سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة» والدة الشهيد: «إسماعيل قال لى قبل ما يسافر: أنا مش متفائل بالسفرية دى ومش عارف هيحصل لنا إيه»
وسط الأهل والأقارب مع السيدات المتشحات بالسواد جلست والدة الشهيد إسماعيل محمد الطنطى فى الدور الأرضى فى بيتهم الكائن بقرية سبك الأحد بمركز أشمون محافظة المنوفية، تتلقى التعازى فى ولدها الشاب إسماعيل أحمد محمد الطنطى الذى قتله الإرهابيون فى شمال سيناء بدم بارد، بكاؤها على فقيدها مستمر منذ معرفتها بالخبر ليلة الاثنين، يسود الهدوء المكان لمدة دقائق قليلة، ثم تتذكر السيدة نجلها وتقول بنبرة حزينة: «حبيب عينى كان قلبه حاسس باللى هيحصله، قال: أنا مش متفائل بالسفرية دى يا ماما ومش عارف هيحصلنا إيه هناك، قلت له ما تقلقش إن شاء الله هتجيب شهادة نهاية الخدمة وتيجى على طول لكنه جاب شهادة وفاته ونهاية خدمته من الحياة. تتابع: «صحى يوم الحد الساعة 7 الصبح، وقال عاوز أفطر قبل ما أسافر جبت له قرصتين، أكلهم مع كوباية نعناع، خلص واتوكل على الله، فضلت ادعيله أن ربنا يرجعه بالسلامة، وأبوه راح ركبه من على الطريق عشان يركب هو ومعوض زميله بتاع عزبة شماعة، الاتنين كانوا بيحبوا بعض أوى والاتنين ماتوا مع بعض». تانى يوم الصبح، رحت المدرسة اللى أنا موظفة فيها على الساعة 9 ونص، لقيت زمايلى بيتكلموا على العساكر اللى اتقتلوا فى رفح، سألتهم بلهفة كبيرة: كانوا رايحين المعسكر، ولا جايين منه قالوا كانوا لسه رايحين، قلت يالهوى ابنى فيهم، لسه ماشى إمبارح، ورجعت البيت وأنا زى المجنونة ودماغى هتشت، كلمت أبوه وإخواته وبقينا تايهين، لحد ما سافروا الضهر على قاعدة ألماظة فى مصر عشان يشوفوه ضمن اللى ماتوا ولا لأ». تصمت السيدة قليلاً قبل أن تضيف: «فضلت لحد المغرب مستنية أى حد يقولى حاجة أو يطمنى عليه مفيش فايدة، إخواته فى مصر لقيوا اسمه ضمن كشف الشهدا، لكن كان فيه غلطة فى اسم أبوه، فضلوا مستنيين هناك لحد ما الجثث وصلت الساعة 7 ونص بالليل، قالوا عاوزين نتأكد من ابننا وشافوه واخد طلقة فى دماغه من هنا، وتشير إلى خلفية الرأس، وخرجت من هنا، وتشير السيدة إلى الوجه». هنالك تدخل الأم المكلومة فى نوبة بكاء شديدة وتتوقف تماماً عن الحديث، لكن نجلها إبراهيم تحدث مندفعاً: «أنا عاوز أعرف السيسى مش عاوز يجيب حقهم ليه، عاوز يخلصنا بقى من الإخوان دول، مستنيين لحد إمتى دول بيشوهوا الإسلام، إحنا بقى سيبنا إيه للأغراب اللى بره، دا مش إسلام، إسماعيل أخويا كان بيقول لى إن المعسكر بتاعهم فى رفح، بينضرب كل يوم، وكانت القذائف بتنفضهم من على السرير، مكنش بيعرف ينام خالص هناك، عشان كدا لما كان بيسافر كل مرة قبل كدا، بكون عارف أنه مش راجع». يتجاذب منها أطراف الحديث زوجها أحمد محمد الطنطى والد الشهيد إسماعيل، قائلاً: «أقسم بالله العظيم لو أعرف اللى قتله لأشرب من دمه حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كده فى ابنى، ثم يتابع: يوم الأحد الصبح رجعت من شغلى فى شركة الميه، لقيته لسه ما سافرش، رحت ركبته عشان يقابل صاحبه معوض ويسافروا مع بعض وأنا بركبه قال لى ادعيلى يابا، قلت له ربنا يصلحلك الحال ويرجعك بالسلامة يا ابنى». يتابع الوالد باكياً: «إسماعيل كان بيجهز شقته عشان يتجوز وصاحبه معوض بتاع عزبة «شماعه» اللى جنب «سنتريس» دا نجار هو اللى مركب له الشبابيك» بنطالب الفريق السيسى أنه يجيب حق أولادنا اللى ماتوا وهما بيخدموا بلدهم ويخلص على الإرهابيين دول». شقيق إسماعيل الأكبر، محمد، يقول: «لى 3 أشقاء ذكور غير إسماعيل وبنت وحيدة، كلنا عارفين أن فى شمال سينا قتل وضرب كل يوم وكنا بنكون قلقانين على إسماعيل، بس مش بالمنظر دا يكتفوه ويضربوه، أخويا كان رايح المرة دى وهو بيرقص، عشان رايح يجيب الشهادة رغم أنه كان قلقان شوية بسبب سخونة الأوضاع هناك، ربنا ينتقم من اللى قتله». الأخبار المتعلقة: والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت» والدة الشهيد «ممدوح»: «حسبنا الله ونعم الوكيل» أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة» القليوبية ودعت شهيديها بهتاف «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله» والدة «المجند الضاحك»: «عمرو» كان ابن موت.. وأنا فخورة بيه والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول» «النص».. أصغر شهداء مذبحة رفح أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج» «دولا يا سينا أهالى الشهدا»