أعرب عدد من ممثلي الأحزاب السياسية بمحافظة الفيوم عن استيائهم من استغلال قيادات بحزب الحرية والعدالة بالمحافظة للمساجد من أجل الدعاية السياسية وحث المواطنين على مساندة الرئيس والدعاية لحزبهم عبر "ميكروفونات" المساجد وقيام أئمة بالعمل على ذلك. جاءت اعتراضات ممثلون لأحزاب سياسية بالفيوم على خلفية قيام إمام مسجد المعلمين بمدينة الفيوم بدعوة المصلين خلال صلاة الجمعة أمس لحضور مؤتمر بعد صلاة العصر اليوم لمقابلة قيادات محلية لحزب الحرية والعدالة لتقديم طلباتهم ومشاكلهم إليهم حتى يقوموا بدورهم برفعها إلى محافظ الفيوم لحلها. وكان إمام المسجد قد أعلن عن عقد مؤتمر عقب صلاة المغرب بمسجد المعلمين لجمع مشاكل المواطنين وتقديمها للمحافظ من خلال حزب الحرية والعدالة، مشيرا في خطبته إلى أن الرئيس محمد مرسي طالب المحافظين بالعمل على تنفيذ برنامجه ال100 يوم للبقاء في مواقعهم. واتهم أحمد عبد الله عزيز، وكيل حزب الأحرار بالفيوم، إمام المسجد باستغلاله في الدعاية لحزب "الحرية والعدالة" ومهاجمة المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة الذي اتهم "مرسي" بالخيانة العظمى على خلفية قرار عودة مجلس الشعب، وتعرض إمام المسجد إلى انتقاد المستشارة تهاني الجبالي عضوة المحكمة الدستورية باعتبارها طالبت المجلس العسكري بالانقلاب على "مرسي" بسبب قراره بعودة البرلمان مخالفا حكم الدستورية. وانتقد وكيل حزب الأحرار بالفيوم استغلال المساجد في أمور حزبية وسياسية، وقال: "إن هذا الأمر يرسخ فكرة الدولة الدينية ويتنافى مع قيم الدولة المدنية، وإن هذا الأمر كان يجب أن يتم من خلال مقار حزب "الحرية والعدالة" وليست المساجد، معربا عن استيائه لما تفعله جماعة الإخوان المسلمين وما يسمى بتيار الإسلام السياسي -حسب قوله- من استغلال المساجد وقيام أئمتها بالتحدث فى أمور سياسية من أجل تسييد مواقف معينة لصالح هذا التيار ومهاجمة التيارات الأخرى وتوجيه السباب والاتهامات لكل من عارض معهم. ووصف ذلك بأنه يتنافى مع دور أماكن العبادة والتي يجب أن تدعو إلى نبذ الفرقة والتأليف بين أبناء الوطن وطالب وزارة الأوقاف بأن تتصدى لهذه الظاهرة بكل قوة وحزم حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من إحداث مصادمات بين أبناء الشعب الواحد. واعتبر الدكتور وليد نصر، أمين مساعد حزب المصري الديمقراطي بمحافظة الفيوم، هذا التصرف تجاوزا مرفوضا وتعديا على حرمة المساجد، وضياع قدسيتها بإقحامها في المنافسات السياسية من خلال الدعاية لفصيل سياسي معين ضد الآخر، وطالب بتشديد وزارة الأوقاف المصرية الرقابة على جميع المساجد في هذا الأمر لعدم الزج بها في المنافسات السياسية. من جانبه، قال الشيخ أبو بكر عبد الهادي، مدير عام الأوقاف بمحافظة الفيوم، إنه بكل أسف لم يصبح هناك ضابط ولا رابط على مثل هذه التصرفات في المساجد بسبب الفوضى في كل شيء، رغم أننا نبهنا على جميع الأئمة في المساجد بعدم التدخل في الدعاية الحزبية أو السياسية، ولكن من يخالف عليه أن يتحمل مخالفته وهي تعبر عنه، وهذا ما أكد عليه وزير الأوقاف بعدم تدخل المساجد في الدعاية السياسية أو الحزبية. وأضاف مدير عام الأوقاف بالفيوم: "نرحب بأي شيء يخفف الأعباء عن المواطن، لكننا لسنا طرفا في المعادلة، فنحن نحث على القضايا العامة مثل النظافة واحترام حرم الطريق ولا يجب أن يتدخل الأئمة في المساجد في الأمور السياسية.