داخل العربة المخصصة للسيدات قد تتعرض المرأة لأعنف الانتهاكات، رغم أن جهاز المترو خصص العربات للحفاظ على حرية وكرامة المرأة، لكنه أصبح فى نظرهن «أكتر مكان فى مصر مليان انتهاكات لكل حاجة تحمل تاء التأنيث». «غدير أحمد»، أدمن صفحة انتهاكات مترو الأنفاق، فكرت فى إنشائها بعد تعرضها للعديد من الإهانات عندما حاولت التصدى للباعة الجائلين داخل عربة السيدات، وعندما وجدت مجموعة من الرجال احتلوا أماكن السيدات داخل العربة المخصصة لهن، عندما تحاول إنزالهم من العربة يستفزونها: «اشمعنا إنتوا بتركبوا عربيتنا؟». مواقف كثيرة تحكيها غدير داخل عربة السيدات: «ركبت عربة السيدات وجدت 5 رجال، حاولت أنزلهم رفضوا طلعت الموبايل وصورت واحد فيهم فهددنى بالضرب، ونزل فى نفس المحطة اللى نزلت فيها واتخانق معايا أنا وابن عمتى اللى كان معايا وراكب عربية الرجالة»، تدخل الركاب بالنصح لابن عمتى: «يا بنى ما تتخانقش إنت معاك واحدة ست» ولم ينتبه أحدهم لما فعله الراكب، وإذا بشيخ مار بالصدفة فى المحطة استوقفوه ليحكم بينهم، فترك كل شىء، وركز فى ابن عمتى ونصحه: «خليها تتحجب يا بنى عشان ما حدش يضايقها». لا تجد غدير معنى للافتة «مخصص للسيدات» بعد أن انتهكها الكل: «العربة لم تصلح للجلوس بعيدا عن أعين الرجال، مفيش أم تقدر ترضع ابنها، ولا واحدة تقعد براحتها إلا ويدخل بائع يصمم على المرور رغم الزحام فى العربة فيتحرش بالقول، من خلال الترويج لبضاعته بطريقة جنسية، أو بالفعل، من خلال احتكاكه بالنساء داخل العربة، واجهت غدير كل هذا، وقررت أن توقف ما يحدث لها ولكل البنات اللاتى اخترن المترو وعرباته لتكون وسيلتهن الآمنة فى رحلتهن اليومية من البيت إلى العمل: «قررت أعمل الصفحة دى وأنشرها عشان تكون رصد لكل وقائع الانتهاك اللى بتحصل فى المترو كل اللى يلاقى موقف يصوره ويشيره على الصفحة». استجابة واسعة وجدتها غدير على الصفحة: «ناس كتير تركوا أرقامهم علشان يتعاونوا معانا فى أى موقف نعمله، لم تقتصر المشاركة على الفتيات فحسب، بل كان الرجال أكثر، تقول غدير: «الحمد لله تشجيع الرجال لنا أثبت إن لسه فيه نخوة فى مصر».