"دق أجراس جميع الكنائس في الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تمام الثانية عشرة من ظهر اليوم"، قرار أصدرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيان رسمي لها، اليوم، تعبيرا منها عن تضامنها مع أسر الشهداء والمصابين في حادث مسجد الروضة بالعريش. وقدمت الكنيسة تعازيها لأسر الشهداء، داعين للمصابين بالشفاء، في مشهد يؤكد الوحدة الوطنية بين طوائف الشعب المصري، في وجه الإرهاب الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي. ولم تقتصر مظاهر تضامن الكنيسة القبطية مع ضحايا العريش عند هذا الحد، بل شارك الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، في حملة دق الأجراس بنفسه، وأعلن أن المطرانية أجّلت "السيامة "رسامة كهنة" التي كانت مقررة اليوم حدادًا على أرواح شهداء الحادث الإرهابي. وتشير أجراس الكنائس إلى دلالات مختلفة، فالمتصل منها يشير إلى موعد الصلوات، ويستخدم كنداء للمصلين، أما الأجراس المتقطعة، كما حدث اليوم في كنائس مصر فتدق في حالة التعبير عن الحزن وفي أوقات الجنازات، وفقا للدكتور جمال أسعد المفكر القبطي، الذي وصف ما حدث في تصريح ل"الوطن" بمثابة رسالة اضحة أن الشعب المصري كله في مواجهة شرسة ضد الإرهاب وليس أصحاب ديانة معينة. لم تكن هذه المرة هي الأولى التي يتضامن فيها أبناء الشعب المصري المسلمين والمسيحيين مع بعضهم البعض بهذه الطريقة، فكانت آخرها في 26 مايو الماضي، عندما أعلنت دار الإفتاء المصرية إلغاء الاحتفال الذي كان مقررًا عقده لاستطلاع شهر رمضان المعظم، والاكتفاء ببيان الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - من مكتبه في دار الإفتاء المصرية، على خلفية الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة تنقل أقباط أثناء سيرها بالطريق الصحراوي الغربي، ما أسفر عن استشهاد 29 شخصا معظمهم من الأطفال وإصابة حوالي 24 آخرين. ومن قبل، في 11 ديسمبر من عام 2016 بالتزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف، ضربت يد الإرهاب الكنيسة البطرسية بالعباسية أثناء إقامة الصلوات، ووقع تفجير إرهابي داخل الكنيسة، راح ضحيته نحو 29 شهيدا و إصابة حوالي 31 آخرين، وعلى خلفية الحادث الإرهابي أعلنت مختلف محافظات الجمهورية، إلغاء احتفالات المولد النبوي حدادا على أرواح الشهداء.