شهداء ومصابون جدد راحوا ضحايا للإرهاب من جديد، وكانت منطقة الواحات مسرحا لأحداث دموية جديدة تشهدها مصر، حركتها قوى خفية، حيث تم استهداف مأمورية أمنية، أمس، يمكن تلخيص أهم ما جرى فيها في النقاط الآتية. المعلومات المتاحة من خبراء الأمن -وصل لقوات الأمن، معلومات عن تواجد خلية إرهابية (لا يوجد رقم محدد لعناصر الخلية)، موجودة عند الكيلو 135، قادمة من ليبيا. -الأجهزة الأمنية، أجرت عملية استطلاع في اليومين السابقين للعملية، من خلال أحد المرشدين، الذين تم القبض عليهم من فترة، ويعمل مع هذه العناصر الإرهابية. -خط السير: القوات سارت لمسافة 135 كيلو، على طريق الواحات، ثم تحركت لمسافة 35 كيلو داخل الجبل، حتى وصلت لمنطقة وادي حيتان، على حدود الفيوم.. هذه المنطقة منخفضة جدًا، والعناصر الإرهابية، كانت متواجدة أعلى الجبل واستهدفت القوات بقذائف الآر بي جي والهاون. - ما حدث لم يكن هجوما إرهابيًا.. كان مباغتة من رجال الشرطة البواسل، لاستهدف العناصر الإرهابية. - العناصر الإرهابية، التي شاركت في العملية، قادمة من ليبيا ومعها بعض العناصر من محافظة القليوبية. - قوات الأمن في 2013، قامت بتصفية واحدة من أهم المجموعات النوعية لأنصار بيت المقدس في القليوبية، وهي (خلية عرب شركس). .... خريطة الإرهاب في مصر: هناك 3 مجموعات إرهابية أساسية تنفذ عمليات في مصر: المجموعة الأولى- حركة حسم (الإخوانية) -حركة حسم ظهرت للمرة الأولى، في 2016، ببيان عن استهداف مسؤول أمني في مركز طامية في الفيوم. -الحركة وفقا لسجل عملياتها، لا يمكن أن تنفذ عملية من هذا النوع. -عناصرها وما تملكه من سلاح يؤكد أن الحركة ضعيفة مقارنة بالمجموعات الأخرى، والبيان الذي صدر عنها، يتبنى مسؤوليتها عن العملية (مفبرك). -هذه الحركة يتدرب عناصرها في واحات أكتوبر، وأجهزة الأمن تتبعت عناصر هذه الحركة في وقت سابق وتعاملت معهم، وفقا لبيان أمني. -مستبعد جدًا أن تكون هذه الحركة هي المسؤولة عن عملية الواحات. ... المجموعة الثانية- المرابطون (مجموعة هشام عشماوي) -لمن لا يعرف هشام عشماوي، هو ضابط صاعقة سابق، جرى فصله من القوات المسلحة (2004)، بسبب أفكاره المتطرفة. -في 2013، تنظيم أنصار بيت المقدس، كان يسعى للانتشار خارج حدود سيناء، واستقر التنظيم على التوسع من خلال خلايا سماها (خلايا الوادي.. هناك قضية تحمل نفس الاسم). -في هذا التوقيت، كان هشام عشماوي، يشكل خلية له في الدقهلية، فتلاقت المصالح، (هذه الخلية فجرت مديرية أمن الدقهلية، وتبنتها أنصار بيت المقدس)، وكذلك محاولة اغتيال اللواء محمد إبرهيم، وزير الداخلية السابق. -في 2014، انتقل "عشماوي" لتنفيذ عملية الفرافرة الأولى، و"أنصار بيت المقدس" بث فيديو وقتها سماه (صولة الأنصار). -في سبتمبر، نفذت نفس المجموعة عملية في نفس المكان، و"أنصار بيت المقدس" أصدر برومو تشويقي وسماه (صولة الأنصار 2). -كان أنصار بيت المقدس، في ذلك الوقت، على وشك إعلان الولاء رسميا لداعش، في حين كان هشام عشماوي يرفض ذلك، فانفصل هشام عشماوي ومن معه، ولم يذع "أنصار بيت المقدس" الصور والفيديوهات، التي نوه عنها لأنها كانت بحوزة "عشماوي"، وبعده بث التنظيم من غير "لوجو" الأنصار عن طريق حسابات موالية للقاعدة. -انتقل بعدها "عشماوي" إلى ليبيا، وبالتحديد لمنطقة "درنة"، وأصدر تنظيم "داعش" في ليبيا بيانا يطالب فيه بقتل "عشماوي". -لكي يثبت تنظيم "داعش" أن له أنيابا في الواحات، خطف مهندس كرواتي من واحات أكتوبر وذبحه، وحاول تنفيذ عمليات أخرى. -آخر عملية أعلنت عنها "المرابطون" في مصر، كانت في 2014. ملحوظة: مجموعة هشام عشماوي لم تظهر إلا في منطقة الفرافرة، كون "عشماوي" عمل في هذه المنطقة، خلال فترة خدمته في القوات المسلحة، ولما استقدمت القوات المسلحة أجهزة حديثة لمراقبة الحدود لم تنجح عناصر عشماوي في تنفيذ أي عملية.
** احتمالية أن تكون مجموعة عشماوي المسؤولة عن العملية، "صعبة"، لكنها من بين الاحتمالات الممكنة. ... المجموعة الثالثة- جند الخلافة -جند الخلافة، جماعة يتزعمها الإرهابي عمرو سعد، ومعه مهاب مصطفى وآخرون، وهي المسؤولة عن تفجير الكنيسة البطرسية، واستهداف حافلة للأقباط في المنيا وكنيسة مارمرقس الإسكندرية وكمين النقب بالوادي الجديد. -هذه المجموعة تنتشر في الواحات وتربطها علاقات وثيقة الصلة بداعش ليبيا (جغبوب). ** هذه المجموعة في الغالب، كانت تنتظر القادمين من ليبيا.. إذن هذه العناصر، التي اشتبكت معها قوات الأمن، كانت قادمة لتكون جزءًا من تنظيم "جند الخلافة"، وفقا للمعطيات المتاحة. ... الملخص: العالم كله في الفترة المقبلة، سيشهد عمليات إرهابية مشابهة، وبصورة أكبر الدول التي تربطها حدود مع مناطق شهدت تواجد للعناصر الإرهابية، بسبب "العائدين".