صعّدت الجماعات الجهادية نوعية هجماتها فى سيناء، وقصف مسلحون، ليلة أمس، أتوبيساً يقل العشرات من عمال أسمنت سيناء وقسم شرطة القسيمة (تحت الإنشاء)، ما أدى إلى استشهاد 4، بينهم 3 عمال وإصابة 18 آخرين. وبدأت العناصر الإرهابية هجماتها، بمحاولة فاشلة لزرع لغم بمنطقة «الوفاق» جنوب رفح على طريق «الشيخ زويد - رفح» لاستهداف مدرعات الجيش ودوريات الشرطة، دائمة التردد على هذا الطريق، ولكن اللغم انفجر فى أحد المسلحين قبل مرور مدرعة للجيش ودورية للشرطة بدقائق معدودة. وشنت الجماعات الجهادية هجومين متزامنين بالأسلحة الثقيلة و«الآر بى جى» استهدفا قسم شرطة «القسيمة» (تحت الإنشاء)، ومدرعة شرطة كانت متمركزة قرب مصنع أسمنت سيناء، إلا أن القذيفة أخطأت المدرعة وأصابت أتوبيساً لنقل عمال الأسمنت. وقال مصدر أمنى إن المسلحين اختبأوا فى مزارع الزيتون، وأطلقوا قذيفة «الآر بى جى» على مدرعة بكمين المطار جنوبالعريش، إلا أنها أخطأت طريقها وأصابت حافلة نقل عمال مصنع أسمنت سيناء (رقم 58 رحلات شمال سيناء) كانت تنقل 30 عاملاً من عمال الوردية الثالثة، لمصنع الأسمنت. وعن تفاصيل قصف حافلة العمال، قال سائق الأتوبيس، سامح بدوى إنه عندما اقترب من مطار العريش أثناء توجهه بالعمال إلى مقر مصنع أسمنت سيناء، سمع دوى انفجار هائل، وفوجئ بإصابة الأتوبيس بقذيفة مباشرة فى المنتصف تقريبا، مضيفاً أنه أصيب بعدها بإغماءة ولم يفق إلا بعد الوصول للمستشفى. وقال شهود عيان إن سيارات الإسعاف انتقلت على الفور لمكان الحادث لنقل القتلى والمصابين، لمستشفى العريش العام، ونقلت من بينهم جثتين عبارة عن أشلاء، مضيفين أن المساجد طالبت المواطنين بالتوجه بسرعة للمستشفى للتبرع بالدم لوجود حالات خطرة. وحول حصيلة الضحايا، قالت مديرية الصحة بشمال سيناء إن 3 عمال استشهدوا فى الحادث هم: حسن نبوى محمد 50 عاماً، وسالم الحسينى 39 عاماً، ومحمود محمد عبدالرازق 42 عاماً، فيما أصيب 17 آخرون، بينهم حالات خطرة، وهم: طاهر على عبدالسلام 40 عاماً، وأكرم مصطفى سعيد 42 عاماً، وهانى عايش إسماعيل 37 عاماً، وطارق قطب معوض 40 عاماً، ومحمد صلاح عزت 39 عاماً، ورامى عبدالغنى سليم 34 عاماً، ومحمد إسماعيل 30 عاماً، وصلاح السيد على 30 عاماً، ومحمد عبدالرازق 28 عاماً، ومحمود محمد محمود 39 عاماً، وسمير حسن سليمان 43 عاماً، وأحمد فاروق عبده 32 عاماً، وياسر سعد إبراهيم 28 عاماً، ومحمود عطية 39 عاماً، وحسام العبد38 عاماً. وأوضحت مصادر أمنية أن طائرة أباتشى مشطت المنطقة وطاردت العناصر الإرهابية بالمزارع، فور وقوع الهجوم، فيما أعلنت قوات الجيش والشرطة الاستنفار بسيناء. وفى تطور لاحق، قال «ح. ع. ع». أحد القيادات العمالية بمصنع الأسمنت إن العمال أوقفوا العمل بالمصنع إلى أجل غير مسمى، احتجاجاً على استشهاد زملائهم. وبالتزامن مع قصف المدرعة، هاجمت مجموعة مسلحة قسم شرطة «القسيمة» تحت الإنشاء واستراحة قوات الأمن التابعة للتربية والتعليم، بوسط سيناء، بالأسلحة الثقيلة والأر بى جى، ما أدى لتدمير أجزاء من القسم والاستراحة، بعد تبادل كثيف لإطلاق النيران مع قوات تأمين القسم. وأسفر الهجوم عن استشهاد سليم سالم مضعان 17 عاماً، مدنى جراء إصابته بطلق نارى فى الرأس، وإصابة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً. وفى رفح، قال شاهد عيان إن القوات الأمنية شددت قبضتها على مناطق الأنفاق، ونشرت دوريات وتعزيزات إضافية على الطرق السريعة بين الشيخ زويد ورفح ووضعت الكمائن والارتكازات الأمنية فى حالة تأهب تام. وفى سياق متصل، تمكنت عناصر حرس حدود الجيش الثانى الميدانى من ضبط فلسطينيين يحملان بطاقات رقم قومى مصرية أثناء محاولتهما المرور بمنطقة نقطة تفتيش حرس حدود كوبرى السلام شرق. وقال مصدر أمنى إن المتهمين اعترفا كذلك بدخول الأراضى المصرية عبر الأنفاق. إلى ذلك، حمّلت القوى السياسية بسيناء قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم محمد البلتاجى والداعية صفوت حجازى المسئولية عن الهجوم الإرهابى على أتوبيس العمال، فيما سارعت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وقيادات سلفية إلى نفى مسئوليتهم واتهموا قوات الأمن والمخابرات بالوقوف وراء الهجوم لاتهامهم بالعنف. وندد حزب «الكرامة» فى شمال سيناء، بأعمال الإرهاب الذى تحدث فى شبه الجزيرة منذ عزل محمد مرسى، وحمّل الحزب فى بيان أصدره صباح أمس، جماعة الإخوان وأنصارهم مسئولية الأحداث التى تشهدها سيناء، وقال إن تصريحات القيادى بالجماعة محمد البلتاجى والداعية صفوت حجازى تثبت وقوفهما وراء التصعيد فى سيناء. وقال القيادى العمالى محمد خطابى، إن الإخوان يدعمون الجماعات التكفيرية والتى تقاتل بالوكالة عن الجماعة، وأضاف عماد البلك، القيادى فى التيار الشعبى بشمال سيناء أن البلتاجى وصفوت حجازى وجماعة الإخوان مسئولون بصورة مباشرة عن حوادث العنف. كما حمل القيادى الناصرى، صقر الغول الإخوان والجماعات التى تطالب بعودة مرسى المسئولية عما يحدث فى سيناء، مشيراً إلى التصريحات التى أدلى بها صفوت حجازى وقال فيها إن القادم سيكون أسوأ. وقال الشيخ سلامة الأهتم، شيخ عائلات أولاد سليمان إنه يحمّل البلتاجى وحجازى وجماعة الإخوان مسئولية ما يحدث فى سيناء أيضاً من عنف. فى المقابل، حمّلت القيادات الإخوانية والسلفية الأجهزة الأمنية والمخابراتية والفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، المسئولية عن الهجوم، وقالوا فى تدوينات على صفحات الفيس بوك إن الهجوم على الأتوبيس هو تكرار لما حدث فى كنيسة القديسين فى الإسكندرية. ورفضت القيادات الإخوانية والسلفية الإدلاء بتصريحات للصحفيين مباشرة، خوفاً من ملاحقتهم أمنياً وقضائياً. ونقلت بعض المواقع الإلكترونية تسجيلات لعناصر محسوبة على التيار السلفى فى العريش تتهم القوات الأمنية باستهداف الحافلة، وقالت القيادات السلفية والإخوانية إن طائرة «الأباتشى» هى من أطلقت قذيفة «الآر بى جى» باتجاه الحافلة لتكمل مسلسلها فى منع أى تحرك لسيارات الأهالى ليلاً وخصوصاً على الطرق الحيوية. وقال عصام العريان، القيادى الإخوانى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إن الحادث مدبر من أجهزة استخباراتية، أزعجها الحشود بالميادين التى تطالب بالشرعية، وعودة المخلوع مرسى بالتظاهر السلمى. فى حين علق حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة على الحادث بصفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بقوله: «إن الحزب يدين كل أعمال العنف فى سيناء، فيبدو أن هناك من انزعج من الالتفاف الشعبى للمطالبة بعودة الشرعية ويريد جر البلاد للعنف»، كما أكد جهاد الحداد، القيادى بالجماعة أن العنف فى سيناء مفتعل، وقال فى تغريدة له على «تويتر» إنه لا يستبعد ضلوع المخابرات المصرية فى أعمال العنف بسيناء، لترسيخ فكرة الانقلاب العسكرى. ورد مسلم عريف، منسق «درع سيناء» ومحمد حجاب» منسق حركة «ثوار سيناء» وأحمد إبراهيم، منسق التيار الشعبى بالعريش، على تصريحات الإخوان قائلين: إن قيادات الجماعة تطبق المثل الدارج: «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته» فى إشارة منهم لتصريحات البلتاجى، وطالبوا بضرورة محاكمة قيادات الجماعة والقصاص من القتلة.