فى أول أيام العمل، فوجئ موظفو الإيداع بالبنوك بكميات الأموال التى تدفقت على حساب صندوق دعم مصر «306306»، دون فارق بين بنوك خاصة وحكومية، وإن كان الإقبال على البنوك الحكومية أكثر.. «هو حضرتك عاوز تتبرع لصندوق دعم مصر؟» يسأل موظف الاستقبال بأحد فروع البنك الأهلى فى شارع السودان، عميلاً دخل لتوه من الباب، وحين يرد ب«نعم»، يتهلل وجه الرجل ويشير: «آخر شباك حضرتك وبالبطاقة بس... الموضوع سهل»، يستفسر العميل: «هو فيه إقبال ولا أنا بس اللى جاى أتبرع؟»، فيجيبه موظف الإيداع مبتسماً: «الحمد لله التبرعات بدأت وبشكل كبير ومن أول دقيقة». فى بنك فيصل الإسلامى اتبعت ليلى رسمى التعليمات، اتجهت مباشرة إلى «شباك 5» المخصص لتلقى تبرعات صندوق دعم مصر، ممسكة بمصحف، وشمسية تقيها حرارة الشمس لدى الخروج: «هو أنا المفروض أعمل إيه؟» قالتها السيدة لموظف الإيداع، فرد عليها: «حضرتك هتحطى المبلغ اللى انتى عاوزاه بالبطاقة فقط، وتاخدى إيصال بالدفع». «مبسوطة أوى إن الناس كلها ستتكاتف أخيراً عشان ننقذ مصر من أى إملاءات خارجية مقابل الفلوس اللى بتيجى لنا» قالتها «ليلى»، مؤكدة أن ابنتها «إسراء» طبيبة فى وحدة صحية بإمبابة، اتفقت وزميلاتها على إنشاء صندوق لجمع المساهمات وإيداعها فى الحساب. على مقعد آخر، جلس «عبدالرحمن»، مواطن أربعينى يتأمل «شباك رقم 5» ومن يتبرعون، متابعة «عبدالرحمن» هدفها تفعيل المشاركة الإيجابية، فقد سبق له أن تابع عمليات التبرع لكثير من الصناديق التى قيل إنها لدعم مصر ولم يعلم بعد ذلك أين ذهبت الأموال، لكنه هذه المرة متفائل وحذر أيضاً ينتظر أن يعرف بوضوح إلى أين ستذهب الأموال، وأن تكون هناك شفافية بشأن ما تم إيداعه من أموال أولاً بأول، وكيف يتم التصرف بها: «مش عاوز أسمع كلام، عاوز أشوف أفعال بجد». فى بنك الإسكندرية، بدا التفاعل أكثر، حيث قال الموظف المسئول عن الإيداع: «الناس بتدفع حلو جداً، بالدولار وبالمصرى والمبالغ كبيرة فعلاً والتفاعل ضخم مع الحساب، وبنستقبل أى تبرعات، الناس بتسألنا الحد الأدنى كام، وأنا بقول لهم التبرع مفتوح لكل الناس ولو بجنيه واحد»، المعنى ذاته أكده موظفو الاستقبال بالبنك الذين يجيبون عن أسئلة المواطنين والمارة بالشارع، وبدا موظف الإيداع ببنك مصر سعيداً للغاية بحجم الإيداعات: «الناس كتير جداً والزحمة أصلاً بسبب الصندوق الخاص بدعم مصر، والمبالغ اللى جاية مع اليوم الأول مبشرة.. بس مقدرش أعلنها».