أسعار اللحوم والدواجن اليوم 28 سبتمبر بسوق العبور للجملة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    الضاحية الجنوبية في بيروت تتعرض لهجوم إسرائيلي واسع وعنيف ومتواصل    فصائل عراقية تعلن استهداف موقعا إسرائيليا في الجولان المحتل بواسطة الطيران المسير    بايدن يوجه بتعديل وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط    تشكيل ليفربول المتوقع أمام وولفرهامبتون.. محمد صلاح يقود الهجوم    بسبب الخلافات.. قاتل ابن عمه ب المنوفية في قبضة الأمن    اختبار شهر أكتوبر رابعة ابتدائي 2025.. المواعيد والمقرارات الدراسية    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي بعد صراع مع السرطان    "الصحفيين" تحتفل بمئوية فؤاد المهندس، اليوم    عودة أسياد أفريقيا.. بهذه الطريقة أشرف ذكي يهنئ الزمالك بالسوبر الأفريقي    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    هشام جمال ينصح المشاركين في «كاستنج»: حاول مرة أخرى إذا فشلت    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    ميلان يتغلب على ليتشي بثلاثية بالدوري الإيطالي    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    نبيل الحلفاوي يوجة رسالة للزمالك بعد فوزه بلقب السوبر الإفريقي    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء عبد المنعم كاطو: "السيسي" هو المسئول الأول عن أمن مصر حالياً.. ورسالة للشعب "كمل ثورتك"
سألت الخبير العسكرى داخل إدارة الشئون المعنوية: «هل هناك فرصة أمام الإخوان؟» فقال: «انتهت»
نشر في الوطن يوم 02 - 07 - 2013

فى مكان له طبيعته الخاصة حيث النظام والانضباط، هنا فى مدينة نصر فى إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وخلال سماعى لصفير البروجى، الذى تحدث لى عن طبيعة المكان قبل أن أتأمله، كان حوارى مع اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير الاستراتيجى، داخل أحد المكاتب بهذا المبنى، الذى تأكد لى خلال وجودى به أن هناك ثورة حقيقية شاملة، قائمة فى البلاد الآن، ليست ثورة شعب فقط، بل ثورة جيش أيضاً. ضابط كبير برتبة لواء يصافح ضابطاً أقل رتبة دخل إلى مكتبه، وهو يقول متهللاً «أصواتك وأناشيدك عالية ومدوية ربنا معانا». بينما اللواء عبدالمنعم كاطو يبتسم فى بداية حواره ل«الوطن» بثقة، قائلا: القوات المسلحة لن تسمح بإهدار دماء المصريين، ولن تسمح بأى حال بوقوع حرب أهلية، وستتدخل لتلبية مطالب الشعب، مؤكدا أن الجيش نزل إلى الشوارع منذ أيام، بشكل استباقى، بناء على معلومات مؤكدة لديه بالاتجاه لحدوث عنف.
■ ما رأيك فى مشهد مظاهرات 30 يونيو وخروج آلاف المواطنين للشوارع؟
- ما حدث هو هبّة شعب، «وإذا الشعب يوماً أراد الحياة.. لا بد أن يستجيب القدر»، وبخروجه أمس الأول، فإنه أكد على أنه لا يرضى بإهانة كرامته، لذا لا بد أن تستجيب الرئاسة، خصوصاً أن لديها أمثلة قديمة وقريبة، آخرها ما فعله «مبارك» فى نهاية أيامه، لذا فلا بد أن تسارع القيادة السياسية المسئولة عن إدارة البلاد الآن بالاستجابة لإرادة الشعب قبل أن يتفاقم الوضع.
■ ما أبرز مطالب الشعب التى يجب أن تستجيب لها الرئاسة الآن؟
- فى البداية لا بد أن نعلم أن هناك مطالب للشعب تجعله يتجاوب مع الرئاسة ويصبر عليها، وهذه المطالب يمكن أن تجد قبولاً من قبل الشعب بنسبة 30%، وهى قرارات سياسية لا بد أن تتخذها الرئاسة قبل المهلة الموضوعة من قبل جبهة «30 يونيو»، على رأسها حكم دستورى قويم، وحكومة قوية قادرة على النهوض بمصر، وثالثاً «اعتذار القيادات السياسية عن ما فعلته من إهانة للشعب بالتفوه بألفاظ نابية فى مواجهته».
■ قلت «يمكن أن يتجاوب الشعب بنسبة 30%»، فإذا لم يتجاوب، ما الحل؟
- إذا لم يستجب الشعب واتجه لاستمرار ثورته الوطنية القومية القائمة حالياً، وإصراره على إزاحة النظام، وهذا أمر متوقع، وظل مصراً على الوجود بالميادين، فهنا على الرئيس محمد مرسى أن يرحل إنقاذاً للموقف، لعدم جر البلاد إلى وضع لا يعلم نتائجه أحد.
■ إذا أصر الشعب على ثورته بإزاحة النظام، ماذا ستفعل القوات المسلحة فى ذلك الحين؟
- القوات المسلحة لن تتدخل إلا فى حالتين، أولاهما أن الشعب يريد جدية تدخلها وذلك حين تحدث أعمال عنف تؤدى إلى خلل الأمن بالبلاد، وثانيهما أن يصر الشعب على الوجود فى الميادين وتتعطل المصالح بالبلاد، فمصر لا تحتمل تعطل الأوضاع داخلياً بها لفترة طويلة، فخلل الأوضاع الداخلية يؤدى إلى تدهورها وخللها خارجياً.
■ ما الفترة التى ستتدخل بعدها القوات المسلحة؟
- القوات المسلحة ستتدخل بقرارات حازمة، إذا ظل المواطنون فى الشوارع والميادين لمدة 5 أيام، وتدخلها لن يكون انقلاباً وإنما سيكون تدخلاً بناءً على طلب وأمر الشعب، مع التأكيد له على أن القوات المسلحة لن تعيد تجربة المجلس العسكرى مطلقاً.
■ كيف تقرأ نزول الجيش للقاهرة والمحافظات منذ أيام؟
- انتشار الجيش جاء كنوع من استباق أى أحداث سيئة، لا قدر الله، خاصة بعد أحداث الجمعة الماضية، فهل ننتظر كما حدث فى 28 يناير 2011، بالطبع لا، لذا أخذت القوات المسلحة خطوة استباقية، فالقوات المسلحة لها دور رئيسى فى الاستباقية، تنفذ المهمة الخاصة بها فى أقرب وقت لمنع -لا قدر الله- نزيف الدم ووقوع الضحايا، حيث انتشرت بعض الوحدات من القوات المسلحة بالقرب من مناطق متوقعة للأحداث، لتتدخل فور حدوث ما يستدعى، أو أى طلب لتدخلها.
■ هل جاء انتشار القوات المسلحة فى مناطق محددة بناء على معلومات أو خطط مدروسة لتفجر حرب أهلية بها، خاصة أنك أخبرتنى أنها جاهزة للتدخل حال حدوث تلك الحرب؟
- تتدخل ما قبل حدوث حرب أهلية، وهذا ما دفعها للانتشار، هى لا تنتظر، أى مخطط اسراتيجى -وطبعا التخطيط العسكرى تخطيط استراتيجى- يدرس كل سيناريوهات الموقف، فهى لا تعتمد على قرارات عشوائية، وإنما على دراسات يقوم بها متخصصون وقادة مسئولون، تجرى الدراسات بالتدريج، وتضع تساؤلات واحتمالات، هل من الممكن أن تكون هناك أحداث، إذا كان هناك أحداث بالفعل، يقال ما هذه الأحداث، والأسباب التى تؤدى إلى هذه الأحداث، من القائم بها، ما الأماكن الأكثر عرضة لهذه الأحداث، من الذى يقوم بهذه الأحداث، ما هى قوة الشرطة صاحبة المسئولية الأولى فى التصدى لذلك، هل سيطلب من القوات المسلحة أن تتدخل، ولو تدخلت بماذا ستتدخل... كل هذه السيناريوهات يوضع لها تقديرات، عندما تدخل القوات المسلحة فى شىء تتدخل فيه بناء على أسس علمية مدروسة بقرارات مدروسة وعلمية وقابلة للتنفيذ، بحيث تنجح فى المهمة الموكلة إليها، القوات المسلحة لا ترتضى إطلاقا أن نصل لمستوى حرب أهلية، لا يمكن، ولن تسمح بإهدار دم المصريين، كلنا مصريون، مهما كانت الفصائل، أكبر ما يضر بهذا الوطن هو الفتنة بكل أنواعها، الفتن التراكمية، كل هذه الفتن يبنى عليها انهيار فى الداخل، وهذا لن تسمح به القوات المسلحة إطلاقا، القوات المسلحة تدخلت لحتمية الوقت واحتياج الوطن لها فى هذا التوقيت، فتدخلت من واجبها الوطنى، والعسكرى الأساسى بالنسبة للقوات المسلحة.
■ قلت إن تدخل القوات المسلحة بناء على دراسات علمية ومعلومات مؤكدة، لماذا تشير تلك المعلومات فى الوقت الحالى؟
- طبعا، لو كان لدىّ معلومات، فلن أخبرك بها، لكن أستطيع أن أقول لك إن يوم الجمعة الماضى 28 يونيو، على سبيل المثال، حدثت مظاهرات عند رابعة العدوية، بدأت قوية، وانتهت بالدعاء على الشعب المصرى، هذا الدعاء من مظاهر الضعف، مثل هذه الأدعية لا تعتمد على قوة، وإنما إحساس بالضعف، شعروا بالضعف، عندما رأوا مشهد التحرير منذ يوم الجمعة، وزيادة أعداد المتظاهرين فيه، كل المحافظات قامت بمظاهرات، وهناك مقرات للإخوان تعرضت للحرق، وهذا أمر مرفوض، فأى تدمير أو عنف مرفوض، لأننا ننادى بالسلمية، لنظهر أمام العالم بالسلمية والطهارة والتحضر لدى كل أفراد الشعب المصرى.
■ هل ترى أن الإخوان ما زال بمقدورهم جعل جموع الشعب المصرى يدا واحدة؟
- انتهت، كانت الفرصة أمامهم لكنها انتهت، وأضاعوها من أيديهم، وعلى كل حال أتمنى أن تكون لديهم مبادرات تمنع هذا الشعب من القيام بثورته، والاحتجاج ضدهم.
■ ما البديل ما دامت فرصة الإخوان انتهت؟
- البديل هو الشباب والثورة، التى دعت إليها جبهة 30 يونيو، ومجموعة تمرد، هناك ثورات لم نذكرها لكنها ثورات، وعلى سبيل المثال ما حدث فى يومى 9 و10 يونيو عام 1970، كان ثورة أجبرت الحاكم أن يستمر ويعمل على استعادة وضع مصر لما كانت عليه، كل هذه المظاهر تدل على أنها ثورة، كانت هناك ثورة فى 25 يناير، وهناك ثورة تصحيح فى 30 يونيو، من الممكن أن يستوعبها النظام الحاكم، وأن يعلن استجابته لجميع مطالب الشعب وإعلان البدء فى إصلاحها من اليوم، وإن لم يحدث، فنحن أمام ثورة حقيقية شرعية، كما أعلن الأزهر، والسياسيون، وأقر الدستور، ثورة المصريين اليوم شرعية بشرط أن تبقى سلمية، أى نزيف دم فيها يسأل عنه صاحبه، الذى حرص وقاد وارتكب أى نوع من الإثم فى أن يقع نزيف الدم هذا.
■ من تراه يصلح لإدارة البلاد فى حال نجاح الثورة وتخلى النظام عن عناده والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، لن تتم قبل 4 أشهر على الأقل من الآن؟
- مقتنع بما قاله شباب «تمرد»، الذين سألوا وتمحصوا قبل أن يكوّنوا هذه الرؤية، وهى أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد الشرفية، على أن تتولى حكومة تكنوقراط قوية، وتتولى القوات المسلحة خط الأمان والدور الدفاعى لمصر، ثم تبدأ مراحل بناء كيان الدولة، بأن يكون الدستور أولا، وأن يكون متفقا عليه من متخصصين فى صناعة الدساتير، ثم إجراء انتخابات بناء على دستور يرتضيه الشعب، وما يطمئن فى هذا الشأن أن الشعب أصبح لديه وعى كامل، والشخص البسيط أصبح يفهم فى السياسة، ويفهم حقوقه وواجباته، وما له وما عليه، وفى المرحلة المقبلة أول شىء هو أن يصدر نظام يؤكد على ضرورة اللحمة المصرية، وأن يتداخل جميع طوائف الشعب، ويكون لنا جميعا هدف واحد، لأنها لو تفرقت وأصبحت 10 أهداف، سيكون الأمر انتهى، فلا بد من هدف واحد نلتف حوله، لفترة انتقالية، نختار الحاكم، والنظام الذى نريده سواء برلمانيا أو رئاسيا أو مختلطا، ويكون لنا حاكم يرتضيه الشعب بالكامل، الشعب اختار الرئيس مرسى وهذا ليس عيبا، وارتضينا به بعد أن حصل على الأغلبية، وشرعية الصندوق واجبة ومحترمة، لكن شرعية القسم الدستورى غير قائمة ولا موجودة.
■ ماذا تعنى بالشرعية الدستورية؟
- الرئيس أقسم القسم الدستورى الواجب، ولكن كثيرا من بنود هذا القسم لم تتحقق، وعندما نختار بين شرعية الصندوق والشرعية الدستورية، نختار الشرعية الدستورية لأنها أهم من شرعية الصندوق، والرئيس مرسى لم يف بالشرعية الدستورية.
■ برأيك، كيف خالف «مرسى» الشرعية الدستورية؟
- أولا، النظام الجمهورى يفرض أن يكون الرئيس رئيسا لمصر، واتضح أن اتجاه مرسى ليس رئاسة كل المصريين كما أقسم، وإنما فرقة وفصيل واحد، ثانيا الرئيس لا بد أن يحقق هدف الشعب، لكن للأسف ما حدث هو تقسيم لفئات الشعب، أمل الشعب فى الثورة، حرية وعيش وعدالة اجتماعية لم يتحقق، اختياره لمستشاريه كان بشكل لا يرتضيه الشعب، الدستور وضع بطريقة لا يرتضيها الشعب، فأى استفتاء على مستوى العالم يحصل على الأغلبية، لكن بعد أن حصل الدستور على الأغلبية، قالوا إنهم سيعدلون الدستور، الإعلان الدستورى الذى أعطى لنفسه من خلاله كل الامتيازات وضع الشعب فى صدمة، وكان بداية عدم الاستقرار، كل ذلك يدخل فى الشرعية الدستورية، التى كان لا بد من احترامها احتراما مطلقا.
■ «مرسى» اعترف بأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى لم يستشره قبل بيان «مهلة الأسبوع».. ما وراء ذلك؟
- منقدرش نحدد، هل قاله للقائد الأعلى أم لا، لأن هناك اجتماعات مغلقة، واتصالات وما إلى ذلك، لكن الفريق السيسى، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة اتخذ من الإجراءات، ليخاطب أفراد القوات المسلحة بما يحقق أمن مصر، لم يخرج عن السياق، تحدث عن أمن مصر ومسئولية القوات المسلحة عن أمن مصر.
■ لكن «مرسى» أكد أمام السيسى، ولا يزال، أنه القائد الأعلى؟
- عذرا، اليوم أنتِ صحفية وعندك رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير، لكنك فى النهاية لك رأى، والقائد العام عبّر عن رأيه لأفراد القوات المسلحة، ولم يصدر البيان عبر التليفزيون، أو قال إنه بيان للشعب، إنما خاطب ضباط القوات المسلحة، ليخبرهم بواجبهم خلال الفترة القادمة، منبها بأن كل ما يحدث فى هذا الموضوع خطر على أمن الدولة، وأنكم كقوات مسلحة عليكم مسئولية فى الفترة القادمة، هناك غيوم وضباب على وضع الدولة، وهذا حقه السياسى والعسكرى، فهو لم ينقلب على شىء، لكنه تحدث مع القوات المسلحة والضباط المسئولين، بشكل لا يتعدى سلطاته، لكن الشعب وجد البيان مرضيا له.
■ معك حق، لكن عن ماذا أسفر بيان «السيسى» فى العلاقة مع «القائد الأعلى»؟
- لم يخرج الفريق السيسى عن الإطار، لكنه بادر للعمل بسلطاته وصلاحياته، هو يتحدث للقوات المسلحة، التى هو قائدها، ونقل حديثه للشعب.
■ لكنه دعا النظام والمعارضة لمصالحة وطنية، كما دعا جموع الشعب لها؟
- هو لم يقل شيئا للشعب، لكن عندما تناقلها الشعب، اطمأن بها، هو أراد طمأنة الشعب عن طريق خطابه للقوات المسلحة، وهذا يفرق كثيرا سياسيا، وعسكريا، هو خاطب ضباطه، وعندما وصل هذا الأمر للشعب اطمأن، خاصة أن هناك قلقا فى الفترة الأخيرة، والسؤال المستمر والدائم هو إلى أين نحن ذاهبون؟ وأين القوات المسلحة فى المرحلة القادمة؟ هناك ضبابية فى الموقف، الشعب المصرى متحضر ولديه حضارة طويلة، الناس عايزة تطمئن على مستقبلها، وهنالك قلق من التآمرات على مصر، فى وسط كل ذلك، كان لا بد من رسالة تطمين للشعب، كان واجبا على رئيس البلاد أن يقوم بها، لكنه لم يقم، وعندما غابت الطمأنة ولم يقم بها الرئيس، قام بها المسئول الأول عن أمن البلاد.
■ لكن «السيسى» خاطب المعارضة ووسّط اللواء محمد العصار ليتعرف على موقفهم من المصالحة التى دعا لها، وهذا يتجاوز مسألة الأمن؟
- جبهة الإنقاذ تعاملت مع بيان الفريق السيسى، وترجمته لصالحها، والتيارات الإسلامية ترجمت البيان لصالحها، وأنه دعم للشرعية، وغير ذلك من حديث، والحقيقة أن المقصود بخطاب السيسى هم جبهة الشباب، السيسى كان يوجه خطابه للشباب، لأنهم هم القائمون بالثورة وأصحابها، وهم مستقبل البلاد، وهذه شطارة البيان، الذى أخذته كل من جبهة الإنقاذ والإخوان على أنه دعم لهم، لأن القوات المسلحة ليست إلا ملكا للشعب الذى به جميع الطوائف، الشعب كله تفهم وجهة نظر الجيش، أن القوات المسلحة تقف إلى جانب الشعب كله، ولا تنحاز لفصيل على حساب الآخر، إنما الرسالة أساسا موجهة لشباب مصر، وكان يريد أن يقول لهم «اطمئنوا، شدوا حيلكم مصر هترتقى بيكم».
■ ماذا تقصد ب «يشدوا حيلهم»؟
- بالإنتاج، فالشباب لا بد أن يحصل على حقه، ويعرف التزاماته، لا بد أن يحقق الشباب ثورته، شعب مصر كله انتصر للثورة، والقوات المسلحة حمت الثورة، ولولا القوات المسلحة لما كانت هناك ثورة، هو يقول للشباب استمر وأكمل ثورتك، هذه هى الرسالة، أراد السيسى أن يقول إننا لن نرضى أبدا أن يضرك أو يقتلك أحد، لن نرضى أو نسمح بإراقة دماء.
■ مع السيناريو الرابع وتدخل القوات المسلحة بثقل، ما أبرز القرارات التى يتوقع أن تتخدها؟
- أقل شىء، أحكام عرفية، ومنع التحركات، وفرض حظر التجول، والقبض على الرؤوس التى تحرض على حرب أهلية، بطرق قانونية، سيتم فرض النظام، ومنع المواطنين من الوجود بالشوارع، وسيتم القبض على المتآمرين على مصر، وستجرى محاكمات سريعة، وسيعاد الهدوء للدولة، وفى كل هذا نتذكر أن القوات المسلحة لن تترك الشعب.
■ هل من الممكن أن يتكرر سيناريو المجلس العسكرى بعد مبارك مرة أخرى؟
- لا، المجلس العسكرى لن يعود مرة أخرى، ولكن ستكون فترة محدودة جدا وسيكون المسئول عن البلاد اسمه حاكم عسكرى، لحين الدخول فى السيناريو الرئيسى الذى وضعته «تمرد».
■ ما المدة المتوقعة لهذه المرحلة؟
- 3 أسابيع أو شهر على الأكثر، فترة لفرض النظام على الدولة.
■ ماذا يحدث فى سيناء، وماذا جرى فى تحقيقات اغتيال جنودنا ال16 فى رفح، وخطف السبعة، نريد أن نفهم ماذا يحدث؟
- كان هناك خطة لتصبح سيناء إمارة، خارج حدود مصر، وصاحب هذا المشروع ناس كثيرون، منهم إسرائيل يليها حماس يليها بعض الإسلاميين العالميين، كان هناك مشروع لدى إسرائيل، لاستقطاعات من سيناء وكذلك عدة دول، ميزة القوات المسلحة أنها علمية، وتبحث كل شىء، ولديها معلومات، وتتكتم عليها ولا تفصح عنها فى أى وقت، وعندما يأتى الوقت المناسب تفصح عنها، ولكن تعمل لدرء التهديدات وإحباط المحاولات، فى الفترة ما قبل الثورة، كان هناك سيطرة كاملة على سيناء، لكن ما بعد الثورة حدثت بعض التغيرات، حيث اختل الأمن فى سيناء، المساجين من البدو هربوا، بعد ذلك صدر عفو رئاسى لصالح بعض الإرهابيين، تزامن مع عودة عدد من الجهاديين فى أفغانستان، جميع هؤلاء كان أمن الدولة يمنعهم فى عهد النظام السابق، من أن يتحولوا لبؤر إجرام، ثم سقط النظام، وخرجت كل هذه العناصر، تريد تنفيذ المخطط الإيرانى، فى عهد صدام، بأن يكونوا دولة إسلامية شيعية فى جنوب العراق وأجزاء من إيران، تكون عاصمتها قم، لكن هذه المرة تكوين إمارة سنية فى سيناء تأخذ إلى جانبها أجزاء من غزة، اليوم كل المجرمين تغلغلوا فى سيناء، فى جبل الحلال، الذى أسميه «الحرام»، إلى آخر ذلك، ويصرف على هؤلاء ثلاث جهات، إيران عن طريق جيش الإسلام، وحماس عن طريق نفسها، وإسرائيل عن طريق المخابرات، وأخيراً قطر، وكل فترة يتم القبض على مجموعة من الجواسيس من بينهم سيناويون، كل هذه معلومات مؤكدة.
■ متى ستنتهى القوات المسلحة من حل قضية سيناء بالكامل؟
- قريبا جدا، بعد الثورة الثانية هناك قرارات سياسية، عندما يتم الانتهاء من إعدادها ودراساتها وصياغتها سيتم الإعلان عنها، فهناك صيغة معدة لذلك قريبا جدا، خلال هذا العام ستعود سيناء، وتعمير سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.