«عبق التاريخ» جملة لا تشعر بها إلا وأنت تسير فى شارع المعز لدين الله الفاطمى.. ذلك الشارع الذى يخلد معالم القاهرة الفاطمية، ويعتبر أكبر المتاحف المفتوحة فى العالم. «دكان الملك الصالح»، الموجود بشارع المعز، حاول صاحبه فتحى حمامة أن يجعل منه متحفاً فريداً، فهو ليس محلاً عادياً يجمع بين أركانه مجموعات من التحف المتعارف عليها، لكن يحتوى على إعلانات قديمة تمثل تحفاً فى حد ذاتها؛ «ستيلا يا غرامى.. أحسن أنواع الويسكى.. بيبسى وكوكاكولا.. إعلانات المبيدات الحشرية.. أرقام السيارات القديمة»، هى البضاعة التى اختارها حمامة ليبيعها فى محله، قائلاً: «إحنا فى شارع المعز تقريبا بنبيع نفس البضاعة، والشاطر هو اللى يختلف». بضاعة حمامة المختلفة كانت سبباً فى شهرته، خاصة لدى السائحين الذين يقبلون على محله دون غيره من المحال المجاورة، إلى جانب شركات الإعلانات، التى تتردد عليه بحثاً عن إعلاناتها القديمة: «طارق نور اشترى من عندى إعلانات قديمة بتاعة شويبس وبونبون سيما». صورة «محمد على باشا» تتوسط واجهة المحل، يجاورها صورة «مصطفى النحاس»، وتحت الصورتان يقف شامخاً تمثال «جمال عبدالناصر»، الذى اشتراه من أحد المزادات: «الله يرحمهم كلهم كانت أيامهم عز، ولحد دلوقتى بيجبولنا فلوس». حمامة، الذى يعتز بلقب عائلته، يقول: «كل وقت وله أدان، وزى ما أنا ثرت على أبويا عشان أغير النشاط من تجارة الحلل النحاس إلى الأنتيكات، هييجى يوم ابنى يثور علىّ». الحلل و«الطشت» النحاس، ذكرى أبيه، لا تزال تحتل جزءاً من المحل، وهى ليست للبيع، كما يقول حمامة: «دى من ريحة الغالى ولو هيدفعوا ملايين عمرى ما هبيعها».