اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد أحمد حسين، عند باب الأسباط، بعد الاعتداء عليه، وكشف عمر محمد أحمد حسين، نجل الشيخ، ل«الوطن»، تفاصيل اعتقال والده أمام المسجد الأقصى، موضحاً أن قوات الاحتلال الإسرائيلى أغلقت، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك، و«تم منع المصلين من الوصول إلى باحات المسجد والصلاة فيه، ومنعوا الأذان، وقام المصلون بافتراش الأرض وإقامة الصلاة ورفع الأذان على الأقصى، دون أى مشاحنات، وبعد انتهاء الصلاة بدقيقة تم اعتقاله ومن ثم إدخاله إلى منطقة مجهولة ولا نعرف عنه شيئاً»، وأضاف «عمر»، خلال اتصال هاتفى، أن الاعتداء تم عليه من قبل عناصر «المستعربين» (وهى وحدة من الجيش الإسرائيلى ترتدى زياً مدنياً)، وأيضاً قوات من «المخابرات الإسرائيلية»، وتابع: «تحدثنا إلى المحامى الشخصى للشيخ محمد حسين، وبعد ذلك تحدثنا مع العناصر المسئولة قانونياً حتى تتخذ الإجراءات اللازمة لمعرفة أين هو فى البداية ومن ثم إخراجه من الاعتقال»، وقال «عمر»: «هذا الإجراء قهرى، وهم فى أيديهم القوة والأسلحة ونحن عزل، ووصل الأمر إلى إهانة المصلين، حيث إننا أخذنا شيخكم ومفتيكم من أمامكم، وهو أيضاً شوكة فى حلوقهم وكل مرة يتم الاعتداء عليه، حتى إنه فى آخر سنتين تم اعتقاله وقاموا بإجراءات تعسفية معه، ونقول حسبى الله ونعم الوكيل». سلطات الاحتلال تعتقل مفتى القدس.. ونجله ل« »: وحدة المستعربين ومخابرات الاحتلال نفذوا العملية وتعد هذه المرة الأولى التى يمنع فيها الاحتلال الإسرائيلى المصلين من تأدية صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلى للقدس عام 1967، وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الجيش الإسرائيلى أعلن المسجد الأقصى والبلدة القديمة منطقة عسكرية، واعتدوا على حراس المسجد وصادروا هواتفهم، وأخرجوا المصلين من الأقصى وأغلقوا كافة أبوابه، ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلى من حزب «البيت اليهودى» دعوته لإغلاق الأقصى فى وجه المسلمين بشكل دائم، فيما قالت ما تسمى ب«منظمة جبل الهيكل»، إن «الرد على عملية القدس سيكون عبر زيادة البناء وزيادة ساعات الاقتحام للأقصى»، حيث جاء ذلك على أثر اشتباك مسلح، صباح أمس، قرب أحد أبوابه أدى إلى استشهاد 3 شبان فلسطينيين، ومقتل اثنين من الشرطة الإسرائيلية بالقرب من باب الأسباط بالقدسالمحتلة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمرى، أمس، إن «منفذى هجوم القدس من فلسطينيى الداخل من مدينة أم الفحم العربية الإسرائيلية، ومن عائلة واحدة وليست لهم أية سوابق أمنية»، بحسب «فرانس برس»، مضيفة أن منفذى الهجوم الذين فتحوا النار على الشرطة الإسرائيلية ولاذوا بالفرار إلى باحة الأقصى قبل أن تقتلهم الشرطة هناك، وهم «محمد أحمد محمد جبارين (29 عاماً) ومحمد حامد عبداللطيف جبارين (19 عاماً) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاماً) وتبين أيضاً بالفحص أنه لا ماضى أمنياً سابقاً لهم». «عباس» يدين أحداث العنف.. و«رشماوى»: منع الصلاة ممارسات إرهابية تتعارض مع قيم وأعراف الإنسانية وجرى اتصال هاتفى بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس، بعد الحادث، حسبما أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية، وعبر «عباس» عن «رفضه الشديد وإدانته» للحادث الذى وقع فى المسجد الأقصى و«رفضه لأى أحداث عنف من أية جهة كانت، خاصة فى دور العبادة»، بحسب ما نقلت عنه الوكالة، التى أشارت إلى أن نتنياهو «طالب بتهدئة الأمور من جميع الأطراف»، وطالب عباس نتنياهو «بإلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، محذراً من تداعيات هذه الإجراءات أو استغلالها من أى جهة كانت لتغيير الوضع الدينى والتاريخى للأماكن المقدسة»، بحسب الوكالة الفلسطينية. وقالت الوكالة إن نتنياهو أكد أنه لن يتم تغيير الوضع القائم للأماكن المقدسة، فيما أكد مكتب نتنياهو فى بيان أن «إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان الأمن (فى المكان المقدس) دون أى تغيير فى الوضع القائم»، وأوضحت الوكالة أن أبومازن أجرى اتصالات مع السلطات الأردنية لإلغاء هذه الإجراءات الإسرائيلية، ونددت الحكومة الفلسطينية بالإجراءات الإسرائيلية التى فرضت، واصفة إياها ب«الإرهابية»، وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، طارق رشماوى، لوكالة «فرانس برس»: «هذه الإجراءات هى ممارسات إرهابية تتعارض مع القيم والأعراف الإنسانية وتدمر المساعى الدولية والجهود الأمريكية لإحياء عملية السلام».