«إياك وبطانة السوء، وإلا كان مصيرك مثل المخلوع»، دعوة يطلقها الجميع للرئيس المنتخب محمد مرسى أملاً فى أن تكون نهضة الدولة على يديه، وتحذيراً من مغبة مصير رئيس سابق صارت جدران حياته هى مستشفى طرة. فالرئيس الذى بدأ منصبه بخطاب يتودد فيه إلى الجميع بلغة «أهلى وعشيرتى» لم يفطن إلى أن سابقه بدأ باللهجة نفسها بل ودعا الدعوة نفسها وهى حظر وضع صورته فى أى من مؤسسات الدولة، فهل تكون بطانة الرئيس هى كلمة السر فى نجاحه أو فشله. كانت دوماً بطانته هى نفسه، لذا كان ديكتاتورياً فى قراراته.. هكذا وصف د. عبدالمنعم الجميعى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الفيوم، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رافضاً الحديث عن وجود تأثير للحاشية المحيطة به على قراراته: «عبدالناصر كان يريد من الجميع مبدأ كن فيكون، حتى المشير عبدالحكيم عامر الذى أحبه واعتبره جزءاً من نفسه عند شعوره بأنه انقلب عليه فى نكسة 1967 قام بإقالته وتحديد إقامته وهو ما حدث مع الإخوان أيضاً». وعلى العكس اعتبر «الجميعى» أن بطانة السادات كانت سبب شعبيته لكنها كانت السبب أيضاً فى قتله: «السادات كان ذكياً ويأخذ رأى بطانته التى يمكن وصفها بأنها أكثر بطانة نافقت رئيساً مصرياً، لكن نجاحه اعتمد على فطنته فى فهم طبيعة الشعب المصرى وأن يحقق كل قرار مصلحته ومصلحة البلاد فى نفس الوقت، لكن تلاشت هذه الفطنة عند قرار «اعتقالات سبتمبر» عندما استمع السادات إلى رأى بطانته وكان ذلك سبباً فى اغتياله». مع مبارك الأمر يختلف فلم يكن الرئيس المخلوع سيئاً كما آل به الحال فى نهاية حياته، كما يقول الجميعى، مشيراً إلى أن بدايته، من حيث كونه رجلاً شارك فى حماية الوطن كانت تبشر بالإنجازات، ولكن بطانته السيئة التى تمثلت فى رجال الدولة ثم زوجته ثم أولاده هى التى أساءت له: «كان يأخذ رأى بطانته فقط مثل زكريا عزمى وصفوت الشريف اللذين كانا يزينان له كل أفعاله، وكذلك زوجته التى كانت تدفعه دفعاً هى وأولاده إلى مشروع التوريث دون أن يقيم ولو للحظة أياً من تلك القرارات». «الرئيس الجديد إذا خلع رداءه الإخوانى وابتعد عن مشورتهم فسيحظى بالبطانة الصالحة»، هكذا نصح د. الجميعى «مرسى»، مؤكداً أن البطانة التى تعتمد على رأى واحد ووجهة نظر واحدة لا تختلف كثيراً عن بطانة الرئيس السابق ولكن بشكل مختلف.