ليس أجمل من أداء دينا ورقصها إلا صدقها، فهل هناك أصدق من أن تقول إنها حاولت إجراء عملية تجميل فى أنفها ولكن الأطباء رفضوا، أو أن تقول إنها حشّمت بدلة رقصها لتتواءم مع هذه الفترة، وأنه ليس لديها مانع من أن تحشمها كمان وكمان، أو أن تقول إنها لو منعت من الرقص فى مصر سترقص فى أى دولة ثانية، حتى ولو للسيدات فقط؟ عن دينا الراقصة والممثلة والزوجة والأم يدور هذا الحوار الصريح والصادم: * تشاركين هذه الأيام فى مهرجان الرقص الشرقى، حدثينا عنه؟ - إنه مهرجان يقام كل عام منذ أكثر من 11 سنة، وتجدد هذا العام تحت إشراف الفنانة «راقية حسن»، التى بذلت جهدا كبيرا لإقامته فى هذه الظروف، وفيه أكثر من 500 راقصة من بعض الدول العربية والأوروبية جئن لتلقى دروس فى الرقص الشرقى، وقد اختارونى ضيفة شرف للمهرجان، كما أقوم بتقديم دروس فى تعليم الرقص ضمن فعاليات المهرجان. * وما أهمية هذا المهرجان؟ - إنه ليس مجرد مهرجان للرقص، ولكن له بعد اقتصادى كبير، حيث يعد موسما رائجا لأهل «خان الخليلى» وذلك لعرض منتجاتهم من إكسسوارات وبدل رقص وطُرح للأجانب، كما أنه يساهم بشكل كبير فى تنشيط السياحة فى مصر. * وهل شاركت فى مثل هذا المهرجان فى دول أخرى؟ - طبعا، شاركت فى أكثر من 8 مهرجانات فى دول كثيرة منها أمريكا وألمانيا وإنجلترا واليابان والصين، كما سأسافر إلى «طوكيو» فى الفترة المقبلة للمشاركة فيه. * وما الفرق بين الرقص وتعليم الرقص؟ - هذا سؤال مهم لأنه ليست كل من ترقص تجيد تعليم الرقص، فالرقص علم حركاته تدرس، ولا بد كى أستطيع تدريسها أن أكون قد درستها، فأنا درست فى فرقة رضا، ولدى مدرسة خاصة بى، حققت بها توقع مدربى «إبراهيم عاكف» رحمه الله، الذى قال لى: «فى يوم من الأيام هيكون ليكى طريقة خاصة والناس هتقلدها»، وقد كان والحمد لله. * وما رأيك فى قنوات الرقص المنتشرة حاليا فى الفضائيات؟ - لست معجبة بها لأنها لا تعتمد على الكفاءة، ومن بها يعتمدن على «هز الوسط» فقط، وبخاصة قناة «التت». * ومن الراقصة التى تعجبك؟ - أفضل راقصة حتى اليوم هى سامية جمال، كما أعشق حركات يد تحية كاريوكا وسهير زكى التى أعتبرها مدرسة خاصة جدا، وفيفى عبده كاريزما قوية على المسرح، وكذلك أحب لوسى جدا. * سامية جمال رقصت فى سن السبعين، فهل يمكن أن تفعلى ذلك؟ - «ربنا ما يكتب عليا»، فسامية جمال حدثت لها ظروف هى التى اضطرتها للرقص فى هذه السن، وأتمنى من الله ألا يضعنى فى مثل هذه الظروف. * لو طلب منك «تحشيم» بدلة رقصك ماذا ستفعلين؟ - أنا بالفعل أرقص ببدل رقص «متحشمة» لأبعد الحدود، وهى متوائمة مع الظروف الجديدة، ولو طلب منى تحشيمها زيادة سأفعل لأن الرقص لا يعتمد على اللبس فقط. * ما رد فعلك لو منعت من الرقص فى مصر؟ - سأرقص فى دولة أخرى، وسأرقص للسيدات فأنا جمهورى من الرجال والسيدات، ولا مانع عندى فى الرقص للسيدات فقط، وهذا ما أفعله بالفعل فى بعض الدول العربية. * بعيدا عن الرقص وتحديدا فى دراما رمضان تشاركين بدور محجبة فى «باب الخلق»، حدثينى عنه؟ - أقوم بدور فتاة من منطقة شعبية ترتدى الحجاب بالنهار وترقص بالليل، ويحاول «محفوظ زلطة» إرشادها للهداية، ولكنها فتاة لا تعرف ماذا تريد، وامتهنت مهنة الرقص بالصدفة، وهى مستسلمة للظروف التى تصنعها. * ولكن أليست جرأة منك تقديم دور راقصة ومحجبة فى نفس الوقت؟ - الدور يعبر عن الانفصام عند كثير من النماذج الموجودة فى المجتمع بالفعل، فليس كل من ترتدى الحجاب ترتديه عن قناعة، وإنما بأمر الأسرة، أو عرف المنطقة التى تعيش فيها، وهذا حال كثيرات من الفتيات، والجرأة فى تعرضى للدور وليس فى طرحه. * قيل إنك ارتديت الحجاب فى الحقيقة.. هل هذا صحيح؟ - لم يحدث مطلقا، وربما ربط البعض بينى وبين شقيقتى التى ترتدى النقاب، حتى إنهم زادوا أننى «تنقبت أيضا»، وهذا غير صحيح. * وهل يمكن أن تتخذى قرار الحجاب؟ - الحجاب فضل لم أصل إليه بعد، وأعلم أنه من تعاليم الدين، ولكنى لم أفكر فى ارتدائه، ولا أتخيل أننى سأتخذ هذا القرار إلا إذا أراد الله شيئا آخر. * وماذا عن دورك فى مسلسل «أهل الهوى»؟ - أقوم بشخصية «جليلة» حبيبة سيد درويش، والدور يتناول المرحلة التى تركها فيها سيد درويش، ولهذا أتعرض لمعاناتها من فراقه، وقد قبلت هذا الدور لعشقى الشديد لسيد درويش الذى أعتقد أنه فنان لن يتكرر فى مصر كثيرا. * وما أسباب غيابك عن فيلم محمد السبكى الأخير «حصل خير»؟ - لست حكرا على السبكى، كما أنه ليس حكرا علىّ، ووارد جدا أن يستعين بغيرى، أو أتعاون مع غيره، ولكن هناك مشروع فيلم قريبا يجمعنى معه، أقرأ ورقه حاليا. * وماذا عن علاقتك بزوجك؟ وهل يغار عليك من المعجبين؟ - أعيش فى سعادة كبيرة مع زوجى، وهو رجل متفتح وعاقل للغاية، ويعتز بعملى ويعرف كيف يفرق بين العمل وتقدير المعجبين، إنه ليس رجلا «رجعيا» ولا متزمتا. * وابنك «على»؟ - إنه ابنى الوحيد، وصديقى الذى أعشقه، ونقطة ضعفى فى الحياة، ولا أستطيع أن أقول له «لا» أبدا. * وهل سبب سفره للخارج هو عدم موافقته على ممارستك للرقص؟ - بالعكس فهو يعشق رقصى ويجلس على «اليوتيوب» ليرى أعمالى، كما يفتخر بى جدا، ولكنه لا يريد أن يكون فنانا، وأنا لا أنصحه بذلك أيضا، لأن الفن طريق مملوء بالمتاعب، وهو بالخارج للدراسة. * حصلت على الماجستير فى الفلسفة، فمتى تحصلين على الدكتوراه؟ - لا تشغلنى إطلاقا وليس لدى وقت لها فأنا أعمل طوال الوقت، ولكن إن سنحت لى الفرصة فسأفكر فى الحصول عليها، لأنى محبة للعلم وبخاصة الفلسفة. * ما أكثر شىء تعلمته من الفلسفة؟ - الهدوء وعدم التسرع فى الحكم على البشر. * ولماذا غضبت عندما ذكر البعض سنك الحقيقية؟ - لم أغضب لأنهم ذكروا سنى، ولكن ما أغضبنى أنهم قالوا «تراجعت» وهذا ليس صحيحا، فأنا ما زال لدى جمهورى العريض. * ما رأيك فى عمليات التجميل؟ وهل خضعت لإحداها؟ - لا مانع أبدا، وقد حاولت إجراء عملية تجميل فى «أنفى» أكثر من مرة، لأنها تضايقنى كما تضايق الكاميرا، ولكن الأطباء لم يوافقوا وقالوا إنها «ستشوه» وجهى. * أخيرا ما رأيك فى الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسى؟ - رأيى أنه مواطن مصرى يحب البلد، وهذا واضح فى كل خطاباته، ولا أستطيع الحكم النهائى عليه إلا بعد فترة من رئاسته، لنرى ماذا حقق من برنامجه الانتخابى، وإن كنت متفائلة وأتوقع أن يجعل من مصر تركيا جديدة.
