داعيا القيادات المصرية إلى ألا تستمع لما يقوله الغرب، وعدم إعطائهم فرصة للتدخل. أما الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، فاعتبر أن الغرب نسى كل الروابط الاستراتيجية التى تجمعه بمصر وركز على شىء واحد هو جماعة الإخوان، على الرغم من أن ما يحدث هو حرب على الإرهاب الذى يمارسه الإخوان فى الشارع. عدم رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى علاقة متوازنة مع مصر هو أيضا أحد أسباب ظهور تلك التصريحات، بحسب «اللاوندى»؛ فأمريكا، التى جعل «السادات» 99% من أوراق اللعب فى يدها، تشعر الآن أن مصر تستعيدها منها وأنها تتولى زمام القيادة بنفسها.