أصرت جماعة الإخوان على الوجود داخل الشوارع والميادين فى الإسكندرية، فى الوقت الذى بدأت فيه مجموعات من شباب المناطق الشعبية فى الخروج لمواجهتها بالقوة وعينوا أنفسهم «لجان تفتيش ومراقبة»، لمنع أتباعها من الوجود بالميادين، والقبض العشوائى عليهم. بدأت هذه اللجان التفتيشية عملها منذ مساء أمس الأول، حيث رصدت «الوطن» وقوفها عند مدخل كوبرى الإبراهيمية بشارع أبوقير، بأعداد كبيرة، تحمل الشوم والأسلحة البيضاء، وبدأت فى تفتيش السيارات والمارة للبحث عن أى عناصر تنتمى لجماعة الإخوان، أو أى شخص يحمل صورة لمرسى أو كارنيه حزب الحرية والعدالة. ومنعت اللجان مرور أى سيارة دون تفتيش وأولت بشكل خاص تلك التى يقودها شخص ملتحٍ أو امرأة منتقبة. فى صباح أمس، انتشرت هذه اللجان بمحيط مسجد القائد إبراهيم حيث كان يعتصم أعضاء الجماعة بالإسكندرية، وبمختلف شوارع محطة الرمل، للقيام بنفس المهمة للتأكد من عدم وجود أفراد تابعين لجماعة الإخوان أو الرئيس المعزول مرسى بين المارة والسيارات، وهو ما أثار غضب بعض المواطنين الذين احتجوا على تفتيشهم من قبل مدنيين مثلهم وكادت تقع مشاجرات لولا تدخل بعض المواطنين لتهدئة الموقف. ولم يكن ظهور مثل هذه اللجان مساء أمس الأول، هى المرة الأولى، حيث سبق أن ظهرت من قبل ولكن بصورة أقل حدة وتنظيماً، خلال أحداث سيدى جابر الدامية التى تم إلقاء الأطفال فيها من أسطح العقارات لتتقدم هذه اللجان على قوات الأمن والجيش فى مواجهة الإخوان، بل إن بعضها اشتبك مع الشرطة بعد أن رفضت منحه سلاحاً لقتال الإخوان، وصرخوا فى قوات الأمن: أنتم مش قادرين عليهم إدونا إحنا سلاح وحنوريهم. وقالت ماهينور المصرى، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، إن غضب المواطنين من الإخوان بلغ ذروته ووصل إلى حد جعل الكثير من الناس لا يتعاملون معهم بإنسانية، للدرجة التى جعلتها تنسحب من اشتباكات سيدى جابر الدامية، حين شاهدت سيارة نصف نقل تستقلها سيدة عجوز وزوجها وطبيب من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، ويحملون داخل السيارة مجموعات كبيرة من البوسترات وصور محمد مرسى، وبمجرد مرورهم من أمام المتظاهرين بسيدى جابر، أوقفت مجموعات من المتظاهرين السيارة وأنزلت من فيها واعتدت عليهم بالضرب المبرح ولم يتمكن أحد من النشطاء من تخليصهم من أيديهم، وهو ما جعلنى أشعر بالعجز وأغادر الميدان فوراً، رفضاً لاستمرار هذا الوضع «الفوضوى» الذى يمهد لظهور الميليشيات المسلحة وتحويل البلاد إلى ساحات للاقتتال بين المواطنين وبعضهم. وقال حازم عرفة، مسئول الإعلام بحزب الدستور، إن عنف جماعة الإخوان ورفضهم الانصياع لرغبة الشعب، دفع عدداً كبيراً من المواطنين للشعور بالغضب الشديد تجاههم، وجرد عدد من البسطاء من أى مظاهر شفقة ورحمة تأخذهم بالمنتمين لهذه الجماعة التى هى على استعداد للاستقواء بالخارج وتدمير الجيش المصرى بل وإسالة دماء المصريين بحوراً مقابل العودة إلى سدة الحكم. واعتبر أن العنف يولّد عنفاً، مشيراً إلى أن ظهور مثل هذه اللجان هو رد فعل لعنف الجماعة، لافتاً إلى أنه سبق أن خرجت مجموعات مجهولة من المواطنين وتصدت لحلفاء الجماعة من التكفيريين والجهاديين، الذين توعدوا الشعب السكندرى بالويل فيما سمى ب«جمعة نصرة الأئمة» التى وقعت خلال العام الماضى بمحيط مسجد القائد إبراهيم. وأوضحت ريهام عبدالغفار، ناشطة سياسية، أن من يسقط من جماعة الإخوان فى أيدى هذه اللجان فلن يتمكن أحد من إنقاذهم، لأنهم لجان شعبية عشوائية غير تابعة لمؤسسة أو تنظيم، كما أن استمرارهم سيدفع المجتمع إلى هاوية الحروب الأهلية بين الميليشيات المسلحة. وأشار عدد من المنتمين لهذه اللجان، أنهم يتولون هذه المهمة لمنع وجود الإخوان أمام القائد إبراهيم، وبالميادين خاصة بعد أن أعلن الشعب السكندرى عن رفضه لتظاهراتهم ووجودهم داخل الشارع. وقال صبحى السيد، أحد المنتمين للجان التفتيش، الإخوان مش عايزين يفهموا إن الناس مش عايزاهم وكل يوم إرهاب ودم والجيش والشرطة مش عايزين يورطوا نفسهم معاهم وعشان كده إحنا قررنا نتصدى لهم ونحمى الناس منهم.