صدمة الموقف لا تزال تترك آثارها على وجهه، منكسراً فى جلسته.. يحاول «عيد عبدالنبى» والد الشهيد «عمرو» تمالك مشاعره وقلبه الذى انشطر بوفاة ابنه الأوسط فى غزوة أنصار المعزول على ميدان التحرير يوم 22 يوليو المنقضى، كان «عمرو» أحد المعتصمين فى التحرير لحين تحقيق أهداف خارطة الطريق، فكان ضحية هجمة الإخوان على التحرير بالطوب والأسلحة، يوضح أبوالشهيد: «مات وهو فى اللجنة الشعبية اللى بتحمى بوابة قصر النيل»، مستشهداً بإحساسه وقت إصابة ابنه: «وأنا فى البيت حسيت بيه وقلت لأمه الواد عمرو جراله حاجة، قالتلى حرام عليك فال الله ولا فالك»، حسب كلامه، لتمضى ساعة من الزمان ويصدق القدر حديث القلب الأبوى، يقول عم عيد: «بعد الفطار مباشرة جالنا اتنين صحابه وقالولى عمرو مصاب وفى المستشفى». دموع الوالد لم تجف منذ استشهاد «عمرو»، يعز على قلبه الطريقة التى مات بها قرة عينه والتجنى الإخوانى باتهام «الشهيد» بالبلطجة بعد وفاته: «شاب طالب فى الجامعة وحاصل على أعلى الدرجات يبقى بلطجى؟ دين مين اللى يقول ده غير الإخوان؟!»، يؤكد الرجل الخمسينى ثورية ابنه بمناشدته مرات عديدة أن يعود من الميدان وإنهاء اعتصامه فكان الجواب: «لما كل أب وأم وزوجة يقولوا لعيالهم متنزلوش مين اللى هيحمى الميدان ويكمل الثورة؟»، وفقاً لرواية والد الشهيد «عمرو»، أجواء عيد الفطر يقضيها الموظف الحكومى فى الدعاء لنجله بالرحمة والصبر عليه، وكذلك الدعاء على الإخوان بالانتقام السريع له، كما يؤكد المواطن الجيزاوى، عند وصوله إلى الحديث عن مناظرة جثة الابن فى ثلاجة الموتى، ينقطع صوت «عيد» وتبلل الدموع وجنتيه، مخاطباً المجهول الذى قذفه برصاصة الخيانة: «ابنى عملك إيه عشان تقتله؟ لو ضربك بالطوب اضربه بالطوب مش بالسلاح الآلى». محمد مرسى وبديع والشاطر.. على رأس قائمة المتهمين بقتل «عمرو عيد»، حسب كلام والده، مؤكداً أنه حرر محضراً ضد كل قيادات الإخوان: «اتهامى ليهم هرمى من القمة إلى القاعدة، وكل اللى موالين للإخوان»، مطالباً بوصف جماعة الإخوان بالمجرمين بدلاً من المسلمين؛ «يحرمونى من ابنى فى رمضان والعيد ليه؟»، يقولها والد الشهيد بين جملة استهجانات لأفعال السحل والتعذيب والخطف التى يمارسها أنصار «مرسى» ضد المواطنين: «ناس لا بيراعوا عيد ولا صيام ولا الدين اللى بيتكلموا باسمه»، مؤازرة لأمثاله ضحايا الإخوان ممن فقدوا ذويهم على يد العنف الإخوانى يقول: «نكدوا علينا أيامنا الله يجازيهم». غيرته على الإسلام ومقدساته تنال من تصرفات الإخوان فى اعتصاماتهم، مستهجناً فعل أحد المعتصمين والتبول أعلى سقف مسجد رابعة العدوية: «ظهروا على حقيقتهم وبانوا إنهم مغيبين وجهلة، هو فيه عاقل يشم الدم ويتمسح بيه؟! مش ممكن يكونوا مسلمين»، حسب كلامه. «حسبى الله ونعم الوكيل» لا تفارق لسانه طوال الحديث عن الشهيد «عمرو»، على جوانب مكتب عمله يحتمى الموظف الحكومى فى صور فقيده، معلقاً: «دم ابنى هيخلصه ربنا فى الأيام الكبيرة دى»، مجدداً ثقته فى سقوط القاتل الحقيقى تحت يد العدالة: «ابنى راح أحسن مكان وهبقى مبسوط لما قيادات الإخوان ياخدوا إعدام»، كاشفاً عن موقفه من مطالب الإخوان: «كل ده عشان كرسى لواحد هارب من السجن ومتهم بالتجسس يعنى المفروض يعدموه»، كما قال. أخبار متعلقة مصر تحتفل ب«الفطر».. وأهالى شهداء عهد «الإخوان» يبكون