تباينت مواقف المحافظين الذين تولوا إدارة البلاد فى مرحلة هامة وحساسة من عمر الوطن، فبينما رحب بعضهم بوصول مرسى للرئاسة، وواصلوا أعمالهم، اعتذر بعضهم عن الاستمرار معللين ذلك بعدم توافقهم الفكرى مع حزب الحرية والعدالة الذى حصل على السلطة، ووقف آخرون على الحياد وتعاملوا ببراعة مع ما يجرى، فى توافق واضح مع السياسة العامة، منتظرين تشكيل الوزارة وتكليفهم بالاستمرار فى عملهم من جديد. مصدر موثوق رفض ذكر اسمه أكد أن محافظ كفر الشيخ، اللواء أحمد زكى عابدين، غاب عن إدارة شئون المحافظة منذ أن قدمت حكومة الدكتور كمال الجنزورى استقالتها إلى المجلس العسكرى، مشيراً إلى أن المجلس التنفيذى غاب عنه المحافظ لأول مرة منذ توليه إدارة شئون المحافظة فى أبريل عام 2008، وأنه لن يعود مرة أخرى، حيث لا يوجد تفاهم بينه وبين نواب حزب الحرية والعدالة، سواء بمجلس الشعب المنحل أو بمجلس الشورى. على نفس المنوال أكد الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، أنه فى حكم المستقيل كغيره من المحافظين، وقال أنا أدير المحافظة حاليا كتكليف لحين تشكيل الحكومة الجديدة، وإذا طلب منى الاستمرار فى المحافظة فسأستمر فيها، مشيراً إلى أنه لم يكن مرتبطا بحزب معين أو قوى سياسية. اللواء جمال إمبابى، محافظ الإسماعيلية، أكد أنه مستمر فى أداء مهامه الوظيفية كمحافظ للإسماعيلية، فى حكومة تسيير الأعمال، وأنه يرفض التقدم باستقالته فى الوقت الراهن، مشيراً إلى أن طبيعته العسكرية تمنعه من انتهاج مثل تلك المواقف. من جانبه قال العقيد عمر عبدالمجيد، مدير عام مكتب محافظ مطروح، إن العمل سيكون كالمعتاد طبقا للخطط الموضوعة فى مختلف القطاعات، بينما رفض الدكتور عزت سعد، محافظ الأقصر، الاستمرار فى عمله فى التشكيل الجديد لمجلس المحافظين، مكتفيا بالفترة التى قضاها فى العمل بالمحافظة السياحية. أما محافظ الشرقية، الدكتور عزازى على عزازى، فحسم أمره مبكراً وقال إنه لم يستطع أن يندمج مع فكر جماعة الإخوان المسلمين، الذين تولوا مسئولية قيادة البلاد فى الفترة القادمة، وأضاف أنه ينحاز للثورة المصرية مؤكداً أن جماعة الإخوان المسلمين هم فصيل مهم وشريك فى هذه الثورة، ورغم ذلك فهو لن يتوافق معهم أو مع فكرهم، معتبرا أن هذا البعد الفكرى يدفعه أن يكون فاشلا فى تطبيق برنامجهم الانتخابى. واستعد اللواء صلاح المعداوى، محافظ الدقهلية، للرحيل عن منصبه مبكرا، حتى قبل أن تنتهى انتخابات الرئاسة، فقد غاب عن مكتبه لفترات طويلة بعد إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة. ورفض المحافظ استقبال المواطنين أو حل مشاكل مدرسى الحصة الذين يطالبونه بالتثبيت من أول يوم تولى فيه منصبه، إلا أنه تركهم أمام المحافظة ورفض مقابلتهم. وأكد اللواء محمد عبدالمنعم هاشم، محافظ السويس، فى تصريحات خاصة ل«الوطن» أنه حتى الآن لم يطلب منه أحد تقديم استقالته، موضحاً أن قانون الإدارة المحلية ينص على أنه بمجرد انتخاب رئيس جديد تعتبر الحكومة سواء وزراء أو محافظون مستقيلة من تلقاء نفسها، وأن إعادة تشكيل المحافظين لا يتم إلا بعد الانتهاء من تعيين الوزراء. وأضاف هاشم أنه وضع خطة عاجلة وأخرى مستقبلية لحل مشاكل المحافظة، وذلك بالتعاون مع نواب البرلمان بها من الإخوان وغيرهم، وأنهم عملوا جميعهم ككتيبة واحدة حتى تمكنوا خلال الفترة التى تلت الثورة من توزيع 5504 وحدة سكنية، وسوف يتم توزيع 3648 وحدة فى أول أغسطس القادم، سواء استمر فى منصبه أو لا. وعلمت «الوطن» أن محافظ دمياط، اللواء محمد على فليفل، مستمر فى تسيير أعمال المحافظة لحين تشكيل وزارة جديدة واختيار المحافظين. ومن المؤكد أن محافظ دمياط معروف بعلاقاته الطيبة بجميع القوى السياسية ونواب مجلس الشعب. فى نفس الاتجاه أكد المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، ل«الوطن» أن الحكومة المشكلة من قبل الدكتور محمد مرسى، الرئيس المنتخب بإرادة الشعب المصرى، لن ترجئ حركة تنقلات سريعه للمحافظين، مبينا أنه من الواجب أن تعطى تلك الحكومة الفرصة. وقال المهندس مختار الحملاوى، محافظ البحيرة، إنه يواصل ممارسة عمله كمحافظ للإقليم بكل إخلاص وتفان فى خدمة المواطنين، مشيراً إلى أنه سيعقد اجتماعا موسعا للمجلس التنفيذى للمحافظة فى إطار الاستعداد للعام المالى الجديد، بحضور رؤساء المدن والمراكز ومديرى مديريات الخدمات ورؤساء القطاعات والشركات، لوضع الخطوط العريضة للعام المالى الجديد، حيث يقوم كل رئيس قطاع بعرض خطته الاستثمارية للعام المالى 2012/2013. كما أكد اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، أنه لن يستمر فى منصبه الفترة القادمة، حتى لو عرض عليه، لأنه يؤمن بأن مصر تحتاج للشباب خاصة فى محافظة أسوان، وأنه قابل فى الفترة الماضية معوقات بعد ثورة 25 يناير المجيدة، بعد الإضرابات والوقفات والاحتجاجات، أثرت على أدائه الحقيقى، وعلى دوره الأساسى فى التنمية، رغم أن له مشروعات ملموسة لدى المواطن الأسوانى. اللواء سراج الدين الروبى، محافظ المنيا، قال إنه يعمل بإخلاص مع أى قيادة سياسية، وإنه يبتغى وجه الله فى مساندة الإرادة الشعبية التى اختارت مرسى رئيسا للجمهورية، وأنه سيستمر فى أداء مهمته حتى إشعار آخر.