تنشر «الوطن» تفاصيل سقوط مرشد جماعة الإخوان، محمد بديع، فى قبضة الأمن فى الساعات الأولى من صباح أمس واستسلامه بهدوء لضباط وأفراد الشرطة الذين دخلوا شقة يقيم بها فى شارع الطيران بمحيط رابعة العدوية يمتلكها النائب الإخوانى السابق حازم فاروق وشقيقته، وطلب من قوات الأمن أن يرتدى جلبابا أبيض ونزل معهم إلى سيارات الشرطة التى تمركزت أسفل العمارة التى يقيم بها وتحمل رقم 84 فى الشارع نفسه واقتادته الأجهزة الأمنية إلى مكان آمن تابع لمديرية أمن القاهرة وصدرت تعليمات من وزير الداخلية بضرورة نقله إلى سجن طرة فورا وهو ما حدث وتم وضعه فى مدرعة تابعة للشرطة وانطلقت وسط حراسة أمنية مشددة إلى سجن طرة ووصل فى الرابعة فجرا وتم إيداعه زنزانة انفرادية فى ملحق مزرعة طرة. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل«الوطن» إن كلمة السر فى القبض على المرشد بهدوء ودون أزمات أو مواجهات هى عملية القبض على النائب الإخوانى حازم فاروق، عضو مجلس الشعب المنحل عن دائرة الساحل، وأوضحت المصادر أن مباحث القاهرة ضبطت حازم فاروق تنفيذا لقرار النيابة العامة منذ 3 أيام، وأكدت التحريات والتحقيقات حوله أنه يمتلك شقتين فى العقار رقم 84 فى شارع الطيران بالقرب من رابعة العدوية، حيث اعتصام جماعة الإخوان، الذى استمر قرابة شهر ونصف الشهر، وشرح المصدر أن مطالعة تليفون حازم أكدت وجود اتصالات كثيرة بينه وبين أرقام خاصة بمرشد الجماعة، فى الوقت الذى أكدت فيه تحريات المباحث أن المرشد يقيم فى شقة يمتلكها حازم فى شارع الطيران. وأكد المصدر أن قوة من مباحث القاهرة توجهت بقيادة مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اللواء جمال عبدالعال، والعميد محمد توفيق، رئيس مباحث شرق القاهرة، والعميد عبدالعزيز خضر، مفتش مباحث شرق القاهرة، و25 ضابطا وشرطيا من ضباط المباحث وداهمت الشقة فى الدور التاسع وألقت القوة الأمنية القبض على المرشد، الذى كان هادئا ولم يتحدث إلى أحد ولكنه قال للضباط: «انتوا هتعملوا فىّ إيه؟».. ورد عليه أحدهم: «إحنا بنفذ القانون والنيابة ستحقق معك فى القضايا المطلوب فيها ضبطك وإحضارك». وأكدت المصادر أنه لم يضبط أى سلاح فى الشقة التى كان بها المرشد وأنه لم تضبط أموال كبيرة أو أوراق نهائيا وأن الرجل نزل ومعه حقيبة صغيرة بها ملابس داخلية ومتعلقات خاصة بهويته ومنها البطاقة الشخصية التى أثبتت أنه مولود عام 1943 فى بنى سويف. ورجحت المصادر أن المرشد كان ينتقل إلى مقر الاعتصام فى رابعة وهو متخفٍ فى سيارة إسعاف أو نقل للموتى ويعود بها إلى الشقة دون أن يكشف هويته أحد، ورجحت أيضاً ارتداءه النقاب فى هذه التنقلات. وكشف أحد الضباط الذين شاركوا مع أفراد القوة فى القبض على «بديع» عن تفاصيل الخطة الأمنية التى وضعتها الأجهزة الأمنية فى القاهرة والتى نجحت فى القبض على مرشد الإخوان. وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة ل«الوطن» أن أجهزة الأمن رصدت اختفاء المرشد داخل شقة خاصة بشقيقة الإخوانى حازم فارق، عضو مجلس الشعب المنحل عن دائرة الساحل، وعندما تأكدت مباحث القاهرة من صحة المعلومات تم تشكيل فريق ضم 8 ضباط و20 شرطيا مسلحين بالأسلحة الآلية، وتحركت القوة فى الساعة الثانية عشرة من صباح أمس الثلاثاء متجهة إلى مكان العقار فى شارع الطيران وعندما وصلت القوة استخدمت عنصر المفاجأة فى مداهمة الشقة وصعدت إلى شقة فى الطابق التاسع. وأضاف الضابط أنه تم اقتحام الشقة وعندما دخلت القوة وجدت خادم المرشد جالسا فى «الريسبشن»، وتبين أنه يدعى سيد عبدالرحيم عبدرب النبى، 28 سنة، مدرس بمدرسة الدعوة الإسلامية ببنى سويف، وبعد انتشار الضباط وأفراد القوة فى الشقة عثروا على المرشد جالسا على سرير غرفة نومه ويرتدى فانلة بيضاء بنصف كم وسروالا أبيض طويلا، وأحاطت به قوات الأمن داخل الغرفة وألقت القبض عليه. وشرح الضابط تفاصيل ما حدث من رد فعل المرشد عندما شاهد قوات الأمن داخل الشقة، مؤكدا أن المرشد نظر إلى الأرض بعدما أحاطت به القوات ثم قال: «هتعملوا فىّ إيه؟»، فرد عليه رئيس المأمورية العميد عبدالعزيز خضر قائلا: «مش هنعمل فيك حاجة خالص، إحنا بنفذ القانون، وموقفك أمام النيابة والقضاء وليس الشرطة». وأضاف الضابط أن المرشد وقف على الأرض بعدما كان جالسا على السرير وطلب من أفراد القوة أن يكمل ارتداء ملابسه، فسمحت له القوة فتحرك إلى دولاب غرفة النوم وأخرج منه الجلابية الخاصة به وارتداها، وتحرك مع القوات حتى وقف أمام باب الشقة ثم طلب منهم أن يدخل إلى غرفة النوم مرة أخرى لأنه نسى متعلقاته الشخصية، فسمحت له القوة وأحاط به أفراد القوة حتى انتهى من جمع ملابسه وحافظة نقوده ثم اقتادته الشرطة هو وخادمه سيد عبدالرحيم إلى سيارات الترحيلات. وأوضح المصدر أن الإخوانى حازم فاروق يمتلك شقة فى الطابق التاسع فى العقار 84 بشارع الطيران وشقيقته تمتلك شقة فى الطابق التاسع وأنها انتقلت للإقامة مع شقيقها فى شقته وخصصت شقتها للمرشد وخادمه عبدالرحيم، وأن أجهزة الأمن رصدت اختباء المرشد داخل شقة أخت حازم فاروق وتم اقتحامها وضبطه، وعندما داهمت القوة الشقة الخاصة بالإخوانى حازم فاروق عثر فيها على والدة حازم فاروق وابنيها. وأشار الضابط إلى أن أجهزة الأمن داهمت شقة حازم فاروق بعد القبض على المرشد للبحث عن باقى قيادات الإخوان المطلوبين، خاصة «البلتاجى والعريان وصفوت حجازى»، لكن القوة لم تجد سوى 3 سيدات داخل الشقة، فقامت القوات باقتياد المرشد إلى قطاع شرق القاهرة وتحرر محضر بتفاصيل القبض عليه وتم نقله إلى سجن ملحق طرة تنفيذا لقرار النيابة بضبطه وإحضاره الصادر من عدة نيابات بتهم التحريض على العنف والقتل وتعذيب المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسى فى سلخانة رابعة، فضلا عن قرار إحالته للجنايات بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين السلميين أمام الإرشاد. وكشف الضابط عن أن المرشد رفض الرد على أى سؤال من المباحث واكتفى بالصمت، وبسؤال خادمه سيد عبدالرحيم اعترف بوجود 38 إخوانيا داخل إحدى المدارس فى منطقة بنى سويف فتمت مداهمة المدرسة المشار إليها وعثر فيها على المتهمين وبحوزتهم بندقية آلية، و3 فرد خرطوش وكميات من الذخيرة، وزجاجات المولوتوف، و3 أجهزة لاسلكية خاصة بالأجهزة الشرطية، وكميات من المتعلقات الخاصة بإدارة الحماية المدنية ببنى سويف والتى سبق اقتحامها وسرقة محتوياتها وإحراقها. وأفادت التحريات التى أشرف عليها اللواء أسامة الصغير، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، واللواء جمال عبدالعال، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن أجهزة الأمن ألقت القبض 56 عنصرا من القيادات الإدارية والمكاتب التنظيمية للجماعة بالتنسيق مع الأمن العام فى العديد من المحافظات.