سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فتحى.. قصيدة ضد «مرسى» جعلته أحد ضحايا «سلخانة رابعة» عذبونى بالكهرباء واستولوا على 1200 جنيه.. و«البلتاجى» قال لى «خد 50 جنيه وانفد بجلدك» كنت شاهداً على قتل المهندس فريد شوقى تحت التعذيب والسحل بالصواعق الكهربائية
3 أيام قضاها فتحى مقبول، 51 سنة، محبوساً فى غرفة مصنوعة من الحديد ملاصقة لمسجد رابعة العدوية، تعرّض للضرب والتعذيب مع 8 آخرين، فارق أحدهم الحياة من شدة التعذيب بالصواعق الكهربائية «إلكتريك»، هو المهندس الشاب فريد شوقى، قبل أن يشاهده محمد البلتاجى القيادى الإخوانى ويطلب من شباب الإخوان أن يتركوه قائلاً له: «انفد بجلدك». جريمة فتحى أنه انتقد الرئيس المعزول بأبيات من الشعر قالها أمام مجموعة من أبناء بلدته فى مركز مغاغة، وهو فى طريقه لنقلهم بسيارته البيجو من المنيا إلى القاهرة للمشاركة فى تظاهرات رابعة المؤيدة لمرسى. كان بينهم 7 من عناصر الإخوان، سمعهم يتحدثون عن إنجازات مرسى ويصفون ما حدث فى 30 يونيو بأنه انقلاب نفّذه الجيش، وعندما تدخل فى الحوار واختلف معهم، راح ينتقد مرسى بأبيات شعر ارتجلها فى الحال، قائلاً «ما تقولى مين زيك يا مرسى مالك زىّ.. ما تسيبنا وتولى خليك جدع يا خىّ.. أنا مش خايف من النهارده أنا خوفى من اللى جىّ». عندما وصلوا إلى ميدان رابعة تركه الإخوان السبعة داخل سيارته، حتى دخلوا إلى الخيمة المخصصة لأبناء المنيا، وطلبوا منه المبيت معهم حتى يعود بهم إلى المنيا فى اليوم التالى، فوافق وترك السيارة فى محطة بنزين قريبة، ثم توجه إلى منزل ابنة عمه فى منطقة منشأة ناصر، وعندما عاد فى الموعد المحدد أعطوه 700 جنيه، نصف المبلغ المتفق عليه، وطلبوا منه الانصراف لأنهم سيواصلون الاعتصام فى الميدان، واستولوا على سيارته وهاتفه المحمول، واعتدوا عليه بالضرب. «الوطن» التقت الضحية فى مكتب العميد عبدالعزيز خضر، مفتش مباحث قطاع شرق القاهرة، واستمعت إلى شهادته، قال إنه فوجئ أثناء انصرافه من ميدان رابعة بمجموعة من الشباب المكلفين بتأمين المتظاهرين يلتفون حوله ويقولون له: «تعال معنا.. انت بتقول شعر تهاجم فيه الدكتور مرسى؟»، ثم اصطحبوه إلى غرفة حديدية ملاصقة لمسجد رابعة، واستولوا منه على 1200 جنيه وهاتفه المحمول، ووضعوا عصابة سوداء على عينيه، وانهالوا عليه ضرباً بالشوم وصعقاً بالكهرباء بواسطة «إلكتريك»، بعدما ألقوا عليه المياه، ووصف فتحى ما شاهده بأنه كان أشبه بسلخانة لتعذيب المعارضين. وأضاف: استمروا فى تعذيبى حتى سقطت على الأرض، فسحبونى إلى غرفة أخرى مجاورة كان فيها 8 أشخاص، منهم 4 بائعى كبدة و3 آخرون قالوا إنهم «حرامية موبايلات»، وشخص أخبرنى بأنه ملازم فى الجيش من محافظة السويس، ولم يخبرنى بحكايته لأنه كان لا يتحدث مع أحد، وقضيت مع هذه المجموعة الليلة الأولى فى شهر رمضان حتى حان موعد السحور فأحضروا لنا وجبة عبارة عن 3 قطع من الجبنة وعلبة زبادى و3 أرغفة من العيش، وفى صباح اليوم الأول من رمضان أخرجونا لتنظيف حمامات المسجد ومحيط المنصة الرئيسية، حتى موعد صلاة الظهر وبعدها جرى اصطحابنا إلى الغرف الحديدية مرة أخرى، وهى عبارة عن 4 غرف وطرقة مخصصة للتعذيب، وعندما حان وقت الإفطار أعطونى وجبة عبارة عن أرز ودجاج وفاصوليا. وبعد صلاة التراويح شاهدت مجموعة من الشباب يجردون شاباً من ملابسه فى الطرقة، ثم انهالوا عليه بالضرب والتعذيب حتى فارق الحياة، وعندها تم سحبه ونقله إلى سيارة الإسعاف الواقفة بجانب المنصة، وعندما شاهدت صورته مع العميد عبدالعزيز خضر مفتش المباحث عرفت أنه نفس الشخص الذى تعرض للتعذيب حتى الموت وأنه يُدعى فريد شوقى، وكانوا يضربونه بالشوم ويلقون عليه المياه ويصعقونه بالكهرباء حتى فارق الحياة، وكانوا يقولون إنه ضابط أمن دولة ومن محافظة الغربية. وتابع فتحى: وفى اليوم الثالث لاحتجازى حضر محمد البلتاجى وأسامة ياسين وصفوت حجازى، وعندما شاهدنى البلتاجى سأل الشباب المكلفين بالحراسة والتأمين: «الراجل ده بيعمل إيه هنا؟»، فقالوا: «مسكناه علشان كان بيعاكس فى الأخوات وبيقطع اليفط»، فاقترب منى البلتاجى وقال لى «انت صح بتقطع اليفط يا حاج؟»، قلت له: «أنا أشيلها على راسى»، ولما سمع كده قال لهم: «الراجل ده يمشى دلوقتى»، وبعد ما مشى البلتاجى مع ياسين وحجازى جاء شخص آخر اسمه الدكتور يوسف، وقال لى: «هتمشى دلوقتى»، ثم حضر البلتاجى مرة ثانية، وقال لى: «امشى»، فقلت له: «عاوز ال1200 جنيه اللى خدوها منى»، فقال: «خد 50 جنيه وانفد بجلدك». وأنهى فتحى حديثه قائلاً إنه لم يكن يعرف الركاب الذين استقلوا سيارته من مركز مغاغة فى المنيا، وإنهم طلبوا منه أن يصحبهم إلى ميدان رابعة العدوية، وعندما اتفقوا على المبلغ تحركوا من موقف السيارات فى مركز مغاغة الساعة 11 صباح يوم الاثنين الذى يسبق شهر مضان، ودارت بينهم مناقشات فى الوضع السياسى وهم فى الطريق، وعندما اختلف معهم وقال أمامهم شعراً ينتقد فيه مرسى، قرروا الانتقام منه وأرسلوا خلفه شباب الإخوان المكلفين بتأمين ميدان رابعة واحتجزوه لمدة 3 أيام.