حذر حزب النور، الدولة من محاولة القضاء على الإسلام السياسي كلية، في أشد حملة تقوم بها منذ عشرات السنين. وقال رئيس حزب النور يونس مخيون إن الحزب يشعر الآن باقتراب نار الأزمة منه، مضيفا أن بعض أعضاء الحزب تعرضوا للضرب والمضايقة وسلموا للشرطة في الأيام الأخيرة لمجرد أنهم ملتحون تعبيرا عن التزامهم الديني محذرا من حملة تعسفية تستهدف الإسلاميين قائلا: إن هذا سيدفع البعض للعمل تحت الأرض. وقال مخيون، إن هذا سيكون طريقا خطيرا ويجعل كثيرين يرفضون الوسائل الديمقراطية وربما يلجأون لوسائل أخرى، مشيرا إلى إنه لا يمكن استئصال الإسلام السياسي قائلا: "لا يمكن استئصال التيار الإسلامي وإذا أحد يفكر في إقصاء التيار الإسلامي هذا التفكير يعتبر في منتهى الغباء". وقال رئيس حزب النور: إن على الحكومة أن تطمئن المصريين إلى أن مكتسبات الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 لن تنتزع. مضيفا "نحتاج إلى تطمينات من السلطة القائمة إلى الشعب المصري على أن مكتسبات 25 يناير لا يمكن المساس بها وخاصة في مجال الحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي". وقال مخيون: إن التهديدات التي تتعرض لها الحريات تشمل إحياء جهاز مباحث أمن الدولة من عهد "مبارك" في وقت تحارب فيه الدولة جماعة الإخوان المسلمين التي حكمت البلاد لمدة عام حتى عزل "مرسي"، مضيفا أن بعض أعضاء حزب النور الذين غضبوا وأثارهم الخطاب الديني للإخوان المسلمين انشقوا على الحزب، وهو ما يضيف إلى مؤشرات فقدان الجماعات الإسلامية الراسخة في مصر قبضتها على أعضائها. وحذر مخيون، من العنف والعنف المضاد في وقت صار فيه السلاح متاحا في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي قبل عامين، موضحا أن كميات ضخمة من السلاح دخلت مصر من ليبيا منذ 2011، وأضاف أن الوصول إلى حل وسط أصبح الآن أكثر تعقيدا من أي وقت مضى لكنه المخرج الوحيد من الأزمة. وتابع أنه اذا غرقت مصر فستغرق بكل من فيها. وقال مخيون إن الحزب واجه "ضغوطا رهيبة جدا من القواعد الشبابية" التي أرادت أن تشارك في الاحتجاجات التي نظمها الإخوان المسلمون وكان من الصعب تقييد حركة شباب حزب النور في وقت استخدم فيه حلفاء مرسي، الخطاب الديني لحشد الإسلاميين الشبان مضيفا "كان فيه صعوبة بالغة علينا أن نقنعهم في هذا الجو المشحون العاطفي. طبعا فيه بعض الناس انفلتت وهذا شيء طبيعي". وأضاف رئيس حزب النور، أنه يعتقد أن هؤلاء الشبان سيعودون إلى الحزب حين ينجلي الموقف مشيرا إلى أن الأزمة تعود إلى اللغة العنيفة التي قال إن جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها استعملوها عشية عزل مرسي. وقال مخيون إن الإخوان اتهموا حزبه بالخيانة واتهموا كل من وقف ضدهم بأنه خائن، مضيفا أن هذه لغة صعبة كفيلة بأن تأخذ الشباب إلى طريق العنف بلا شك، وتابع قائلا: إن نشطاء جماعة الإخوان المسلمين الضالعين في العنف يجب أن يحاكموا، لكنه قال إن الاعتقال العشوائي لكل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين خطأ. وقال مخيون إن إحياء جهاز مباحث أمن الدولة الذي تحدث عنها وزير الداخلية من أسباب قلقه الأساسية بجانب إعلان حالة الطواريء وإغلاق بعض قنوات التليفزيون الإسلامية يوم عزل "مرسي" وتعبئة الدولة للبلطجية، مشيرا إلى أن البلطجية يقومون بعمل أكمنة ويقومون بالتعرض للملتحين وأحيانا ضربهم وبعد ذلك يودوهم لأقسام الشرطة وعمل قضايا لهم وتحويلهم إلى النيابة، مضيفا "حاليا هذا الشيء حدث مع عناصر كثيرة من حزب النور". وتابع: الناس تسألنا كل يوم أنتم شايفين أيه؟ هل جهاز مباحث أمن الدولة عاد تاني مضيفا "الناس كلها متخوفة من عودة أمن الدولة مرة أخرى مشير إلى أنه غير مطلع على نيات الحكومة لكن يمكنه القول إن هناك خطوات وعلامات تثير القلق".