قالت نقابة الصحفيين إنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الاعتداءات التى تعرّض لها الزميل الصحفى محمد ممتاز بجريدة «فيتو» والزميلة الصحفية آية حسن بجريدة «اليوم السابع»، من تعذيب وخطف، أثناء تغطية مسيرة لأنصار محمد مرسى، الرئيس المعزول، من أمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين إلى ميدان النهضة أمس الأول (الجمعة). وقالت آية حسن إن أنصار المعزول احتجزوها بمجرد محاولتها القيام بعملها وتصوير اعتدائهم على أحد الأشخاص بالقرب من إحدى محطات البنزين، مشيرة إلى أنهم أخذوا منها الكاميرا ومنعوها من الاتصال بهاتفها أو الرد عليه، وسلّموها إلى السيدات الموجودات بالمسيرة لاحتجازها لحين وصولها إلى مقر اعتصام النهضة. وأضافت ل«الوطن» أنها بمجرد وصولها إلى الميدان جرى احتجازها داخل إحدى الخيام وتهديدها وصفعها على وجهها مرتين من قِبل رجال وسيدات وركلها بالأقدام، مما أدى إلى إصابتها بنزيف فى أنفها، لافتة إلى أنهم رفضوا فى البداية تصديقها بأنها صحفية، وطالبوها بالاعتراف بأنها تتبع وزارة الداخلية أو جهاز أمن الدولة وجهاز المخابرات العامة، وجاءت للتجسس عليهم. وأوضحت أنهم عصبوا عينيها لمنعها من تحديد المكان الذى احتُجزت فيه، مضيفة: أحد الموجودين هددنى ب«جهاد النكاح» لإجبارى على الاعتراف بأننى أنتمى إلى الأمن، وظلوا يستجوبوننى كأننى فى تحقيق رسمى لمدة 4 ساعات كاملة قبل أن يطلقوا سراحى فى السابعة مساءً. فى سياق متصل، قال محمد ممتاز الصحفى ب«فيتو»، إن أنصار المعزول اعتدوا عليه واحتجزوه داخل إحدى السيارات أثناء تغطيته أحداث مسيرة مصطفى محمود، واقتياده إلى ميدان النهضة، ثم الاعتداء عليه بشكل عنيف بمجرد علمهم أنه صحفى، مما أدى إلى إصابته بكدمات متفرقة فى جسده، مشيراً خلال تصريحات له إلى أنهم صوروه عارياً وهدّدوه بنشر الفيديو حال الإفصاح عما تعرّض له من اعتداء وتهديد. من جانبه، قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، إن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة المعتدين على الزملاء، مضيفاً: «الاعتداءات التى وقعت تدل على العنف الذى يتبعه التنظيم وأنصاره ضد من يخالفه الرأى». وقالت عبير سعدى وكيل نقابة الصحفيين، إن النقابة تلقت طلبات من عدد من الصحفيين بمقاطعة أخبار اعتصامى «النهضة ورابعة» احتجاجاً على الانتهاكات والمضايقات التى يتعرّض لها الصحفيون والمصورون. وأضافت «عبير» أن الأمر تخطى كل الحدود، خصوصاً فى ظل الاحتجاز الذى تعرّضت له صحفية «اليوم السابع»، والصحفى بجريدة «فيتو»، مؤكدة أن النقابة بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه تلك الواقعتين. واستنكرت «سعدى» إنكار المركز الصحفى لاعتصام رابعة علمهم بوجود الزميلين أمس الأول، على الرغم من أن الأولى جرى احتجازها 4 ساعات، والثانى تعرّض لاعتداءات دخل على أثرها المستشفى، مشيرة إلى أن النقابة لديها تردد فيما إذا كانت تستجيب لقرار مقاطعة أخبار الاعتصامين أم لا، خصوصاً أن الصحفيين يغطون الاعتصامات لتنوير المجتمع، فضلاً عن أنه واجبهم المقدس. وشددت وكيل النقابة على أن لديها العديد من الملاحظات على تغطية الصحف، إلا أن ذلك لا يعنى ولا يبرر بأى شكل انتهاج العنف ضد شباب الصحفيين الذى لا يتحمّلون مسئولية السياسة التحريرية لصحفهم، حسب قولها، مؤكدة أن الإخوان يزعمون أن اعتصامهم سلمى وما يحدث لا يشير إلى ذلك. ودعت حنان فكرى عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلى تنظيم مؤتمر صحفى موسّع الأيام المقبلة لعرض شهادات الصحفيين المعتدى عليهم فى اعتصامى رابعة والنهضة أمام العالم، وجميع من تعرّضوا للإيذاء البدنى أو اللفظى من الصحفيين منذ 30 يونيو وحتى الآن. وأعربت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، عن أسفها عما تعرّض له الزميلان، مؤكدة أنه وفقاً لروايتيهما فإن الاعتداءات التى وقعت عليهما تدخل فى إطار الجريمة مكتملة الأركان التى تستوجب سرعة ضبط مرتكبيها وتقديمهم إلى محاكمة عادلة. وحملت اللجنة مسئولية الاعتداءات لثلاث جهات أولاها الجهات المنظمة والداعية لتلك التظاهرات، ونقابة الصحفيين التى اعتبرتها متقاعسة عن دورها فى حماية الصحفيين، فضلاً عن أجهزة الأمن التى لا تتحرك، مطالبة بضرورة التحرّك للكشف عن تلك الوقائع وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة.