يبدو أن تحويل الأفلام السينمائية إلى مسلسلات أصبح ظاهرة، فبعد «العار»، و«الباطنية»، و«الإخوة الأعداء»، و«سمارة»، وحتى «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة»، ها هو مسلسل «الزوجة الثانية» يعيد نفس التجربة. وقد لوحظ أن معظم هذه المسلسلات لم تحقق النجاح الذى حققته الأفلام المأخوذة عنها، ربما لأن إيقاع الحياة أصبح أسرع، كما يقول النقاد، فالمشاهد الذى سبق أن شاهد الفيلم فى ساعة ونصف الساعة لن تكون لديه طاقة لمشاهدة 30 حلقة تدور حول نفس الأحداث. والسؤال الآن: لماذا يحرص صناع الدراما فى السنوات الأخيرة على إنتاج المزيد من الأعمال المأخوذة من أفلام سابقة وهل هى محاولة لاستغلال نجاح عمل سابق أم أنه إفلاس من كتاب الدراما؟ يقول المخرج خيرى بشارة عن تجربته فى مسلسل «الزوجة الثانية»: لا يمكن مقارنة مسلسل مدته 20 ساعة بفيلم مدته ساعة ونصف، كما أتعجب من مقارنات البعض بين أبطال المسلسل والفيلم، فهذه مقارنة خاطئة وليست فى محلها على الإطلاق، فكل عصر يفرز نجومه، ولهذا تعمدت اختيار ممثلين لا يشبهون أبطال الفيلم لأنى لا أريد تقديم نسخة من فيلم «الزوجة الثانية» فى مسلسل، وذلك لأن القدرة على التذوق أصبحت مختلفة والعصر أيضاً مختلف، كما أتعجب من الهجوم على المسلسل فى أولى حلقاته، فكيف يحكم على عمل درامى من أول حلقة ويجب علينا أن ننتظر نهاية المسلسل، كما أعتقد أن رفض التغيير سمة فى المجتمعات المحافظة، والجيل الأسبق دائما تكون عنده صدمة من التغيير، ولا ننسى أنه عند بداية ظهور عبدالحليم حافظ كان جيل محمد عبدالوهاب رافضا له إلى أن تقبل التغيير بعد فترة، وهكذا فكل جيل يفرز نجومه. وعن توقيت عرض المسلسل وسط هذا الزحام الدرامى الرمضانى وتأثيره على نجاح أو فشل المسلسل أضاف: عرض هذا الكم من المسلسلات فى رمضان وجو الاضطرابات التى يعيشها المجتمع الآن بسبب الأحداث قد تظلم الكثير من الأعمال، وهو ما حدث فى مسلسلى السابق «ريش نعام» الذى حقق نجاحا كبيرا بعد إعادة عرضه بعد رمضان، وفى السينما والدراما الأمريكية يتم إعادة تقييم الأعمال بعد سنوات طويلة من عرضها. أما المؤلف مجدى صابر فيرى أن تحويل الأفلام السينمائية إلى مسلسلات أصبح موضة فى السنوات الأخيرة وأنا ضد هذه الفكرة لأن النتيجة جاءت سيئة وغير مفيدة، وتجربة «الزوجة الثانية» هذا العام سيئة جداً وفاشلة ولا ترتقى على الإطلاق للفيلم بكل العناصر من تمثيل وإخراج وذلك لأن الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية ومحاولة الاقتراب منه فاشلة بكل المقاييس لأن الفيلم باقٍ حتى الآن وضم أربعة نجوم من أهم نجوم السينما المصرية، وهم سعاد حسنى وشكرى سرحان وصلاح منصور وسناء جميل. وأضاف: «لم تحقق أى تجربة من تجارب تحويل الأفلام إلى مسلسلات أى نجاح، وأرغب ممن يريدون إعادة هذه التجربة أن يقدموا أعمالا جديدة بعيداً عن محاولة استغلال نجاح أعمال سابقة». وبرر الفنان عمرو واكد تجسيده لدور الفنان الراحل شكرى سرحان فى فيلم «الزوجة الثانية» قائلا: «نحن لم نقدم الفيلم كما هو بل قمنا بتعديل القصة والمشاهد لذا لا أجد أى مشكلة فى إعادة تقديمه ما دام سيضيف له». أما عن رأى البعض فى أن إعادة تقديم أعمال من أفلام قديمة هو نوع من الإفلاس الفكرى فقال: لا أرى ذلك والموضوع لا يمكن أن يؤخذ بهذه الصورة وخاصة فى حالة «الزوجة التانية»، فهناك كتاب عظام كتبوا كلاسيكيات ولا مانع من أن نحن لها بين الحين والآخر، وعلى سبيل المثال فأعمال «شكسبير» ما زالت تقدم حتى الآن.