لست أدرى كيف سيكون شعور الرئيس «محمد مرسى» وهو يتلو اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا؟ وما هو إحساسه بكل كلمة أو عبارة من عبارات هذا اليمين الذى يقول «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه». فاللسان يعبر والواقع يصدّق أو يكذّب. والسؤال هل يصدّق الواقع لسان الدكتور «مرسى» وهو يتلو هذه الكلمات؟. «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى»، كيف تستقيم هذه العبارة مع ما ذكره الدكتور «مرسى» فى خطابه الأول إلى الأمة، عندما استشهد بمقالة أبى بكر الصديق رضى الله عنه يوم تولى الخلافة: «إنى وُليت عليكم ولست بخيركم، أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم». هذا الاستدعاء يشير إلى أن الدكتور ينظر إلى «الجمهورية» وكأنها ولاية والرئيس ك«والٍ»، وأفراد الشعب ك«رعايا». تعال بعد ذلك إلى العبارة الثانية التى تقول «وأن أحترم الدستور والقانون»، وهى عبارة مهيبة ومحترمة جدا، «بس» على المستوى النظرى فقط. فهل يوجد لدينا دستور حتى يقسم عليه الرئيس، أم سيردد فى سره بعد أن يقول وأن أحترم الدستور «اللى لسة حيكتب»؟! فكل ما لدينا هو إعلان دستورى ولا يصح أن يحلف الرئيس الجديد على «سمك فى ميه»! أما «القانون» الذى لم يحترم حق رئيس الدولة فى أن يقسم يمين الولاء أمام ممثلى الشعب داخل البرلمان فلست أدرى ماذا سيكون إحساس الدكتور مرسى به وهو يردد اللفظة المعبرة عنه أمام المحكمة الدستورية؟ ثم كيف يطمئن قلب الرئيس وهو يردد عبارة «وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة» أمام قضاة وليس أمام نواب الشعب، الأولى به أن يقول «وأن أرعى حقوق قضاة مصر رعاية كاملة». فالقضاة -مع احترامى لهم- ليسوا سلطة ممثلة للشعب. وتوقف مليّا أمام العبارة الأخيرة التى تقول «وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، كيف سيحقق الرئيس الجديد ذلك وليس له أى سلطة على قرار المجلس العسكرى؟ فالإعلان الدستورى ينص على أن «المجلس الأعلى للقوات المسلحة يختص بالتشكيل القائم وقت العمل بهذا الإعلان الدستورى بتقرير كل ما يتعلق بشئون القوات المسلحة»، وبالتالى فليس للدكتور مرسى أن يملى عليه أى قرار، فالمجلس هو الذى يقرر الحرب، ومن حقه أن يقرر أيضاً هل يمكن للجيش المصرى الدفاع عن أراضينا فى حالة هجوم عدو عليها أم لا! بغض النظر عن رأى الرئيس. إننى أريد أن أستحلف أى مواطن «أخ» فى هذا البلد ب«حق الأخوة» أن يفهمنى: الرئيس حيحلف على إيه؟!