قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن رفض الإدارة الامريكية إدانة موقف الجيش المصري بالتدخل أعطى انطباعا واسعا في واشنطن والشرق الأوسط أن أوباما يدعم الانقلاب العسكري ضد مرسي. وأوضحت الصحيفة أن هذه الرؤية تتناقض مع قناعة كثير من المصريين بأن الإدارة الأمريكية لديها تحالف سري لدعم مرسي وجماعته. ونقلت الصحيفة عن عدد من مصادرها أن موقف أوباما الأخير هو أحدث مؤشر على العلاقات المضطربة بين أوباما وجماعة الإخوان التي احتضنتها واشنطن بعد ثورة 25 يناير، ودللت الصحيفة على موقف أوباما المرتبك بأنه رغبة منه في الاستفادة من نفوذ وحضور الإخوان في الشارع، وأن أوباما تجنب انتقاد سياسات مرسي الفاشلة والديكتاتورية التي دمرت اقتصاد مصر ولكن في نفس الوقت لم يضغط البيت الأبيض على حلفائه في دول الخليج لدعم نظام الإخوان اقتصاديا أو دبلوماسيا. وأضافت الصحيفة أن أوباما ووزارة الخارجية الأمريكية رفضا أكثر من مرة إدانة موقف الجيش المصري، وبدأ أوباما الذي اكتفى في تصريحاته الأخيرية أثناء زيارته لتنزانيا بالدعوة للهدوء والسلمية، وكأنه يقوض حكم مرسى بتأكيده على أن إدارته لا تدعم طرفا بعينه في الصراع الدائر. ورأت الصحيفة أن صعود جماعة الإخوان كان أحد أكبر التحديات التي واجهت أوباما في سعيه للتعامل مع توابع للثورات العربية التي اجتاحت دول الشرق الأوسط. من جانبها، قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن أوباما الذي تعلم درسا من تجربته مع مبارك في 25 يناير، يلعب الآن نفس لعبته مع مبارك ولكن بشكل أكثر "أمنا" وتنوع لخيارات الجيدة. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما تبنى موقفا حازما تجاه مبارك ودعاه للتنحي، وعندما تكرر الأمر مع مرسي كان أوباما أكثر حكمة حيث عبر عن أن التزام الولاياتالمتحدة تجاه مصر هو التزام تجاه البلاد وليس تجاه أي فرد أو حزب معين، فأوباما يخشى الظهور بمظهر يجعله يبدو وكأنه يفرض إرادة أمريكا على العالم العربي ولذلك قال إن "اختيار من يحكم مصر هو شأن المصريين".