تعتزم تركيا سحب قسم من قواتها المساهمة في قوة الأممالمتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل"، كما أعلنت اليوم، مصادر تركية وكذلك من المنظمة الدولية، لكنها رفضت الربط بين هذا القرار وعملية خطف الطيارين التركيين قرب مطار بيروت الدولي. وقال مصدر دبلوماسي تركي -رفض كشف اسمه- إن "حوالي 250 شخصا من كتيبة الهندسة العسكرية سينسحبون قريبا من اليونيفيل" قوة الأممالمتحدة المنتشرة في جنوب لبنان. ويأتي هذا الإعلان غداة خطف طيارين من الخطوط الجوية التركية على طريق مطار بيروت في خطوة تبنتها مجموعة مجهولة طالبت أنقرة بالضغط للإفراج عن زوار لبنانيين شيعة مخطوفين منذ أكثر من عام لدى مجموعة مسلحة في سوريا وبعد ساعات على العملية، دعت تركيا رعاياها إلى مغادرة لبنان، وعدم التوجه إليه "إلا في حال الضرورة". وأكدت المصادر التركية ومصادر الأممالمتحدة أن قرار الانسحاب اتخذ فعلا قبل خطف الطيارين. وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي، أمس انه "في السادس من أغسطس، تبلغنا من قسم عمليات حفظ السلام أن الحكومة التركية قررت سحب وحدة الهندسة والبناء من اليونيفيل، مع إبقاء حضورها في القوة البحرية" مضيفا أن "تركيا لن تنسحب في شكل كامل" مشيرا إلى أن "نحو 60 عنصرا سيتابعون مهماتهم في القوة البحرية، في حين سيغادر نحو 280 عنصرا يشكلون عديد كتيبة الهندسة". ولم يحدد تينينتي، سبب القرار التركي، مؤكدا أنه "يعود للدول أن تقرر مدى مساهمتها، لكن من المهم معرفة أن قرارات كهذه تعد مسارا معتادا في كل مهمات حفظ السلام". وشدد على أن القرار المتخذ "ليس جزءا مما حدث" أمس، في إشارة إلى خطف الطيارين. وبحسب المصدر الدبلوماسي التركي فإن هذا الانسحاب يأخذ في الاعتبار احتياجات اليونيفيل. وقال "مهمة قوتنا وسعت في يوليو. وفي تلك الفترة تقرر أيضا أنه ستحصل تغييرات في تشكيلة كتيبتنا لكن هذا القرار اتخذ بموجب احتياجات اليونيفيل وليس له أي علاقة بالأحداث الأخيرة". وستبقي تركيا في المقابل وحدات بحرية في اليونيفيل. وأكد المصدر الدبلوماسي التركي أن "وحداتنا من القوة البحرية التي يراوح عددها بين مئة و300 شخص باقية".