تعددت الأحلام والرؤى فى «رابعة العدوية»، والهدف واحد هو حدوث المعجزة وعودة محمد مرسى وتنظيم الإخوان إلى الحكم، بداية من نزول جبريل عليه السلام، ثم إمامة «المعزول» للرسول «عليه الصلاة والسلام»، نهاية بنزول العذراء مريم. كلها أحلام ورؤى تعكس الحالة النفسية للقيادات الإخوانية فى رابعة العدوية، هذا ما أكده عدد من أساتذة علم النفس، وأوضحوا أن قيادات الإخوان وصلوا إلى درجة من التوتر والخوف والإجهاد جعلتهم يصلون إلى ما يسمى مرض «الهلاوس» الذى يجعل المصاب به يرى ويسمع الخيالات التى لا علاقة لها بالواقع، موضحين أن غياب التأمل والتعقل، يدفع الفرد إلى قبول الخيالات. قال الدكتور عمرو عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى، إن ما يحدث أمر عادى فى رابعة العدوية من تعدد الرؤى والأحلام الداعمة لشرعية الرئيس «المعزول» الدكتور محمد مرسى، والمطالبة بعودته. خاصة أنهم تربوا ونشأوا على مبدأ «السمع والطاعة» دون مراجعة أو نقاش. وأضاف «عبدالمحسن»: قيادات الإخوان وصلوا إلى درجة من التوتر والخوف والإجهاد جعلتهم يصلون إلى ما يسمى مرض «الهلاوس»، وهذا المرض يجعل المريض يرى ويسمع خيالات لا علاقة لها بالواقع ويستخدم وسائل غير حقيقية وغير منطقية فى التعبير عن ما المشاعر والأحاسيس. وأشار إلى أن قلة المعلومات والحقائق والانفصال عن العالم الخارجى فى محيط «رابعة العدوية» يجعلانهم يستخدمون رسائل أخرى مبتدعة من الكذب يُعزف بها على الاستمالات العاطفية للجهلاء والبسطاء للخروج من المأزق الحتمى الذى يوجدون فيه. وحذر أستاذ الطب النفسى من إمكانية استغلال تلك الرؤى والأحلام، التى وصفها ب«المزيفة»، فى حث المواطنين على العنف، وإثارة البلبلة، والانفلات الأمنى فى مصر. وقال الدكتور هاشم بحرى إنه بغض النظر عن حقيقة ما يردده هؤلاء الوعاظ من أقوال أو رؤى فإن هذه الأقوال يعتمد تصديقها على الشخص المتلقى ليس فقط من جهة درجة تعليمه أو ثقافته ولكن أيضاً من جهة قابليته للإيحاء أو تصديقه للأوهام، وكذلك الظرف النفسى الذى يعيش فيه هؤلاء الأشخاص. وأضاف «بحرى» أنه مهما كانت مثل هذه الأقوال أو الخطب غير معقولة ولا تناسب الوعى أو العلم والحقيقة فإن درجة تقبل هذه الأشياء تعتمد على مدى حالة الاضطراب النفسى للمتلقى، وفى مثل حالة المعتصمين فى رابعة العدوية فإن خطباء المسجد أو الاعتصام يستغلون هذه الحالة التى يعيش فيها هؤلاء وإحساسهم بأن د. مرسى، الرئيس المعزول، هو من يمثل لهم عقائدهم الدينية فيتم الإيحاء النفسى لهم من خلال هؤلاء الخطباء بمثل هذه الرؤى والأحلام بأنهم على حق فيما هم عليه. أما الدكتور محمد عبدالفتاح، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، فقال إن الرؤية الأخيرة لمعتصمى رابعة بنزول السيدة العذراء إلى الميدان هدفها هو جذب البسطاء من الناس المتوجهة إلى الميدان وأن الهدف من الحديث عن تلك الرؤى هو التأثير فى المنساقين وراءهم لإجبارهم على الوجود فى منطقة رابعة العدوية. وأوضح أن الإخوان يعلمون أن نهايتهم خارج هذا الاعتصام ستكون إدانتهم والحكم عليهم بالمؤبد أو الإعدام لذلك يسعون للخروج من هذه النهاية بكل الوسائل حتى لو كان برواية قصص غير حقيقية عن رؤى تضم الرسول وجبريل والعذراء مريم.