وسط زحام المسلسلات والبرامج أراد الصديقان محمد السيد وأحمد إبراهيم أن يجدا لنفسيهما ولرواد صفحتهما «هات وخد» مساحة بدون صخب، لا تقاطعهما خلالها إعلانات، ولا يتحكم عبرها مخرج فى كم التشويق والمعلومات التى يتلقاها المتابع، أرادا أن يكون رمضان هذا العام مختلفاً بنكهة ثقافية خاصة، فانطلقا يدعوان الناس إلى استغلال الشهر الكريم فى القراءة رافعين شعار: «سلِّ صيامك بكتاب مفيد». الصديقان اللذان دشنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعنوان «هات وخد» فى مارس 2012، لم يلبثا أن طورا الفكرة، فلم يعد الأمر مجرد قراءات يناقشها الرواد على الصفحة، ولكنه تطور إلى موقع إلكترونى بعنوان «هات وخد»، يبلغ جمهوره أكثر من 25 ألف متابع، حيث تقوم فكرة الصفحة ومن بعدها الموقع على قوانين بسيطة وسهلة: «ليه نستغنى عن الكتب المستعملة لما ممكن نبدلها مع بعض ونستفيد بالكتب القديمة ونوفر فلوسنا ونساعد بعض نعرف أكتر». «طورنا خدمتنا، مبقتش مجرد تبادل كتب، لكن كمان بنوفر خدمات تتعلق بالكتب، بنعلن عن الكتب المستعملة لتسهيل عملية تبادلها، وكمان بنوفر خدمة توصيل الكتب للبيت بمصاريف شحن ثابتة لجميع المناطق فى القاهرة والجيزة» يتحدث مؤسسا الموقع والصفحة، مشيرين إلى تحول نشاط ثقافى بسيط كانا يمارسانه إلى مشروع يتابعانه ويبذلان لأجله الجهد آملين فى أن يتطور الأمر وتصبح لديهم مؤسسة «هات وخد» الثقافية. الموقع النشط يعرض لرواده الأعضاء الأكثر نشاطا وأكثر الكتب طلبا وأكثرها عرضا من قبل الآخرين، عبر قوائم يتم تحديثها لحظيا، يعتمد الصديقان على البيانات الرسمية الخاصة بالقراءة، يتمنيان لو أن مصر تحولت جميعها إلى قراء، المسألة ليست ربحية بقدر ما تمثل حلما وأملا لا يرياه بعيد المنال، يقول أحمد إبراهيم: «41% من الأسر المصرية تبتعد عن القراءة بسبب ارتفاع أسعار الكتب، وللأسف مصر من أقل دول العالم فى نسب الإقبال على القراءة الحرة غير المنهجية». فى محاولة منهم لزيادة نسبة القراءة وتنشيط أعضائهم، دشن الشابان مسابقة يومية خلال الشهر الكريم، عبارة عن فوازير يومية يفوز من يجيب عنها بهدايا متنوعة، قد تكون قسيمة شراء بقيمة 50 جنيهاً من إحدى المكتبات الكبرى، أو كتاب هام لكاتب كبير ك«رحلتى الفكرية من البذور والجذور» لعبدالوهاب المسيرى، ليس الأمر فوازير فقط، فمن يقوم بتبادل الكتب أكثر عبر الموقع والصفحة يحصل على نقاط مجانية وجوائز تشجعه على مزيد من القراءة.