لم يعد لفظ «عنان السماء» يكفى لوصف ما وصل إليه الحارس الإسبانى الدولى إيكر كاسياس فى مسيرته الكروية المزدهرة، وذلك بعد رفعه لكأس أمم أوروبا للمرة الثانية على التوالى. إيكر كاسياس فيرنانديز صاحب ال 31 عاماً، هو نتاج قطاع الناشئين فى النادى الملكى ريال مدريد، حيث بدأ مسيرته الكروية مبكراً فى شوارع مسقط رأسه بلدة موستوليس -التى تم تغيير اسم أحد شوارعها عام 2011 ليحمل اسم كاسياس- قبل أن ينتقل برفقة والده ووالدته وأخيه الأصغر أوناى، للإقامة فى إقليم الباسك لعدة سنوات، لدواعى عمل والده الذى كان موظفاً فى وزارة التعليم الإسبانية، وعقب عودة العائلة إلى مدريد، التحق الطفل إيكر بمدرسة النادى الملكى الكروية، وتدرج فى مراحل قطاع الناشئين السنية حتى لعب أول مباراة له مع الفريق الأول أمام روزنبورج تروندهايم النرويجى فى دورى أبطال أوروبا 1997- 1998، وكان عمره وقتها 16 عاماً. وفى موسم 2000 بدأ الاعتماد على كاسياس بصفة أساسية لحماية عرين ريال مدريد، وبعد أربعة أيام فقط من عيد مولده التاسع عشر، أصبح أصغر حارس مرمى فى تاريخ كرة القدم يلعب فى نهائى دورى أبطال أوروبا، وفاز ريال مدريد بنتيجة (3-0) على فالنسيا فى هذه المباراة، وفى العام نفسه بدأ الفتى كاسياس مسيرته مع المنتخب الإسبانى. اليوم أصبح كاسياس أكثر لاعبى المنتخب الإسبانى مشاركة فى المباريات الدولية برصيد 137 مباراة، كما بات أكثر لاعبى العالم فوزاً فى المباريات الدولية برصيد 100 مباراة. على المستوى الشخصى، عرف كاسياس منذ عدة سنوات بالقديس، وذلك لأنه شخص ملتزم ومحب للجميع، وليست له أى عداوات داخل أو خارج الملعب، ويكفى أنه دائماً ما يكون أول المهنئين للغريم برشلونة عند فوزه بأى بطولة، كما لم يذكر له أن دخل فى مشاجرة أو حتى مشادة كلامية مع أحد من زملائه أو أى منافس، حتى إن كلمة كاسياس أصبحت تحمل شتى معانى الأخلاق والروح الرياضية لتتماشى معه. الجميع على علم بعلاقة الحب التى تجمع كاسياس بالمذيعة التليفزيونية والصحفية الإسبانية سارة كاربونيرو، حيث كانت القبلة التى أهداها لها عقب الانتهاء من حوارها التليفزيونى معه بعد الفوز بكأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، أحد أبرز مشاهد البطولة، كاسياس وسارة أعلنا خطبتهما منذ عدة أشهر، واتفقا على إقامة حفل زفاف كبير يجمع أقاربهما وأصدقاءهما عقب نهاية بطولة يورو 2012. الخلاصة أن كاسياس هو المثال الحقيقى للرياضى الذى يحمل أسمى معانى البطولة والنبل والروح الرياضية داخل وخارج الملعب.