سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ليلة» بلا هجمات فى سيناء: الجيش يسيطر.. و هروب جهاديين لغزة السلفية الجهادية تتوعد الجيش: لن نسكت.. والأمن يطارد سيارة مسلحة بالعريش.. والقبض على 5 جهاديين
ساد الهدوء شبه جزيرة سيناء، أمس الأول، ومر يوم الأحد بدون وقوع أى هجمات مسلحة، لأول مرة منذ بدء العمليات الإرهابية بعد سقوط المعزول محمد مرسى، وطاردت قوات الأمن سيارة تحمل أسلحة فى العريش دون حدوث اشتباكات، فيما توعدت السلفية الجهادية بالرد على قوات الجيش بعد الغارات التى شنتها الطائرات المصرية السبت الماضى على بؤر الإرهابيين فى قرية التومة التابعة لمدينة الشيخ زويد. وقال شهود عيان وأهالى من منطقة التومة شاركوا فى نقل الضحايا إن الغارات أسفرت عن مقتل 15 جهادياً وإصابة 15 آخرين على الأقل، مشيرين إلى أنه تم تشييع ودفن القتلى صباح أمس الأول فى جنازة محدودة ووسط سرية تامة، وتكتم تام من الجماعات الجهادية التى منعت التصوير. وقال مصدر مقرب من الجماعات الجهادية فى سيناء إن الغارة نفذت أثناء اجتماع لأهم قيادات الجهاديين فى سيناء لمناقشة الثأر لقتلى القصف الصاروخى لمنصة الصواريخ بالعجراء، مضيفاً أن طائرات الأباتشى رصدت وجود الجهاديين ب«العريشة» التى تم استهدافها قبل الغارة بيوم كامل. وأوضح أن رموز وقيادات الجماعات الجهادية تجمعت بقرية التومة ليلة الجمعة للإعداد لجنازة ضحايا قصف «العجراء» الأربعة، وقال إنهم باتوا ليلتهم فى مسجد صغير أنشأه الجهاديون فى المنطقة، وكانت طائرات الأباتشى تحلق بشكل لافت للنظر فوق «العريشة» التى اجتمعوا فيها. وأضاف أن القيادات الجهادية الذين وصل عددهم إلى 30 قيادياً عادوا لقرية التومة بعد مشاركتهم فى تشييع جنازة الجهاديين الأربعة التى انطلقت من قرية المقاطعة وجابت مدينتى رفح والشيخ زويد، لبحث كيفية الثأر لضحايا القصف. وقال: ما إن أتت الساعة الثامنة والنصف مساء، حتى بدأت الطائرة فى التحليق فوق المكان بشكل منخفض، فأخرج عدد منهم صاروخاً وأطلقه باتجاه الطائرة لكى يستطيعوا الهروب، ولكن الصاروخ أخطأ الهدف، فقامت الطائرة على الفور بقصف المكان بصاروخ دمر المكان فى أقل من 7 ثوان. وأضاف أن الطائرة عادت وقصفت المكان بصاروخ آخر، ما أدى لتخوف الجهاديين من دخول «العريشة» لنقل المصابين الذين تركوا ينزفون لأكثر من ساعتين. وتابع أن الطائرة رصدت تحركات لمسلحين داخل سيارات فى مكان جنوب التومة وهو قرية الزوارعة، فقامت بقصفها، كما قصفت سيارة دفع رباعى بجوار المقاطعة ودراجة نارية، وهدفاً متحركاً جنوب الخروبة وآخر بين الغرة والتومة، لتستمر الطائرة حتى الصباح بتحجيم حركات الجماعات الجهادية فى المنطقة حتى الفجر، ليتمكن بعدها المسلحون من نقل المصابين إلى مكان مجهول لعلاجهم. فى المقابل، قال مصدر سيادى إن العملية التى قامت بها القوات المسلحة مؤخراً، حققت نجاحاً كبيراً، حيث تم ضبط 5 إرهابيين أخطرهم عنصر ينتمى لجماعة «أنصار بيت المقدس» مصرى الجنسية، وكان يتبع جماعة التوحيد والجهاد، وعثر معه على «كارت ميمورى» مسجل عليه فيديو يتضمن تدريبات الجماعات الجهادية بمنطقة تتوسط جبل الحلال، وتدريبات رياضية لتلك الجماعات، وهم يرتدون ترنجات سوداء عليها شعار: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، كما عثر معه على كشكول مكتوب فيه أسماء بعض الجهاديين وخرائط مرسومة لقناة السويس ومعسكر الأمن المركزى بالأحراش ومديرية أمن شمال سيناء. وأكد المصدر أن المتهم خضع للتحقيق لمدة ساعتين من قبل المخابرات الحربية بشمال سيناء قبل ترحيله للقاهرة لاستكمال التحقيقات فى إحدى الجهات السيادية. إلى جانب ذلك، تحدث شهود عيان من أهالى رفح عن هروب العشرات من العناصر الجهادية مساء أمس الأول إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وعلى الصعيد الميدانى، شهدت مدينتا الشيخ زويد ورفح اختفاءً تاماً للمسلحين من الشوارع، وعاشتا ليلة هادئة لم يسمع فيها صوت طلقة واحدة، مع تحليق مرتفع لطائرة الأباتشى. وفى العريش، رصدت الأجهزة الأمنية سيارة محملة بالأسلحة أثناء وجودها بمنطقة المساعيد، وطاردتها قوات الشرطة، لكنّ مستقليها نجحوا فى الفرار، وأعقب ذلك حالة استنفار أمنى بالمنطقة، وإطلاق نيران تحذيرية بكافة بالشوارع المحيطة بها. وعززت قوات الجيش والشرطة انتشارها، وشددت الإجراءات الأمنية على كافة المحاور الارتكازية والأكمنة الثابتة والمتحركة فى المدن والقرى، وعلى مداخل ومخارج سيناء. ودفعت قوات الجيش والشرطة بتعزيزات لتأمين مبنى محافظة شمال سيناء ومديريات الأمن والمحكمة والسجن المركزى والمرور وجميع أقسام الشرطة والمقار الأمنية التى تقع فى حى الضاحية شرق العريش، حيث تقع فيها غالبية الأجهزة الأمنية والاستخبارية ونادى ضباط الجيش والذى اُستهدف بصاروخ جراد ليلة السبت. وقال مصدر أمنى إن هذه الإجراءات تأتى للتصدى لأى عمليات أو ردود فعل انتقامية من الجماعات المسلحة على المقار الأمنية والجيش والشرطة، وسيّرت قوات الأمن دوريات أمنية جابت شوارع ومدن سيناء لمطالبة الأهالى بتوخى الحذر وإزالة زجاج السيارات القاتم «الفامية»، حتى لا تتعرض لإطلاق الرصاص. ومن جانبها، واصلت جماعة السلفية الجهادية بسيناء، تحريضها على الجيش وقالت فى بيان موجه للجيش: «فى سيناء كانت حملاتهم العسكرية بتنسيق كامل وتعاون مشترك مع اليهود وهدفها الوحيد هو حماية حدود اليهود المزعومة والقضاء على أى خطر يهدد أمن اليهود من الجانب المصرى، ثم ما تلا ذلك من انتهاكات وجرائم ممنهجة ضد أهالى سيناء، ثم تم الأمر بالسماح للطيران الصهيونى بدون طيار باستباحة سماء مصر كما بينا فى بياننا السابق، فما كان من المتحدث الرسمى باسم الجيش إلا الكذب الصراح المعتاد عليه ونفى دخول الطيران الصهيونى للأجواء المصرية رغم مشاهدة المئات من أهالى سيناء لتلك الطائرات». وحذرت الجماعة فى بيانها أنها لن تقف مكتوفة الأيدى، ضد انتهاكات الجيش، حسب البيان. ومن ناحية أخرى، دعت حركة أطباء بلا حقوق، إلى تنظيم وقفة أمام نقابة الأطباء، ، للمطالبة بالإفراج عن الطبيبين محمد حسيب وأحمد علام، والمتهمين بالمشاركة والتستر على هجوم مسلح على وحدة عسكرية مجاورة لمستشفى الحميات والصدر بمدينة العريش، وتم تحويلهما للنيابة العسكرية.