سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مانيكان".. يطرح مشكلة العزلة والكبت الجنسي عند المغتربين.. ويقابل بالهجوم وينجح مخرج الفيلم: الجمهور يتهم الأفلام بالجرأة ويهاجمها رغم أنها تجسيد للواقع
يجلس منعزلًا عن العالم.. وحيدًا في شقته، لا يكسر عزلته سواها، يتحدث لها ويتغزل بها عن جمالها الفاتن، وعن جسدها الرائع الذي تفنن في اختياره ليكون بهذه الصورة، ينفعل في حديثه معها بسبب عدم الاستجابة له، وعندما يشعر بضيقها يحاول أن يصالحها ويرقص معها على أنغام أغنية فرنسية، ويبدأ في تقبيلها والتقرب منها وتحسس معالم جسدها، ولا يصدر منها أية ردة فعل ببساطة لأنها "مانيكان". يناقش الفيلم القصير "مانيكان" الذي عرض مؤخرًا في مهرجان يوسف شاهين للسينما المستقلة، مشكلة الاغتراب والعزلة والاضطرابات النفسية التي تنتج عنها، فيعيش هؤلاء المغتربون في عالم افتراضي لإخراج مشاعرهم المكبوتة والتمتع بلحظات سعادة مؤقتة. يقول مراد مصطفى مخرج فيلم "مانيكان"، ل"الوطن"، إنه واجه صعوبات في التحضير للفيلم نظرًا لأن عالم الأفلام القصيرة لا يجد اهتمامًا ودعمًا في مصر، ومعظم الأفلام القصيرة تخرج للنور من الإنتاج الذاتي والمجهودات الفردية، وعلى الرغم من ذلك فقد لقي الفيلم استحسان المشاهدين والمبدعين أثناء عرضه في الدورة الرابعة من مهرجان يوسف شاهين، والمركز الثقافي المصري في باريس، كما انتشر على موقع "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف مراد أن الفيلم واجه هجومًا بسبب جرأة فكرته، فتناول الجنس في السينما بمصر يرفضه المجتمع ويقابله بالحلال والحرام و ينظر له بشكل فني، كما أن الفيلم خرج للنور في ظل حكم الإخوان ومشاكلهم مع الفن بصفة عامة ما حال إذا كان فيلمًا يطرح فكرة الكبت الجنسي، وقد رفض الفيلم من بعض مهرجانات التي لم تقبل بعض المشاهد والإيحاءات اللفظية بالفيلم. ويوضح مراد أن الجمهور دائمًا يصدم بالفيلم عندما يقدم له الواقع ويهاجمه بحجة "الجرأة"، بينما هو في الحقيقة ليس إلا تجسيد للواقع وليس جرأة فالسينما أداة التعبير عن الواقع وتقديمه في قالب فني. فيلم "مانيكان" مدته حوالي 10 دقائق، من قصة الكاتب الشاب عبدالله خالد، وبطولة الفنان عمر مدبولي، ومونتاج كريم سعد ومحمد عاطف، ومن تصوير أحمد خليل، وقام بتأليفه وإخراجه مراد مصطفى في أول تجربة له في السينما المستقلة.