بعد أن خرج بيان القوات المسلحة ليمهل الرئيس وجماعة الإخوان مهلة محددة قدرها 48 ساعة لحل الأزمة والاستجابة لمطالب الشعب، خاصة بعد أن حظى البيان بتأييد الشريحة الأكبر من الشعب المصرى، أصبح اللعب بين الرئيس والجيش بشكل مباشر، لكل منهما من يؤيده، الرئيس لديه الإخوان والجيش لديه الشعب. لكل منهما أوراق اللعب الخاصة به، الإخوان يتبجحون بدعم أمريكا الذى يحصلون عليه لقاء السيطرة على الجهاديين فى سيناءوغزة، إضافة إلى الدعم الواسع الذى اكتسبوه مؤخراً فى الحرب على المحور الشيعى، وعلى الجانب الآخر، يقف الجيش بورقة ضغط رابحة هى تعاطف الشعب وتأييده، إضافة إلى المعارضة التى يستند إليها. تسبب بيان الجيش فى حالة من الإرباك والتوتر فى أوساط صناع القرار فى الإدارة الأمريكية، حيث قالت شبكة «بلومبرج» الإخبارية الأمريكية، إن بيان القوات المسلحة وقرارها بمنح الرئيس مرسى مهلة 48 ساعة لاستعادة النظام والاستجابة لمطالب المتظاهرين، وضع صناع القرار الأمريكيين فى أزمة ومعضلة كبيرة، مشيرة إلى أنها قد تجبر أوباما على الاختيار بين دعم الرئيس المنتخب ديمقراطياً، وبين دعم التحرك العسكرى بهدف احتواء الفوضى ومنع أى تحرك لحلفاء الإخوان لفرض الخط الإسلامى على مصر. وقال آرون ديفيد ميللر، مبعوث واشنطن السابق بالشرق الأوسط، إن «هناك ارتباكاً أمريكياً واضحاً فى سياسات أوباما فيما يخص مصر، فبينما تحاول الولاياتالمتحدة احترام نتائج الانتخابات الرئاسية، لم يرغب الرئيس الجديد فى التعاون مع المعارضة، كما أن الإدارة الأمريكية لم تضغط عليه لتنفيذ إصلاحات واسعة وإشراك المعارضة فى الحكم». وأشار روبرت سبرينجبرج، أستاذ شئون الأمن القومى بكلية البحرية بكاليفورنيا، إلى أن «الوضع الآن أصبح لعبة خداع بين الجيش والإخوان، لكل منهما أوراق اللعب الخاصة به، وإن ظن الجيش أنه يمتلك أوراقا للعب، فإن الإخوان أيضاً لديهم أوراق للعب». وتابع: «مرسى لديه الإخوان يدعمونه، فى حين أن للجيش معارضة ضخمة يستند إليها، الجميع أصبح ينظم حساباته ويراهن على رد فعل الآخرين، ولم يكن رد الفعل الأمريكى كافياً أو مكافئاً لما حدث بالفعل. دعم الإخوان خاطئ وينم عن قصر نظر فظيع». وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن الإخوان يراهنون على الدعم الأمريكى بسبب ما أظهروه من براجماتية فى التعامل مع شئون الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على حركة «حماس» والجهاديين فى غزة، وإبرام اتفاق التهدئة بين «حماس» وإسرائيل فى أعقاب عملية «عمود السحاب» العسكرية، التى شنها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة فى نوفمبر الماضى، مشيرة إلى أن «مرسى» اكتسب احتراماً هائلاً لدى الإدارة الأمريكية فور إنهاء الأزمة فى غزة، إضافة إلى الإعجاب الذى يحظى به «مرسى» بسبب المحور الذى كونه الإخوان لشن حرب ضد المحور الشيعى فى الشرق الأوسط. وأضافت: «الإخوان ظهروا كعامل استقرار يحفظ أمن إسرائيل فى المنطقة خلال الفترة الماضية، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية تتمسك بالإخوان، وهو أيضاً ما يجعل الإخوان يراهنون على دعم أمريكا كورقة ضغط ضد الجيش إذا ما نفذ تهديداته بالفعل بالتدخل لإنقاذ البلاد إذا انقضت ال48 ساعة المهلة لحل الأزمة والاستجابة لمطالب المتظاهرين». وأكدت «معاريف» أن عنف الإخوان ويقين الشعب من أن الجيش لن يخرج ليطلق النيران على الشعب، يجعلان الجيش يتحكم فى ورقة ضغط رابحة هى تعاطف الجماهير معه. أخبار متعلقة: من إسرائيل ل"أمريكا": الإخوان "صلاحيتهم انتهت" هجوم أمريكى ضد «أوباما» بسبب إصراره على دعم «مرسي» سياسيون: الإدارة الأمريكية تخلت عن دعم الإخوان.. وسقوط «مرسى» وشيك دبلوماسيون: الموقف الأمريكى مع الإخوان مثل موقفها مع مبارك «يترقب.. يدرس.. يقرر» المخابرات الإسرائيلية: «السيسى» رفض ضغوط «أوباما» للإبقاء على «مرسى» رئيساً شكلياً